كيف ساهمت الأسلحة والجراثيم في تطور العالم؟
كتبت-جهاد التابعي:
لماذا أصبحت بلد ما متطورة وأخري لا؟ لأنها غنية؟ إذن لماذا أصبحت غنية والآخرون لا؟ يجيب عن هذا السؤال عالم الأحياء الذي نحتفل بمولده اليوم، جارد مايسون دايموند الذي ولد عام 1937 في بوسطن، ويشغل حاليا منصب أستاذ الجغرافيا والفسيولوجي بجامعة كاليفورنيا، كما أنه معروف بكتبه العلمية الحائزة على الجوائز مثل "الأسلحة والجراثيم والفولاذ" و "الانهيار" و "الشيمبانزى الثالث" وقد أطلق عليه البعض اسم "العالم الموسوعي".
فضلاً عن كتبه ومقالاته الأكاديمية في مجالي البيئة وعلم الطيور، كتب دايموند مجموعة من الكتب العلمية الشعبية المعروفة بإستقائها مصادر من خارج اختصاصات دايموند. درست أولى هذه الكتب التطور البشري وعلاقته بالعالم الحديث حيث جمعت أفكاراً من مجالات الأنثروبولوجيا والأحياء التطوري وعلم الجينات والبيئة واللسانيات. وحاز الكتاب على رضا النقاد كما نال جائزة رون-بولنك عام 1992 للكتب العلمية فضلاً عن جائزة لوس أنجلوس للكتاب. وفي عام 1997، نشر متعة الجنس والذي ركز على تطور الجنس البشرية مستمداً من الأنثروبولوجيا والبيئة والأحياء التطورية.
وفي كتابه "الإنهيار" الحاصل على جائزة البوليتزر، يخبرنا جارد دايموند عن محادثة له مع أحد سكان نيو غينيا الأصليين، والذي سأله “لماذا لديكم أيها الغربيون الكثير من المخترعات؟ وليس لدينا نحن مثلها؟”
ولخص دايموند جوابه في عنوان الكتاب (أسلحة وجراثيم وفولاذ)، حيث يستفتح بذكر اللقاء الشهير بين فرانشيسكو كورتيز وموكتيزوما إمبراطور الأزتيك، وكيف استطاع كورتيز برجاله القلائل القضاء على إمبراطورية كاملة، ويتخذ من هذه الحادثة التاريخية مدخلاً، ليشرح لمَ كان هناك فارق تقني هائل ما بين الغربيين والأزتيك، شارحا عوامل تطور الحضارات، وعلاقة البيئة النباتية والحيوانية بهذا التطور، وكيف تصنع فروقات كبيرة على المدى الطويل، وكيف أن تعايش الحضارات وتقاربها يمنحها فرصة الاستفادة من بعضها البعض، بينما عزلتها تجعلها منكمشة، ضعيفة، كما يشرح بعد ذلك أهمية ودور الأسلحة والحديد كأدوات للإنسان في الحرب والسلم، وكذلك دور الجراثيم وكيف كان الأوربيون محصنين ضدها لأنهم كونوا مناعة، بينما قضت على السكان الأصليين بشكل مفجع، بحيث مات ملايين البشر بسبب أوبئة وأمراض جاءت مع الأوربيين.
وأحدث جارد دايموند مفاجأة فيما يتعلق بالتنمية طويلة الأجل، وأصبح الغرب غنياً، بينما لم يصبح الآخرون كذلك بسبب عوامل جغرافية. ويعود الفضل إلى موقعه الذي مكن أوروبا، ونسلها من الأمريكيين من الحصول على نباتات وحيوانات كانت سهلة التدجين، كما أنها شهدت أعباء أمراض قليلة، وموارد طبيعية عملت على دعم التصنيع. وبدأت الثورة الصناعية في إنجلترا وانتشرت إلى البر الأوروبي، والولايات المتحدة بفعل الحظ.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: