لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كرم وأسرته يعيشون مع حمارين في "أوضة".. وصالونهم الشارع

06:43 م الإثنين 20 نوفمبر 2017

كرم عبد الكريم

كتبت– علياء رفعت ونانيس البيلي:

"اتفضل.. تع اشبشاي".. لا يمل عم "كرم عبد الكريم" من ترديد هذه العبارة على كل من يلقي عليه السلام وهو جالس مع أسرته على كراسي صالونه المتهالك، المرصوصة على جانب الطريق، في أحد الشوارع الشعبية الضيقة بمنطقة دار السلام.

عندما يكون منزلك عبارة عن غرفة وحيدة مبنية من الحجارة، يعيش فيها 6 أفراد واضطررت لاستقطاع 4 أمتار في مَدخلها ليقف فيها حماران فتعيش من إيجارهم، لا يمكنك أن تحصر حياتك داخل الحجرة، لذا مد عم "كرم" صالونه في الشارع الضيق، بحثا عن براح يجعله يحتمل الحياة.

_K6A9472

لا يملك الرجل الستيني أي مصدر للدخل، فقبل أن يداهمه المرض كان يعمل سائقًا حُرًا يطلبه من يريد أن ينقل "شوية رمل، أو نقلة طوب" ولكن مع تقدم السن ومرضه لازم البيت، ليصبح "على باب الله" مُنتظرًا الفرج بإقرار معاشه الذي قدم عليه منذ أكثر من سبعة أشهرٍ، دون فائدة تُرجى.

_K6A9345

"المضطر يركب الصعب".. مثل شعبي طبقه "كرم" بحذافيره حين قرر تأجير مساحة لا تتعدى أربعة أمتار إلى جوارغرفته لـ"عربجي" حتي يبيت فيها الحمارين الخاصيين بعربته يوميًا مقابل 120 جنيه شهريًا. ذلك المبلغ هو كل ما يستعين به كرم على متطلبات الحياة اليومية بالإضافة إلى ما يجود به "أهل الله" عليه.

_K6A9345

"بنقعد في الشارع عشان نهرب من الريحة جوا الأوضة، مبندخلهاش غير ع النوم بالليل" يقولها كرم وهو ينظر إلى غرفته التي يحيا فيها مع حماته وزوجته وأبنائه الثلاثة (ولدين وفتاة)، جنبًا إلى جنب مع حمارين تطغى رائحة روثهما ونهيقهما على كُل شيء، "أحيانًا بمشي في الشارع جيبي مفيهوش ولا جنيه، ولولا الحمارين كان زمانا موتنا من الجوع".

المرض هو الوجه الآخر لعملة الجوع التي يتحدث عنها كرم الذي أصيب بتليف الكبد والسكر منذ عشر سنواتٍ، ولم يتلقى علاجًا يُذكر "احنا لاقين ناكل عشان نتعالج، دي ماشية بستر ربنا".

_K6A9398

الجبن القديمة والعيش، قوام الطعام اليومي لكرم وأسرته، فأمام ضيق الرزق لا يجدون بديلًا لسد جوعهم. "مش عارف امتى هناكل أكله حلوة زي خلق الله؟" تساؤلًا أطلقه كرم بعد أن شرد بذهنه متذكرًا ايامًا عصيبة لم يستطيع فيها أن يوفر قوت يوم أسرته ليغفو الجميع على لحم بطونهم وهم يحلمون برائحة الزفر، والتي لا تعدو كونها "هياكل فراخ" تطهوها الأسرة في المناسبات، أو حين يتوفر قليلا من الأموال "بناكل أغلب الوقت كلام فاضي، اللي يقيت بس".

_K6A9441

ورغم ما يعانيه كرم وأسرته، إلا إنه دائمًا ما يردد "الحمد لله عايشين بالستر حتى لو من غير الصحة". فالأسرة بكاملها لا تحلم بأكثر من نفسٍ للأكسجين يستنشقونه في مسكنٍ لائق بعيدًا عن رائحة الروث ليتذكروا أنهم أحياءٌ يرزقون.

_K6A9364

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان