قرآن ومآذن وذكريات.. صور لأم مصرية تفوز بجوائز عالمية

كتب- عبدالله عويس:

في طفولته، كان مصطفى الشربجي متعلقا بكاميرا والده، يراقبها ويتفحصها، إلى أن صارت له، فسحرته عدستها والعالم المدهش الذي تكونه من صور. يكبر مصطفى وما تزال غواية الضوء والظل والألوان تسحره، حتى اشترى كاميرا، وبعدما صارت له أعماله الخاصة بعيدا عن عالم التصوير، ظلت الهواية تلاحقه ويلاحقها، حتى فاز في مسابقات دولية ومحلية.

كان آخر ما فاز به الشربجي، المركز الأول في مسابقة «تراثي للتصوير الفوتوغرافي»، وهي مسابقة ترعاها وزارة الثقافة المصرية ممثلة في الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، في إطار الاحتفال بالقاهرة كعاصمة للثقافة في دول العالم الإسلامي.

للصورة الفائزة بالمركز الأول في فئة التراث المعماري والعمراني لمدينة القاهرة، حكاية تعود لأيام كورونا، حين فرض عزل على البعض، وباتت الدعوات للبقاء في المنازل على كل لسان وإعلان ولافتة ومذياع. في الصورة تجلس سيدة تقرأ القرآن في منزل يطل على مآذن مسجدي السلطان حسن والرفاعي بالقاهرة، هي والدة مصطفى التي رغب في أن يوثق لها تلك الفترة في مشروع يعبر عن العزلة والاعتزال.

في عام 2020 توفي جد مصطفى، والد أمه، وكانت سناء صابر تجلس في المنزل القديم الذي له أكثر من 100 عام، تقرأ القرآن قبل أذان المغرب، وتقوم بكافة الأنشطة داخل المنزل، الذي رغبت في الجلوس فيه لفترة عقب وفاة والدها، وفي تلك الأيام قرر الشاب أن يلتقط لها صورا تعبر عن تلك الفترة وتحمل تفاصيلها في كل «كادر وصورة».

كان مصطفى يرغب في توثيق علاقة الناس بالأماكن والذكريات، دون أن ينوي التقديم بتلك الصور في أية مسابقة، لكنها فازت في أكثر من مسابقة دولية ما بين العراق وعمان وغيرها، حتى كانت جائزته الأخيرة: «بدأت التصوير كهواية وما يزال هواية، لكن لدي خبرة كبيرة تجعلني أحاضر أحيانا في أمور لها علاقة بالتصوير» يحكي الشاب عن هوايته، قبل الحديث عن صوره الفائزة في أكثر من مسابقة.

يعدد مصطفى جوائزه، ثم يتوقف عند الحديث عن والدته التي كان لها نصيب كبطلة صور فازت آخرها الجمعة الماضية: «كانت والدتي تفرح حين تفوز صورة لي في مسابقة كشعور طبيعي لأي أم، لكن ولأنها بطلة بعض الصور الفائزة فقد كان الشعور مضاعفا بالفرحة».

من بين 339 متسابق، و884 عمل من 20 محافظة على مستوى الجمهورية، كانت صورة مصطفى الشربجي حاصدة المركز الأول، والجائزة الثانية من نصيب دعاء عامر، ثم المركز الثالث لأمل مطر، وحصل فادي قدوس على جائزة تشجيعية.