آية ومعنى (8): الأزهر للفتوى يفسر {ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}
كتب- محمد قادوس:
يقدم مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الالكتروني (خاص مصراوي) تفسيرا ميسرا لبعض آيات من القرآن الكريم على مدار الشهر الكريم، ومن سابع الآيات قول الله تعالى.. {ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.. [النور:21]
وشرح مختصو المركز معنى الآية الكريمة التي تُحذِّر المؤمنين من عدوهم اللدود، وهو الشيطان الذي أخذ العهد على نفسه منذ إخراجه من الجنة بإغوائهم وإضلالهم، والوسوسة إليهم بارتكاب المعاصي والذنوب والفواحش، وأمرهم بقبائح الأفعال وأقوالها، {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) } [ص: 82، 83].
ولشدة خطر هذا العدو اللدود، نادى الله عز وجل عباده المؤمنين، ونهاهم عن الاقتداء به والاقتفاء بأثره، وسلوك مسلكه، واتباع خطواته، لأنه لا يأمر إلا بكل ما يغضب الله عز وجل من إشاعة الفواحش والمنكرات، وهتك الحرمات، واستحباب المعاصي، فإن من سلك مسكله واتبع خطواته أصبح شيطانا يأمر بالفحشاء والمنكر، قال عز وجل: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)} [فاطر: 6]، {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60)} [يس: 60]، {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)} [البقرة: 268].
فاحذروا ـ أيها المؤمنون ـ وساوسه، وقاوموا نزغاته، بالاستعاذة بالله منه، فإنه لا ينجكم منه إلا هو سبحانه وتعالى، ولولا فضل الله على المؤمنين ورحمته بحفظهم ودفع الشيطان عنهم ما كان ليطهر منهم أحد، لضعف أنفسهم، {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) } [فصلت: 36، 37].
فالجأوا ـ أيها المؤمنون ـ إلى الله وتضرعوا وتذللوا إليه، وأكثروا من طاعته، وحصِّنوا أنفسكم بذكره، واطلبوا التزكية منه، فمن شاء الله تزكيته زكاه، وهو تعالى يزكي من كان أهلا للتزكية، لأن النفس البشرية، والوقاية من كل ما يؤذيها ويمرضها، والأخذ بكل الأساليب والاحترازات الناجحة للوقاية من الأمراض المعدية والأوبئة، وفي حالة تفشيها وجب على كل إنسان التعاون والإنفاق لشراء الأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية، فإذا بخلوا هلك الناس جميعا، وهذا هو السر في الربط بين الإنفاق والتهلكة في الآية، قال عز وجل: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29)} [النساء: 29].
فيديو قد يعجبك: