إعلان

المراهنة الكبرى.. بالأرقام| كيف راهن الأمريكيون على المرشحين للانتخابات الأمريكية؟

01:19 م الثلاثاء 05 نوفمبر 2024

الصورة من منصة Bet Fair

تقرير-مارينا ميلاد:

يتوجه الأمريكيون، اليوم الثلاثاء، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم للدورة المقبلة، المنصب الذي يتنافس عليه كل من مرشحة الحزب الديمقراطي الأمريكي، كامالا هاريس، ومرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب.

لكن قبل هذا اليوم، يبدو أن عددا كبيرا منهم قد أدلوا بالفعل بأصواتهم افتراضيا بل وحسموا اختيارهم لا بالأصوات فقط لكن بالأموال أيضًا. ذلك من خلال منصات المراهنات على الإنترنت. إذ تخطت إجمالي الرهانات الـ100 مليون دولار. ورجح المراهنون فوز "ترامب" بنسبة تجاوزت 50% من إجمالي المشاركات في أغلب المنصات، ثم تراجع الأمر في اللحظات الأخيرة.

وهناك العديد من المنصات والتطبيقات التي تعمل في مجال المراهنات، وبرزت في الفترة الأخيرة التي بدأ فيها الاستعداد للانتخابات مثل PredictIt، BETFAIR، Polymarket Kalshi، وكلها تتباين نتائجها.

سنأخذ مثالا لرصد ما يجري، عبر منصة BETFAIR، وهي شركة مراهنات بريطانية تأسست عام 2000، فما تظهره هو أن المشاركين عليها راهنوا على فوز "ترامب" بنسبة تقارب الـ60%، بينما حصدت "هاريس" نحو 40% من توقعاتهم.

ويظهر الشكل التالي، نسب التصويت فيما اسموه بـ"الولايات المتأرجحة الرئيسية"، وهي: أريزونا، جورجيا، ميشيغان، نيفادا، نورث كارولاينا، بنسلفانيا، وويسكونسن. ويمثل اللون الأحمر ترامب، فيما يمثل الأزرق هاريس.

Image (2)

وتشمل منتجات تلك المنصة أيضًا المراهنات الرياضية والكازينوهات عبر الإنترنت والبوكر. والآن أضافت جزء جديد، وهو الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي تقول إنها: "خريطة للتنبؤ بنتائج الانتخابات الأمريكية لعام 2024 باستخدام نسب الاحتمالات.. إننا عادة ما ننظر إلى استطلاعات الرأي للتنبؤ بنتائج الانتخابات، ولكن أسواق المراهنات تشكل أيضاً مؤشرات قيمة لنوايا الناخبين. فما هي أفضل طريقة لقياس الاتجاه الذي تسلكه الأمة من معرفة الأماكن التي يستثمر فيها الناس أموالهم؟".

وتعزز الشركة من فكرتها من خلال مثالا تضربه على "أن نتائج الانتخابات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة تحدت استطلاعات الرأي أكثر من مرة، وأسفرت عن مفاجآت في العقد الماضي"، في المقابل ترى "بورصتها تعكس ما يفكر فيه الناس وأقرب نتيجة صحيحة".

Image (3)

والرهانات في هذه الأسواق تدفع لاكتساب أموال إن فلح التوقع، على سبيل المثال، سيحصل المقامر على دولار واحد مقابل كل 58 سنتًا راهن بها إذا فاز مرشحه في الانتخابات. لذا وضع هؤلاء المراهنون أموالا طائلة، فأحد الرجال راهن بأكثر من 30 مليون دولار على فوز ترامب على منصة "بولي ماركت"، وقال الرجل لصحيفة وول ستريت جورنال: "هدفي هو جني الأموال فقط، وليس لدي أي أهداف سياسية على الإطلاق".

وطوال شهري أغسطس وسبتمبر، كانت احتمالات الفوز بين المرشحين متقاربة للغاية على تلك المنصات، وتشابه نتائج استطلاعات الرأي، قبل أن يتحول الأمر برمته خلال شهر أكتوبر، ويتفوق بسوق الرهان "ترامب" فيها وبفارق كبير عن "هاريس". وربما ذلك ما دفعه للإشادة بتوقعات تلك الأسواق باعتبارها، في رأيه، "أكثر دقة من استطلاعات الرأي التقليدية في الأسابيع الأخيرة".

Image (4)

ومن المثير، دخول فكرة المراهنات عالم السياسة والانتخابات جنبا إلى جنب مع مجال الرياضة والألعاب، الذي بلغ حجمه وفقا لتقديرات شركات الأبحاث السوقية، نحو 100 مليار دولار.

Main Photo

لكن من ناحية الانتخابات، يزيد التشكك، حيث تحدث خبراء وباحثون عن تداولات وهمية في منصة "بولي ماركت"، حيث يقوم نفس الأشخاص بالشراء والبيع بشكل متكرر، ما يعطي الوهم بوجود نشاط أكبر مما هو موجود بالفعل.

وتجرى الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة، كل أربع سنوات، بنظامها الخاص المعقد نسبيًا عن غيره، حيث تبدأ فعليًا منذ فترة طويلة، وذلك بعدما يسمي الحزبان الرئيسيان هناك مرشحهما بعد إجراء الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية في كل ولاية أمريكية.

ويهيمن على النظام السياسي في الولايات المتحدة حزبان فقط، وجرت العادة أن ينتمي إلى أحدهما كل الرؤساء، وهما الحزب الديمقراطي، الذي تمثله هذه المرة "هاريس"، والحزب الجمهوري، المعبر عن التيار السياسي المحافظ، ويمثله "ترامب".

وبعد اختيار المرشحين الرسميين من كل حزب، يتنافسان للفوز بأصوات الناخبين في كل ولاية، للفوز بعدها في المجمع الانتخابي الذي يشكله مندوبين عن كل ولاية حسب عدد سكانها.

ويبلغ إجمالي هذه الأصوات للولايات 538 صوتا، ويحتاج المرشح إلى 270 صوتًا على الأقل ليصبح رئيسًا.

وعادة ما يعلن عن الفائز في ليلة الانتخابات، تلك اللحظة التي ينتظرها ويترقبها آلاف الأشخاص الذين راهنوا بأموال طائلة. ورغم كل الزخم الذي صنعوه على أسواق المراهنات، فيتحدث خبراء سياسيون عن "أنه لا يمكن الاعتماد عليها أو حتى مقارنتها باستطلاعات الرأي، التي تخضع لمعايير تحليلية دقيقة ومنهجية واضحة، فهى ببساطة تعطي مستوى ثقة مجموعة صغيرة من الناس في لحظة معينة يغامرون فيها".

فيديو قد يعجبك: