لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الخواجة والزمالك.. مشجع ما قبل الإنترنت (بروفايل)

08:35 م الأربعاء 29 سبتمبر 2021

رأفت الخواجة

كتب - محمد زكريا:
تصوير- محمود بكار:

رغم تغير سمة التشجيع في الألفية الجديدة، ظل رأفت الخواجة على عهده، لم يشارك "الأولتراس" هتافاتهم الجديدة، ولا تعصبهم أحيانا، تمسك بهتافه ورقصته الشهيرة، التي أمتعته، وأمتعت الجمهور لعقود.

كان اليوم حزينا على أسرة المشجع الزملكاوي رأفت ياسين، الشهير بـ"الخواجة"، بعدما أدركه الموت في مستشفى العباسية، إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، وحزينا على جمهور نادي الزمالك، الذي طالما قدر للرجل حبه للكيان، وإخلاصه له.

في الستينيات، بدأت حكاية الخواجة مع التشجيع والزمالك. كان والده موظفا في نادي ضباط القوات المسلحة، وكان يرافقه إلى محل عمله. ليلة مباراة الزمالك ووست هام، التقى بيحيى إمام، أحد رموز الزمالك، والد نجمه في ذلك الوقت حمادة، وجد نجمه في التسعينات حازم، حيث اصطحبه معه إلى المدرجات، تلك المباراة التي انتهت بفوز الزمالك بخمسة أهداف مقابل واحد، ومعها مسّ الطفل حب الزمالك، وعشق تشجيعه من المدرجات.

لم يعد يهتم الطفل بالدراسة، يهرب من المدرسة، ليشجع الزمالك من المدرجات. كان العصر غير العصر، لم يكن الإنترنت الحاكم كما الآن، كان الخواجة يعرف موعد المباريات من الجرائد، ويذهب في الموعد، يلف المدرجات، من الدرجة الثالثة إلى الثانية إلى المقصورة، يغني: "يا زمالك يا مدرسة لعب وفن وهندسة"، ويرقص على كلماتها رقصته الشهيرة، التي ميزته عن غيره من المشجعين، وبعد المباراة يجلس على المقهى، ليناقش أحداثها مع باقي المشجعين مع "كوباية شاي".

لم يكتف الخواجة بحضور المباريات من المدرجات، كان يذهب إلى مقر النادي بشكل دائم لمؤازرة لاعبيه، بينما لم يكن ذلك بالسهل عليه: "كنت باخدها من مصر القديمة لميت عقبة، مشوار برده ومصاريف"، ليتقرب إلى لاعب الزمالك السابق محمود الخواجة، ويسميه الجمهور على اسمه: "الخواجة".

رغم عشق الخواجة للزمالك، عبر دائما عن كرهه للتعصب، ينتقده، ويترحم على زمن فات، خصوصا أنه ذاق شخصيا من ويلاته، ومن زاوية بعيدة عن الرياضة والمدرجات، من زاوية الفن، عندما عُرض عليه المشاركة في أحد مشاهد فيلم "أبو علي" عام 2005، أقنعه المخرج أحمد نادر جلال والفنان كريم عبدالعزيز بتجسيد شخصية مشجع أهلاوي، وهو ما رفضه المشجع الزملكاوي في البداية: "أنتوا كده هتقلبوا الدنيا عليا، والناس عارفة إني زملكاوي"، قبل أن يتم إقناعه بالأمر في النهاية، ويردد بالفيلم هتاف: "الأهلي غيره مفيش روح أم الدراويش"، وكان لذلك عواقب.

في أحد دور السينما، تعرض "الخواجة" لانتقاد بعض الحضور، وظل المشهد يطارده، ويصب عليه اللعنات، لطالما سمع من زملكاوية متعصبين: "بعت الزمالك بالفلوس"، حتى إنه لم يُعتب محافظة الإسماعيلية لأكثر من سنتين، حتى "صلح المخرج أحمد جلال الموقف، وقالي أعملك فيلم كده رضا يا خواجة يهدي الناس شوية"، فشارك في مشهد من الفيلم بدور مشجع زملكاوي، ليهدأ الأمر.

لم يندمج الخواجة مع "الأولتراس" بشكل كبير، لم ينتم لأسلوب تشجيعهم، حافظ على عهد حتى بعد أن سحبوا البساط من تحت قدميه، يجلس في مدرجات الدرجة الثالثة، لكن بعيدا عن تجمعهم في "التالتة يمين"، يغني هتافاته القديمة ويرقص رقصته الشهيرة، وحوله المحتفين بأصالته: "بيقولولي أنت رمز"، وبحبه الشديد للزمالك.

كان فوز الزمالك بالدوري الـ13 في تاريخه، باعث على سعادة المشجع الشهير، ذهب إلى النادي واحتفل أمامه مع المئات، وعبر عن فرحته بالانتصارات التي توالت في جميع الألعاب الرياضية بالنادي، حتى وافته المنية في هدوء داخل مستشفى الصدر بالعباسية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان