لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حصار عاصفة ثلجية "غير المسبوقة".. حكاية فلسطيني وسورية بمدينة "بوفالو" الأمريكي

04:47 م الخميس 05 يناير 2023

العاصفة الثلجية

كتبت- هبة خميس:

قبل ثمانية أيام شهدت الولايات المتحدة الأمريكية عاصفة ثلجية، كانت الأسوأ منذ أربعون عاماً، وفي مركز تلك العاصفة مدينة بوفالو، بولاية نيويورك القريبة من حدود ولاية أونتاريو الكندية، حيث انخفضت درجة الحرارة إلى 40 تحت الصفر ليتجمد كل شيء بالمدينة، وليلقى حوالي 34 شخصاً مصرعهم بالمدينة، بحسب الأرقام الرسمية لرئيس المقاطعة.

بالنسبة لمحمد زيدان "الفلسطيني الأمريكي" المقيم بتلك المدينة منذ 11 عاماً، لم يرى مثيل لتلك العاصفة طوال إقامته، فالمدينة معروفة بشتائها القارس ودرجة الحرارة التي تصل إلى عشر درجات تحت الصفر أحياناً وكثرة الثلوج في شهور الشتاء.

"في يوم العاصفة خرجت أنا وزملاء لإنقاذ قريب لنا من وسط العاصفة، لكن انتهى بنا الحال بطلب المساعدة فسياراتنا لم تكن قادرة على التقدم من كثرة الثلوج، وحاولنا الاتصال بالطواري وكانوا غير قادرين على تقديم المساعدة لنا".

بعد مرور 7 ساعات في السيارات اتصل "زيدان" بمحطة الشرطة القريبة ونصحته المسؤولة بالسير لفندق قريب وطلبت منه البقاء هناك وعدم الخروج وتحدثت مع مسؤول الفندق لإغاثتهم، وبالفعل ظل "زيدان" عالقاً هو وأصدقائه بالفندق يومان من كثرة الثلوج وعدم وضوح الرؤية.

"بعد مرور ثلاثة أيام طلبت الحكومة بنزول الجيش ليساعدها في فتح الشوارع، وإزالة الثلوج وبدأت المدينة ترجع لأوضاعها الطبيعية، لكن بعد أن خلفت أكثر من 31 قتيل".

لمدة أربعة أيام، مُنع التجوال تماماً بشوارع المدينة التي يبلغ تعداد سكانها مليون نسمة، ووقف الدراسة لمدة أسبوع كامل.

اعتادت "إيمان أبازيد" السورية الأمريكية المستقرة منذ عام 2000 بمدينة بوفالو، أن تخرج من عملها بالجامعة لعمل آخر بالمطار وكل عمل ثلاثة أيام بالأسبوع، اعتادت "أبازيد" شتاء المدينة القارس وهطول الثلج.

الموجة الثلوج التي شهدتها المدينة لم تشهدها خلال السنوات الأخيرة، "الناس في كل شتاء كانت عارفة ترجع بيوتها وبتوصل تقفل بابها وتاني يوم كان الوضع بيكون أحسن وبتيجي البلدية يرشوا الملح وينضفوا الشوارع والحياة تستمر حتى كان مستحيل أنه تتوقف الدراسة ".

في الليلة التي سبقت العاصفة نبهت الحكومة بوجود العاصفة، فتوقعت "أبازيد" أنها مثل العاصفة التي سبقتها بأسبوع واحد، في تلك الليلة خافت والدتها، فقررت شراء طلبات كثيرة للمنزل وقضوا ليلتهم بالمنزل لتصحو في اليوم التالي على إيميل من الجامعة، تخبرهم بأنها مغلقة بذلك اليوم وأيضاً مدارس بناتها.

"يوم الخميس كان آخر يوم قبل عطلة الكريسماس فصحينا نفطر عادي ساعة ساعتين وبدأ التلج"، تحكي "أبازيد"، بسبب شدة العاصفة اتصلت "أبازيد" بمقر عملها بالمطار لتخبرهم أنها لن تستطيع القدوم فطلبوا منها عدم الخروج من منزلها لخطورة العاصفة.

تحمد الله "أبازيد" على عدم انقطاع الكهربا عن منطقتها فلم تكن ستتخلى عن التدفئة في ذلك البرد القارس وسمعت من جيرانها عن انقطاع الكهرباء بالمدينة، "لولا وجود المواقد كانت ماتت العائلات من شدة البرد فالأسر أشعلت المواقد والأفران لتحمي نفسها من البرد".

"كميات التلج كانت تزيد تزيد ومفيش رؤية قدامنا وأحنا في البيت، الثلوج فضلت تزيد لحد ما اتقفل باب البيت من التلج، البنات كانوا بيراقبوا جارتهم أمامنا بتنظف بيتها من الثلوج، الكمية كانت رهيبة".

سمعت "أبازيد" عقب انتهاء العاصفة بعد ثلاثة أيام عن السكان الذين علقوا بالسوبر ماركت و الأشخاص الذين توقفوا بسياراتهم وقصص الإنقاذ الكثيرة.

"نحمد الله أن ما في حد مننا تأذى وان منطقتنا ما اتضررت كتير لكن الواحد عمره ما كان يصدق أن فيه عاصفة بالقوة".

عقب اندلاع العاصفة اطمأنت "أبازيد" على معارفها وأصدقائها كلهم واحداً واحداً لتعرف أن لا أحد منهم تأذى ،لكن زوج صديقتها علق في سيارته في الطريق أنقذه ناس من منزل قريب ليسعفوه ويأووه ببيتهم يومين حتى انتهاء العاصفة ووضوح الرؤية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان