لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ما تأثير تقنيات التواصل في المجتمع العماني؟!

03:28 م الأحد 02 سبتمبر 2012

ما تأثير تقنيات التواصل في المجتمع العماني؟!

قبل سنوات كان من المعيب في سلطنة عمان دعوة قريب أو بعيد لحضور مناسبة عن طريق بطاقات الدعوة مهما كانت فاخرة، وكان يتحتم على صاحب الدعوة أن يقوم بنفسه بتوجيه الدعوة لحضور حفل زفاف أو أي مناسبة اجتماعية بشكل شفوي، وأن يصل إلى أمام بيت المدعو. أما اليوم فقد تغير الحال كثيرا حيث صار استقبال الدعوات حتى لو كانت بين أقرب الناس تلعب فيها الرسائل القصيرة على الهواتف النقالة، ورسائل الواتس آب وغيرها من التطبيقات دورا كبيرا ، الأمر الذي أحدث خلخلة اجتماعية يصفها البعض بالسلبية بينما يكتفي البعض الآخر بالقول أن هذه ضريبة المدنية ولا بد من الاستفادة من تسهيلات التكنولوجيا الحديثة .وتعاني الرسائل القصيرة في سلطنة عمان جانبا من فقدان الخصوصية كما يؤكد عبد اللطيف المعمري الذي يقول” لا تحس بأي خصوصية تأتيك من قبل الرسائل القصيرة، حتى في أشد المناسبات خصوصية لأنك تعرف أن نص الرسالة تناقله العشرات قبلك، ولا يكلف المرسل نفسه في تغيير الضمائر في الرسالة فيما إذا كانت مؤنثة والرسالة مرسلة لمذكر أو العكس “.وفي سياق فقدان الخصوصية يذكر عبد الرحمن الزدجالي الكثير من المواقف في هذا الخصوص حيث يؤكد أنه كثيرا ما يتلقى رسائل قصيرة تهنئة بمناسبات اجتماعية وتكون الرسالة مذيلة باسم شخص غير المرسل ما يؤكد أن المرسل عندما ذهب إلى خيار “إعادة الإرسال ” لم يكلف نفسه مسح اسم الذي أرسل له الرسالة هذا فيما إذا كان قرأ الرسالة إلى آخرها ليعرف اسم مرسلها .وتحاول الرسائل القصيرة في مجتمع يحاول دائما أن يثبت أنه متحفظ كالمجتمع العماني أن تمنح مستخدميها جانبا مفقودا من الحرية في النقد الاجتماعي أو السخرية من بعض الشخصيات المهمة سواء كانت شخصيات عامة أو سياسية.ويتكرر مشهد رسائل الاعتراض الساخرة في مناسبات عدة، وتتفاوت صيغها بحسب من تستهدفه من مسؤولين حكوميين أو ربما قادة من الشرق أو الغرب تبعا للمتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية. ويظهر في الكثير منها أثر المفاهيم القبلية والمذهبية.واستطاعت الهواتف الذكية أن تجعل من خدمة مواقع التواصل الاجتماعي، بديلا عن صلة الرحم خلال شهر رمضان، حيث أكد عبد الرحمن الزدجالي نفسه أنه لم يستطع أن يزور أرحامه في رمضان مكتفيا بإرسال تهنئة عبر صفحاتهم على برنامج “تويتر”.ومع إقبال المجتمع على هذا النوع من التواصل كثرت الإشاعات، والأخبار الكاذبة سواء ما كان منها في الجانب الاجتماعي أو السياسي والاقتصادي. وقبيل أيام وعبر “الرسائل القصيرة”(المسجات) ضجت الجوالات العمانية “بمسجات” تؤكد وفاة ابن أحد أبرز أقطاب الحكومة العمانية في حادث سير كان ناتجا عن سرعة جنونية، وبعثوا صورا للحادث، قبل أن يتبين الأمر أنه مجرد إشاعة كاذبة. وأن الصور لرجل آخر قضى في حادث سير. والمضحك في الأمر أو السخرية فيه أن الوسيلة التي بها نشرت الإشاعة هي نفسها الوسيلة التي حاول البعض التكفير عن إثمها بالاتصال للتعزية والمواساة رغم أن الأمر لم يخرج عن الإشاعات الثقيلة.يقول حسن خلفان /35 عاما/ وهو أحد المهتمين بالوسائط الإلكترونية إن مسجات الجوالات عالم مليء بكل المتناقضات التي قد لا يدركها إلا المتمعن في الموضوع فبينما تتلقى رسالة قصيرة مهذبة تعلمك بأمر مهم فإنها في الوقت نفسه قد تصلك من الشخص نفسه رسالة مضحكة ربما تحمل بين طياتها “نكتا” لا تخرج عن الإطار الجنسي أو النقد السياسي .ولا تخرج فكرة وفاء الشموسي /23 عاما/ معلمة تكنولوجيا التعليم بمدرسة ثانوية عن الرسائل القصيرة (المسجات) عما سبق فيما تضيف القول أن الرسائل القصيرةتفتح أبوابا لا يمكن فتحها وجها بوجه بين الفتيات فهي تؤكد أن الرسائل تفتح خصوصيات المرأة على مصراعيها ، في الوقت الذي تبقى فيه خصوصيات الفتيات بين بعضهن البعض محفوظة وداخلة ضمن أكثر الخصوصيات كتمانا .فيما يقول عبد الله البوسعيدي إن المسجات خير وسيلة يستخدمها الشباب في الوقت الحالي لكسر حاجز الخجل وما شابهه في العلاقات بين الجنسين ، فبعد أن كان يقال أن العلاقة تبدأ بنظرة أصبحت تبدأ برسالة(مسج) ثم تأخذ منحنياتها الأخرى. ويضيف البوسعيدي أن للشباب في أمور المسجات حيل قد يطول ذكرها .ولاحقت أجهزة الأمن العمانية والقضاء مؤخرا عدد كبيرا ممن اتهموا بالكتابات المسيئة عبر الوسائط الحديثة سواء مواقع التواصل الاجتماعي أو الهواتف النقالة واتهمتهم بتهم “إعابة الذات السلطانية”، وحكمت عليهم بأحكام وصلت إلى السجن عاما كاملا والغرامة. ورغم أن لهذه القضية الكثير من التشعبات إلا أنها تدخل في مجال ظلال استخدام المجتمع للتقنيات الحديثة.وفي سياق آخر يمكن القول أن المجتمع العماني يحتفظ بهالة كبيرة لعادة تقديم العزاء، وفيها تنطلق مئات السيارات إلى موقع العزاء مهما بعد. ويجد أهل المتوفى مشقة في الوقوف طوال ساعات النهار لاستقبال تلك الأعداد القادمة لتأدية واجب العزاء ، ولولا أن الحكومة منعت العزاء ليلا لبقوا في أماكنهم .ولم تجد الرسائل القصيرة حرجا في التسلل إلى صفوف المعزين وخفف الكثيرون على أنفسهم مشقة قطع أكثر من ألف كيلو متر ذهابا وإيابا لتأدية واجب العزاء بإرسال مسج قصير لا يكلف إرساله أكثر من ثوان بسيطة.إلا أن هلال اللهوري يرى أن هذه الوسائط هي لغة العصر وأدواته للتواصل مع الآخرين ولا يجب علينا أن نهملها بل علينا أن نسير قدما من أجل أن نجعل المجتمع يستخدمها، فلكل عصر لغته ولكل عصر أدواته.لقد غيرت “ثقافة” الوسائط الالكترونية الكثير مما أعتبرها المجتمع العماني من خصوصياته التي يفتخر بها وأصبح ما يرسل في المسجات لا يمكن أن يعد ضمن ما يخدش الحياء حتى لو كان بين الإخوة أو الابن وأبيه.(د ب أ)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان