"طبيعة المناخ الصحراوي".. لماذا يزيد الشعور بالبرد في التجمع وأكتوبر؟
كتب -محمود الشال:
خلال المنخفضات الجوية الماضية، التي مرت على مصر، في الشتاء الحالي. كان كثيرون من سكان المدن الجديدة يعبرون عن شعورهم بالبرد أكثر من المناطق الأخرى كوسط القاهرة. وتوضح تنبؤات الطقس بمواقع انخفاض درجات الحرارة في تلك الأماكن، والتي تشمل القاهرة الجديدة شرقا مثل التجمع والرحاب، وأكتوبر غربا، بما تضمه من مجاورات مختلفة.
يقول الدكتور محمود شاهين مدير مركز التنبؤات والتحاليل بهيئة الأرصاد الجوية، إن متوسط درجات الحرارة في مناطق شرق القاهرة وأكتوبر تكون أقل من وسط القاهرة، طوال العام وليس في الشتاء فقط، ولذلك قد يكون الجو ألطف نسبيا في الصيف في تلك المناطق.
ويرجع شاهين السبب في ذلك لارتفاع تلك المناطق عن مستوى وسط القاهرة، إضافة إلى أن لها طبيعة شبه صحراوية. وتوقع شاهين، تساقط حبات البرد والثلوج في منطقة القاهرة الجديدة، وانخفاض قاس في درجات الحرارة مع نهاية ساعات النهار، ليزيد في الليل الإحساس بالبرودة حيث تصل درجات الحرارة لأقل من 6 درجات في بعض ليالي الشتاء الجاري.
ويوضح الدكتور شاكر أبو المعاطي، رئيس قسم الأرصاد الجوية بالمعمل المركزي لتغير المناخ، عدة أسباب لزيادة إحساس المواطنين بالبرودة في المناطق الجديدة، عن وسط القاهرة، موضحا أن لها توسعات سكنية حدثت في الظهير الصحراوي شرقا وغربا، وبالتالي لها طبيعة طقس ومناخ الصحراء.
ووفقا لأبو المعاطي، فإن ثاني أسباب الشعور بدرجة الحرارة المنخفضة، هي طبيعة الأرض الرملية في القاهرة الجديدة وأكتوبر، تكتسب الحرارة بسرعة وتفقدها بسرعة، وهو ما يعرف بـ"درجة الحرارة الكاملة"، حيث ترتد الحرارة التي اكتسبتها الأراضي الرملية سريعا، وهي في الشتاء عبارة عن برودة، يشعر بها الناس أثناء ارتدادها مرة أخرى.
يضيف أبو المعاطي، أن نفس الأمر ينطبق على المنازل، التي تضيف سببا آخرا لزيادة الشعور بالحرارة المنخفضة، حيث تمتص المنازل الحرارة في شكل "برودة" على مدار الليل كاملا، أما في النهار يفقد المنزل كل البرودة التي اكتسبها طوال الليل، ولهذا يشعر البعض بأن الشوارع أكثر دفءً من المنازل، نتيجة "درجة الحرارة الكاملة".
وتابع رئيس قسم الأرصاد الجوية أن ثالث الأسباب هي أن القاهرة الجديدة وأكتوبر مناطق مفتوحة ويكون معدل سرعة الرياح فيها أعلى نسبيا من منطقة وسط القاهرة، نظرا لبعد المساكن عن بعضها ما يؤدي لنشاط ملحوظ للرياح ما يزيد الإحساس بالبرودة.
وأوضح أن التغيرات المناخية أحدثت خللا في منظومة الطقس ودرجات الحرارة، ويظهر ذلك بوضوح في ما يعرف بـ"حزام المطر"، من حيث مناطق سقوط الأمطار وكميتها، إضافة إلى تساقط الثلوج ونزول الضباب وشبورة بشكل أكبر عن المعدلات الطبيعية، وموجات صقيع لم تكن تتعرض لها البلاد من قبل، خاصة الثلوج وكميات الأمطار المتزايدة في مناطق شرق القاهرة.
وأوضح الدكتور شاكر أبو المعاطي، رئيس قسم الأرصاد الجوية بالمعمل المركزي لتغير المناخ أن البلاد تشهد عاصفة تستمر حتى انتهاء شهر (طوبة)، 9 فبراير القادم بشكل متفاوت على بعض المناطق، وبعدها تبدأ الأجواء في التحسن.
فيديو قد يعجبك: