فيلم كباتن الزعتري.. الوقوف على مسافة من مأساة حياة اللاجئين السوريين
كتبت-رنا الجميعي:
حاول المخرج علي العربي في فيلمه الوثائقي كباتن الزعتري، تقديم حلم شابين من اللاجئين السوريين، محمود داغر وفوزي رضوان، بكرة القدم الساحرة، غير أن الأحداث جاءت في معظمها رتيبة، كأنه وقف على مسافة متر من حياة اللاجئين داخل مخيم الزعتري.
النوايا الصادقة لا تقدم فيلمًا جيدًا، امتلك المخرج علي العربي 700 ساعة قام فريقه بتصويرها على مدار 6 أعوام، غير أن الفيلم جاء في الدراما الخاصة به ضعيفًا، متقطع الروابط بين بعضه البعض، ذو ايقاع رتيب في معظمه، رغم أن مدة الفيلم ليست طويلة حيث استغرق 73 دقيقة، وعُرض الفيلم مؤخرًا خلال أسبوع أفلام جوتة، كما عرض أمس ضمن فعاليات عالدرج في بيت لحم بفلسطين.
في حواراته ولقاءاته التلفزيونية ذكر مخرج الفيلم أنه قضى في المخيم 6 سنوات، اقترب خلالها من حياة محمود وفوزي، وعلى مدار عام تقريبًا لم يفعل شيئًا سوى محاولة الاقتراب من عالمهم، بسبب الطبيعة المتحفظة للمجتمع السوري داخل مخيم الزعتري، ونجح بالنهاية في تكوين علاقة صداقة بالشابين الذين لم يتجاوزا الـ18 عامًا في ذلك الوقت، في عام 2013، وحتى يعتادا وجود الكاميرا في حياتهما.
لكن على الشاشة ظهر عدم انسجام بين بطلي الفيلم والكاميرا، كما أننا لم نلمس تفاصيل حياتهما سوى في لعب الكرة، ركز الفيلم على خوضهما للمباريات داخل المخيم، ولم نرى تفاصيل حياتهما داخل المنزل نفسه، وعلاقتهما بأسرتيهما، حتى علاقة فوزي بوالده العالق في سوريا لم يظهر الفيلم تفاصيلها جيدًا.
ركزت رحلة الفيلم فقط على مباريات كرة القدم داخل المخيم، وطموح الشابين بالاحتراف، ولم يعمق علاقة المتفرج بالشابين أو حياتهما الصعبة داخل المخيم، وبدلًا من تكوين دراما حقيقية نابعة من الواقع المأساوي للاجئين السوريين، خلق صورة فنية بأحداث ذات إيقاع رتيب، اعتمدت على الحوارات بين محمود وفوزي الذي يظهر عليهما خجل شديد من وجود الكاميرا، ولم يوجد حرص على تقديم مشاعرهما الحقيقية للمشاهد، سوى في بضعة مشاهد حميمية كانا منسجمين فيها معًا.
تحسن إيقاع الفيلم بعد ذلك في النصف الأخير، تحديدًا منذ نجاح محمود في اللعب خارج المخيم، حيث تأتي أكاديمية اسباير القطرية الرياضية-هناك نوع من تنجيم الأكاديمية بشكل مبالغ فيه- لاختيار مجموعة من المواهب لتشكيل فريق "أحلام سوريا"،يشارك محمود في بطولة كرة القدم على أرض قطر لكن دون فوزي، حيث يعيقه سنه عن اللعب في الفريق، وتظهر انفعالات حزينة على وجه محمود الذي افترق عن صديق عمره.
تلك المشاعر ربما تكون الوحيدة التي ظهرت بالفيلم، حتى وفاة والد فوزي بسبب مرض السرطان في الفيلم مر بشكل سريع وصادم، صحيح أنه أدى الغرض منه بصدمة المشاهد، لكننا لم نتعلق بالأساس مع والد فوزي، أو أي فرد آخر بأسرته، وينتهي الفيلم بتحقيق حلم الشابين بالاحتراف، ورجوعهما مُجددًا للمخيم، لكن هذه المرة يقومان بتدريب أطفال اللاجئين.
توقعات عالية أحاطت بالفيلم منذ عرضه الدعائي الأول، ومشاركاته في مهرجانات عالمية كان أبرزها مهرجان صاندانس السينمائي، غير أنه خذل المتفرج بمنطق التشويق، لكن دون أثر لها في الحقيقة، فلم يستعرض الفيلم بشكل حقيقي واقع المخيم، أو التماس بقوة مع حياة اللاجئين السوريين.
فيديو قد يعجبك: