مشوار صعب.. خطوات مصور مصري داخل ميدان "أولمبياد طوكيو"

كتبت- شروق غنيم:

لحظة اسثنائية؛ داخل مواصلة النقل يجلس المصور الصحفي المصري أيمن عارف، تتحرك من أمامه مشاهد من شوارع مدينة هانيدا اليابانية، تمسح عينيه تفاصيل الأجواء المُحيطة محاولًا استيعاب اللحظة، أخيرًا قد وصل إلى محطة أحلامه بعد رحلة مُضنية ومُربكة، لتوثق عدسته الحدث الرياضي العالمي المُنتظر، أولمبياد طوكيو 2020.

وافتتحت دورة الألعاب الأولمبية 2020، أمس الجمعة في العاصمة اليابانية طوكيو، والتي تأتي في ظروف واستعدادات استثنائية عن نظيراتها. وفي حفل الافتتاح، خُصصت دقيقة صمت في ذكرى ضحايا جائحة فيروس كورونا.

ويتنافس أكثر من 11300 رياضيًا من 207 دول خلال الأسبوعين القادمين، وخلال الافتتاح الرسمي سُمح لأقل من ألف شخص فقط بحضور الحفل الذي دشنه إمبراطور اليابان ناروهيتو. وقد حضر عدد قليل من زعماء العالم الحفل.

منذ بدأ المصور الشاب في الاهتمام بالتصوير الرياضي، وصار حلمه توثيق الحدث الذي يدور كل أربعة أعوام، تأججت رغبته في التغطية خلال متابعة أخر نسخة من البطولة عام 2016 "بطولة ريو كانت مُشجعة لي، مهتم من زمان بتصوير رياضات تانية مش كورة بس، ونفسي أشوف ثقافات مختلفة وأوثقها".
بدأت رحلة عارف لدراسة الإجراءات المطلوبة من أجل التواجد في الميدان منذ عام 2017، وفي عام 2019 بعد استيفاء وتقديم كافة الأوراق، تم قبوله ضمن كوتة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للمصورين الصحافيين، لكن كل تلك الرحلة تلاشت مع صعود جائحة كورونا، أُلغيت الدورة الأولمبية ومعها خطوات المصور الشاب.

بعد عام من التأجيل، عادت البطولة هذا العام ولكن مع إجراءات صارمة لا تشبة أيًا من سابقاتها، مثل ارتداء أقنعة الوجه، وفرض العزل الصحي، وإجراء فحوص اللعاب، واضطرار الرياضيين للتدريب في العزلة التي فُرضت عليهم بسبب الوباء، فيما صارت الإجراءات أصعب بالنسبة للمصورين والصحافيين.
بدأ عارف في الإجراءات الجديدة والتي كانت تفوق سابقتها "في حوالي 60 إيميل مُتبادل بيني واللجنة الأولمبية الدولية.. كانت الاشتراطات كتير، وبتواصل مع حوالي 6 جهات". كل مرة يزداد الأمر صعوبة "خاصة أن كل التكاليف على حسابي، وكانت مغامرة بالنسبة لي".

بعد جولات من التواصل، أخيرًا حصل المصور المصري على الموافقة، وتم تحديد موعد السفر في السادس من يوليو الجاري حتى يتمكن من إجراءات الحجر الصحي لمدة 14 يومًا قبيل بدء البطولة "وقبلها لازم أعمل 3 مسحات خلال 96 ساعة". مع كل مرة يقترب موعد السفر يهوّن عارف عن نفسه عناء التجربة، يسعى لتحقيق حلمه تحت أي ظرف، غير أن قبل موعد السفر بيوم واحد استقبل خطابًا مُخيبًا لأماله.

بعث المنظمون لعارف الخطة الجديدة، والتي يجب عليه اتباعها ومنها السفر يوم 17 يوليو "للأسف تكلفة المسحة وتذاكر الطيران الأساسية والداخلية خسرتها"، اضطر لإعادة كل تلك الإجراءات مرة أخرى مع تغيير خطة نشاطه داخل العاصمة اليابانية "كانت رحلة موترة، وخطوات كتير جدًا، في مرحلة توقعت إني هرجع تاني مصر الرحلة مش هتكمل".

لكن كُتب للرحلة النجاح، وواجه المصور المصري تحديات جمّة خلال الإجراءات الصارمة المُتبعة، وحين وصل عارف كان المصور المصري الوحيد المتواجد في البطولة، لكن التصريح الذي مُنح له من "فيفا" يسمح بتصوير مباريات كرة القدم وحسب "لكن أنا حابب أغطي باقي الألعاب، وبتواصل حاليًا مع اللجنة الأولمبية الدولية عشان ننسق الموضوع".
بارقة أمل ظهرت للمصور المصري، حين أبغلته اللجنة الأولمبية الدولية أن هناك مكانًا شاغرًا لمصور مصري لتغطية باقي الرياضات لكن يجب على اللجنة الأولمبية المصرية التواصل معهما عبر إيميل رسمي للموافقة "بعت للجنة في مصر ومستني إنهم ياخدوا الإجراءات".

حتى الأن غير مسموح للمصور المصري بالتجول في أرجاء المدينة اليابانية، يجب قضاء 14 يومًا من أجل إتاحة ذلك "حاليًا بتحرك من الفندق للستاد، وكل 4 أيام لازم أعمل اختبار كورونا".

حتى الآن وثق عارف ست مباريات، من ضمنهما مباراة مصر وإسبانيا، فيما يتمنى أن تجوب عدسته باقي البطولات، إذ تفصل خطوة واحدة المصور المصري عن تحقيق حلمه بتغطية باقي الألعاب، ينتظر بشوق الأمر "نفسي أصور كرة اليد والسباحة والكونغو والمصارعة، دي الألعاب اللي مُتاحة في نفس الوقت اللي أنا فاضي فيه"، فيما يتمنى توثيق ملامح الحياة في طوكيو.