بالصور| المسحراتي.. أول مظاهر بهجة رمضان من 12 قرنًا حتى الآن
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت- سماح محمد:
"اصحي يا نايم اصحي وحد الدايم.. وقول نويت بكره إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم.. اصحي يا نايم وحد الرزاق.. رمضان كريم".. بهذه الكلمات البسيطة والتي خرجت من القلب فما كان إلا وسكنت القلب وارتبطت عند الجميع بفرحة رمضان، وخصوصاً الأطفال، والتي أبدع في كتابتها الشاعر الكبير فؤاد حداد، ولحنها وغناها الفنان الكبير سيد مكاوي، تلك الكلمات التي كانت عنوانا لشهر رمضان الكريم، أضحت تراثًا إسلاميًا يرتبط بشهر الصيام.
ومن المعروف أن كلمة المسحراتي مشتقة من كلمة سحور، والمسحر هي وظيفة أو مهمة يقوم بها شخص لتنبيه المسلمين ببدء موعد السحور، وبدء الاستعداد للصيام، تبدأ تلك المهمة بانطلاق المسحر قبل صلاة الفجر بوقت كاف، يحمل في يده طبلة وعصا، ينقر عليها صائحًا بصوت مرتفع "اصحي يا نايم اصحي وحد الدايم"،
جدير بالذكر أن بداية تلك الوظيفة مع بدء التاريخ الإسلامي، وكان بلال بن رباح، أول مؤذن في الإسلام، اعتاد أن يخرج قبل صلاة الفجر بصحبة ابن أم كلثوم، ويويظان الناس، فكان الأول يطوف بالشوارع والطرقات مؤذنا طوال شهر رمضان، فيتناول الناس السحور، في حين ينادي الثاني، فيمتنع الناس عن تناول الطعام.
وتذكر مرويات كثيرة أن قصة المسحراتي في مصر بدأت منذ ما يقرب من 12 قرنًا مضت، وتحديدًا عام 853 ميلادية، انتقلت مهمة المسحر إلى مصر، وكان والي مصر العباسي، إسحاق بن عقبة، أول من طاف شوارع القاهرة، ليلًا في رمضان لإيقاظ أهلها لتناول طعام السحور، فقد كان يذهب سائرًا على قدميه من مدينة العسكر في الفسطاط، إلى جامع عمرو بن العاص، وينادي الناس بالسحور.
ومنذ ما يقرب من ألف عام، وتحديدًا في عصر الدولة الفاطمية، أمر الحاكم بأمر الله، الناس أن يناموا مبكرًا بعد صلاة التراويح، وكان الجنود يمرون على المنازل ويدقون أبوابها ليوقظوا المسلمين للسحور، حتى تم تعيين رجل للقيام بتلك المهة، أطلقوا عليهم اسم "المسحراتى"، كان يدق الأبواب بعصًا يحملها قائلاً: "يا أهل الله قوموا تسحروا".
وكان المسحراتي الخاص بالسلطان الناصر محمد بن قلاوون، وعلى يديه تطورت مهنة المسحراتي، فتم استخدام الطبلة، والتي كان يُدق عليها دقات منتظمة، وذلك بدلا من استخدام العصا، هذه الطبلة كانت تسمى "بازة"، صغيرة الحجم يدق عليها المسحراتى دقات منتظمة، ثم تطورت مظاهر المهنة، فأصبح المسحراتي يشدو بأشعار شعبية، وقصص من الملاحم، وزجل خاص بهذه المناسبة.
فيديو قد يعجبك: