إعلان

"كان في مسؤولين هنا الصبح".. ماذا يحدث في مقبرتي الإمام ورش وأمير الشعراء؟

06:18 م الخميس 31 أغسطس 2023

كتب- محمود الطوخي:

بأبيات شعرية لأمير الشعراء أحمد شوقي، نشر البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا من داخل مقبرته، بمنطقة السيدة نفيسة، بعبارات تؤكد أنها ضمن المدافن الجاري إزالتها، قبل أن تصدر بيانات رسمية، تنفي الأمر.

ولم يكن مدفن أحمد شوقي وحده ما أثار الجدل في الآونة الأخيرة، إذ سبقته مدافن أخرى، أبرزها مدفن الإمام ورش صاحب رواية (ورش عن نافع) وهي إحدى روايات قراءة القرآن، لتصدر أيضا تصريحات رسمية لمحافظة القاهرة تنفي هدم المدفن الذي يضم جثمانه.

وما بين ادعاءات على مواقع التواصل الاجتماعي، ونفي رسمي، أجرى "مصراوي" جولة على المدفنين، لتبين حقيقة ما يحدث هناك، سواء أمام مدفن أمير الشعراء أحمد شوقي، والمتوفى عام 1932، أو الإمام ورش المتوفى عام 197 هجرية.

البداية كانت من أمام مدفن أحمد شوقي، الذي تجري في محيطه عدة أعمال إزالة، وبحسب حارس إحدى المقابر المجاورة، فإن بعض اللصوص اقتحموا مقبرة شوقي، منتصف الشهر الجاري، وحطموا شواهد محيطة به، تعود لوالد زوجة شوقي، حسين بك شاهين، وبعض أفراد أسرته، وذلك بعد طمع السارقين في تراكيب رخامية بالمكان.

بحسب حارس المدفن القريب، الذي تحدث معه "مصراوي" فإن أسرة حسين بك شاهين، أغلقوا المقبرة بشكل نهائي، بعد تلك الواقعة، لتتصاعد الشائعات عقب ذلك الإغلاق. وهو ما دفع محافظة القاهرة لإصدار بيان في الثلاثاء الماضي، قالت فيه إنها "تنفي ما يتم تداوله عبر المواقع الإخبارية وصفحات السوشيال ميديا بشأن إزالة مقبرتي الإمام ورش صاحب إحدى روايات قراءة القرآن، وأمير الشعراء أحمد شوقي ضمن أعمال التطوير التي تجري بالمنطقة".

وإلى جانب مدفن شوقي، كانت أعمال الإزالات جارية، أكوام الركام تتكدس إلى جانب بعضها وعشرات المقابر باتت ذكرى من الماضي القريب، لا يفصل بينها وبين مرقد شوقي سوى أمتار قليلة، في الجهة نفسها وتقترب الإزالات منه شيئا فشيئا، بينما تطل مقبرته على أطلال مدفنين تُركت بعد هدمهما، وربما كان الأمر ما جعل مهتمين بالتراث الحضاري يستشعرون خطرا على مقبرة شوقي. يقول أحد حراس المقابر هناك، إن مسؤولين من المحافظة كانوا يتفقدون المكان، بصحبة رجال أمن، في إحدى ساعات الصباح.

تكرر نفس الأمر مع مدفن الإمام ورش، في مقابر الإمام الشافعي، بحسب حديث حارس آخر في تلك المقابر. ويقع لحد الإمام ورش، داخل مدفن "المرحوم القاضي عبد الفتاح بك محرم" وهو مدفن يدخل ضمن إطار الإزالة، لكن لحد الإمام ورش سيكون بعيدا عن تلك الإزالة.

يقول عاطف عويس، الذي يرعى ذلك المدفن، إنه سمع من البعض أنباء عن إزالة لحد الإمام ورش، وهو صاحب إحدى القراءات، واسمه سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان، وولد عام 110 هجرياً في صعيد مصر، وتتلمذ في المدينة المنورة على يد شيخه نافع بن عبد الرحمن بن نعيم تلميذ الإمام مالك، وتولى رئاسة الإقراء بالديار المصرية بعد عودته من المدينة، حتى مات سنة 197 هجرية ودفن بالقرافة الصغرى (مكانه الحالي).

لم تعد القرافة كما عهدها عويس، فكثير من المدافن حولتها الحفارات إلى كومة من الركام، والبقية الممتدة من قلب القرافة وحتى سفح هضبة المقطم تحمل علامات تمهيداً لإزالتها، ووقع عويس بين ضجيج أعمال الهدم والشائعات التي انتشرت حول إزالة مرقد الإمام ورش، لكن نفى المسؤولين إزالته طمأنه: "قالوا إن المدفن مش هيتم هدمه وهو الوحيد اللى هايفضل من الموجودين في المدفن دلوقتي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان