لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بإلهام من أشقائها.. كيف أصبحت سعاد مترجمة إشارة في معرض الكتاب؟

07:29 م السبت 05 فبراير 2022

جانب من ندوات معرض الكتاب

كتبت- مروة محيي الدين:

في جناح مجلس حكماء المسلمين بقاعة رقم 4 جلست سعاد الجوهري لتترجم إحدى الندوات المُقامة بمعرض الكتاب، إلى لغة الإشارة للحاضرين من فئة الصُم والبُكم، تتفاعل معهم بكل جسدها، ويتابعونها في ثبات وتركيز عالي إلى أن انتهت من مُهمتها.

منذ الصِغر اكتسبت سعاد مهارة الترجمة بلغة الإشارة من خلال أسرتها، حيث أن لديها شقيقتان من ذوي الإعاقة السمعية، فاعتادت على التواصل معهما هكذا "الطفل أما بيتولد في أسرة فيها صُم تلقائيًا بيتعلم اللغة مبيكنش في أي صعوبات غير إنه محتاج يطور من نفسه لأن اللغة بتتجدد".

لذا فكّرت الفتاة العشرينية أن تتجه إلى دراسة لغة الإشارة حتى تصبح مُترجمة محترفة، وخلال فترة الثانوية العامة حاولت التوفيق بين دراستها وتعليمها للإشارة، إذ كانت تحضر دورات تدريبية متخصصة لتزودها بالمعلومات في المجال، فضلًا عن ترددها على المؤتمرات الدولية والتليفزيون.

قبل تسع سنوات تطوّعت الجوهري بالمجلس القومي لذوي الإعاقة، شاركت في ترجمة الندوات والأنشطة التي يقيمها، لكن هذه المرة الرابعة لتواجدها ضمن فريق مُترجمي الإشارة التابع للمجلس بمعرض الكتاب في دورته الـ 53 بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية في التجمع الخامس. ورغم أن لكل مُترجم موعد لحضور عدد من تلك الندوات إلا أن سعاد لم تفوت يومًا واحدًا في فعاليات هذا العام، فترى سعادتها في المشاركة.

أما عن السنة الماضية فكانت المشاركة مختلفة، تحكي خريجة كلية الخدمة الاجتماعية "كنا بنطلع اونلاين مع الأزهر، وندخل نعلم الناس لغة الإشارة" فكانت الندوات موقوفة في المعرض بسبب تفشي فيروس كورونا.

مجهود شاق بذلته الشابة وهي تواصل ترجمة كل كلمة دون أن تلتقط أنفاسها ولو لدقيقة واحدة "التعب الجسدي ده حاجة طبيعية لكل إنسان، لكن نفسيًا لا الواحد بيكون مبسوط إنه بيساعد ناس بيشوفونا لايف".

منذ أن بدأت العمل كمُترجمة لغة إشارة ويقابل الجوهري مواقف مختلفة "في كلمات ملهاش شرح زي الكلمات العلمية اللي يعرفها شخص علمي" وتحاول التعامل معها هكذا "بترجمها حروف"، أو كلمات لها إشارات متعددة.

وفي بعض الأحيان قد يتطلب منها ترجمة لغة أجنبية فهي تختلف عن المصرية في الإشارة، فعلى حد قولها "لو قولت أ بصباعي إنما لو بالإنجليزي بضم إيديا وبفتح صُباعي الكبير".

وتعتمد الجوهري كُليًا على استخدام الجسد "بتعامل بإيدي ولو أنا واقفة بيكون برجلي وبتعابير وشي وبدماغي كل حاجة شغالة". ولأنها تُحب عملها تحرص على تطوير مهاراتها وألا تتجاهل كلمة واحدة "ممكن تواجهنا كلمات مُحرجة لكن مينفعش اتغاضى عنها".

يمثّل عمل الفتاة أهمية كبيرة لها، تشعر بسعادة غامرة إذ تقدم شيئًا عظيم "شعور إن الواحد يترجم أي حاجة أيا كانت ده جميل جدا، لأن بترجم لفئة هي مش فاهمة كل الكلام"، فيما تفيدها هذه الندوات لأن "بقدر أفيد المجموعة التانية".

ردود فعل إيجابية تلقتها المُتطوّعة خلال ندوة "الأخوة الإنسانية.. مقاربات جديدة" من رواد المعرض "لأن بيعرفوا مترجم لغة الإشارة بيترجم إيه وبيبقى في وعي أكثر".

ولذلك تتمنى وفئة الصُم أن يتم تخصيص مُترجمي إشارة في كل مكان لا تقتصر على ندوة، وأن تتواجد بشكل أوسع "لأن هم بيحتاجوا أفلام ومسلسلات وبرامج طبخ". كما تتمنى أن يتعلم كل مصري الإشارة حتى يشعر الأصم بأنه مفهوم وتبقى اللغة سائدة مثل باقي اللغات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان