حكايات جمهور إفريقيا| مشجعو المغرب يروون ذكرياتهم مع الـ"كان وكرم مصر"
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتب- رمضان حسن:
تصوير ـ نادر نبيل:
فيديو ـــــ أسماء يسري وسلمي أحمد:
لم ينتظر "حميد" إشارة رجل الشرطة لسائق الأتوبيس الذي كان يستقله مع أصحابه، للوقوف أمام البوابة الـ 4 لإستاد السلام. نزل من الأتوبيس مهرولا إلى الجانب الآخر من الطريق، حيث كان ينتظره صديقه المصري "إسلام هاني" لحضور المباراة الأولي لمنتخب بلاده المغرب مع منتخب ناميبيا، في افتتاح مباريات المجموعة الرابعة ببطولة أمم أفريقيا 2019. احتضنه "حميد"، وكأنه صديق قديم لم يره من سنوات طويلة، بالرغم من أنه تعرف عليه منذ أسبوعين، "كنا بنحجز التذاكر أون لاين واتعرفنا ع بعض، وصار كيف أخويا"؟
لم يجمعهما حجز تذاكر المباراة فقط، ولكن "جمعنا حب الزمالك"، قالها "إسلام" (23سنة)، والذي يدرس علوم الكمبيوتر في جامعة 6 أكتوبر، حيث جاء من منطقة الهرم ينتظر صديقه المغربي "حميد" مرتديا فانلة نادي الزمالك كما وعده، قبل يومين خلال مكالمة هاتفية بينهما. لم تقتصر وعود إسلام على ذلك، "إسلام وعدني بزيارة للأهرامات والمتحف المصري، وأماكن تانية كتير أثناء البطولة".
يقول حميد: "المصريين بيتعاملوا معانا بكرم ولطف كبير، ولم أجد مضايقة من أحد حتى الآن". وصل الشباب المغربي مطار القاهرة يوم الأربعاء الماضي برفقه أصحابه، وعلى الرغم من أنها المرة الأولي التي يزور فيها القاهرة، إلا أنه لا يجد اختلافا بين الشعب المصري وبين شعبه، "حسيت نفسي بالمغرب، وأهم ميزة مشتركة بينهما أن البلدين يقدسان تاريخهما".
توقع "حميد" الفوز لبلاده بالأمس، حيث يرى أن حظوظ أسود الأطلس هي الأكبر بالتساوي مع المنتخب المصري بين منتخبات القارة السمراء في هذه البطولة. مؤكدا أنه حرص على مؤازرة منتخب بلاده في رحلته إلى القاهرة للبحث عن اللقب الثاني لكأس الأمم الأفريقية.
بينما كان "حميد" يستعد للدخول إلى الإستاد مع أصدقائه، اعترضهم رجل ستيني مطوقا جسده بعلم المنتخب المغربي، ليسألهم عن بوابة الدخول لمدرجات الدرجة الثانية، اصطحبوه معهم إلى طريق البوابة الثالثة، لاسيما أنهم يحملون تذاكر نفس الدرجة، بالفعل تتبعهم "عبد الجليل"، والذي جاء برفقة أحفاده "استيفان" 23سنة، و "حكيم"21 سنة، واللذان يسكنا معه بمنزل العائلة بمدينة مراكش بالمغرب.
قبل ثلاثة أسابيع، فاجأ "عبد الجليل" أحفاده بخبر أسعدهما،" قالنا هنروح نحضر مباريات المغرب بمصر". على الفور أسرع "استيفان" لحجر تذاكر المباريات، وبعد أسبوع كان "حكيم" مسئولا عن حجز تذاكر الطيران إلى القاهرة، في حين تكفل الجد بدفع تكاليف الرحلة.
منذ صغرهما، اعتاد الشابان على حضور المباريات داخل الاستاد مع جدهما، الأمر الذي جعلهما من أكبر مشجعي نادي الكوكب المراكشي، والذي يؤكد الجد أنه أحد أقدم مشجعيه في المغرب، "علمتهم كيف يحبوا الكوكب المراكشي كيف ما أنا أحبه".
"اليوم جينا ورا منتخب المغرب، كي نشجعه ليأخذ البطولة"، قالها "عبد الجليل"، قبل أن يسترجع ذكريات مباراة المنتخب المغرب مع المنتخب التونسي بالملعب الأولمبي برادس في نهائي نسخة عام 2004 من بطولة الأمم الأفريقية، والتي كانت تستضيفها تونس، "استيفان حضر معي هذه المباراة، ولكن كان لسه صغير، كان عندنا منتخب قوي كيف دلوقتي، ولكن لم يحالفنا الحظ في هذه المباراة"، إلا أن هذه المباراة تحمل ذكريات مؤلمة للمغاربة، "لأنها كانت الأقرب إلينا".
الأمر نفسه يؤكده حفيده "استيفان": المغرب يمتلك عددا كبيرا من اللاعبين الجيدين ما يؤهله للمنافسة على البطولة الأفريقية الأكبر في القارة، مضيفا: "أتمني أن يجمع النهائي بين المنتخب المصري والمنتخب المغربي، لأننا نفسنا نشوف صلاح".
مع اقتراب موعد غلق بوابات استاد السلام، بدأ توافد العشرات من الجماهير، كانت "إيمان" إحدى مشجعات منتخب المغرب، والتي وقفت ضمن طوابير جمهور الدرجة الثالثة أمام البوابة الـ4 للإستاد، حيث نجحت صاحبة الـ25 عاما، في الحصول على أجازة لمدة شهر من عملها بأحد المطاعم بالعاصمة المغربية الرباط، وذلك لتتابع خلالها منتخب بلادها في بطولة كأس الأمم الأفريقية مصر 2019.
لم تكن المرة الأولي التي تزور فيها "إيمان" القاهرة، فهي دائما ما تأتي كل 6 أشهر لتزور والدتها في حي جادرن سيتي بوسط المدينة، "والدتي متزوجة من مصري، وتقيم مع إخوتي في القاهرة منذ أكثر من 10 سنوات"، وتستعد "إيمان" إلى أن تستقر بالقاهرة مع والدتها وإخوتها في الفترة المقبلة، حيث تعيش مع والدها في مدينة الرباط.
"أعرف المصريين كويس، واحنا نحبهم عن أي شعب تاني"، ودائما بشوف حسن الضيافة في كل زيارة للقاهرة، والمرة دي لقيتها فرصة آجي وراء منتخبنا، وأقضي شهرا كاملا مع والدتي وأخواتي".
في هذه الأثناء، كانت الأعداد في تزايد مستمر أمام البوابة الـ3، وصل أتوبيس ينقل عددا من الجماهير، بينهم "جلال" و"عبد الرحيم"، صديقان منذ الطفولة، جاءا من إسبانيا لحضور المباريات الثلاثة الأولى لمنتخب المغرب، "أخذنا أجازة من الشغل وجئنا نشجع منتخب بلادنا".
ترجع علاقة الصديقين منذ أكثر من 20 عاما، وقت أن كانت تسكن أسرتاهما منطقة واحدة بمدينة كازابلانكا، لم يفترقا أثناء الدراسة وبعدها وسافرا سويا قبل 6سنوات إلى بلد الوليد بإسبانيا، للعمل بإحدى شركات السياحة هناك.
قبل أيام حضر الصديقان إلى مصر، واستقرا بأحد الفنادق الموجودة في مصر الجديدة، ليكون في أقرب مكان لإستاد السلام، ويقول جلال: "جئنا نشجع منتخب أسود الأطلس، وكان نفسي آجي من مصر من زمان". في حين يري "عبد الرحمن" أن واجبهم يقتضي دعم بلاده أينما كان، "لم تمنعنا الغربة من متابعة وتشجيع بلدنا، و"بنروح نشجع المغرب في كل مكان، وأخرها كنا بروسيا العام الماضي".
"جلال" و"عبد الرحمن، تحملا تكلفة الرحلة من إسبانيا إلى القاهرة، والتي تزيد عن 1500 دولار لكل فرد، لمتابعة المنتخب المغربي، ويأملان حضور المباراة النهائية للبطولة، على أن تكون بلدهما طرفا فيها.
وقف "أبو يوسف "( 65 سنة )، مرتديا جلبابه المغربي المميز بعلم المغرب، يستقبل الجماهير الوافدة عبر الأتوبيسات، فهو شيخ المشجعين المغاربة، كما يناديه المشجعون أمام البوابات، يلجأ إليه كل من يحتاج المساعدة للوصول إلى مدرجاته التي تحملها التذكرة، فيوجههم إلى البوابات الأنسب للدخول.
منذ 1986، لم يتخلف" أبو يوسف" عن أي مباراة للمغرب خارج بلاده، فعشقه لكرة القدم منذ الصغر، جعله أحد أقدم مشجعي منتخب المغرب، ونادي الوداد المغربي.
يعرفه مشجعو الكرة بالمغرب،" صرت معروفا بشيخ المشجعين المغاربة، فأنا أخرج وراء المغرب والوداد إلى مكان".
يتذكر الرجل الستيني، حين جاء مصر أول مرة في عام 1986 لتشجيع المنتخب المغربي، في البطولة ذاتها، " جئت للقاهرة حين كنت شابا في بداية الـ30 ، لدعم بلادي، ومن وقتها لم أتأخر عن تشجيعه"، يصمت قليلا ثم يبتسم، ليحكي ما حدث له قبل عامين في ملعب "فيليكس هوفويت بوانيي"بمدينة "أبيدجان" الإيفوارية، حيث كان ضمن الجماهير المغربية التي خرجت لمؤازرة منتخبها في مباراته الفاصلة مع منتخب كوت ديفوار، في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2018، "تعرضت لوعكة صحية قبل هذه المباراة بأسبوع، ونصحني الأطباء بالراحة"، ولكنه أصر على الذهاب مع الجماهير المغربية لحضور المباراة، وبعد نهاية الشوط الأول، "جاءتني الأزمة التي كنت أعاني منها، ولكن الحمد لله كان ولدي الأكبر يرافقني، فهو يعمل طبيبا، وتعامل معي بجهاز لضيق التنفس".
يري شيخ المشجعين المغاربة، أن الشعب المصري لم يتغير بمرور الزمن، أو تعاقب الأجيال، "نفس صفات الكرم والطيبة اللي كانت موجودة من 30 سنة في أول زيارة ليا للقاهرة"، توقع "أبو يوسف" بالأمس، أن تحقق المغرب فوزا سهلا على المنتخب الناميبي، فضلا عن أنها ستتصدر المجموعة الرابعة، وبلوغها الأدوار النهائية للبطولة.
ويعتقد "أبو يوسف" أن هذه البطولة هي الأقوى منذ سنوات، خصوصا أنها تضمن للمرة الأولي 24 منتخبا، بالإضافة إلى أنها تضم لاعبين على أعلى مستوي يلعبون في أقوي الفرق الأوربية، معبرا عن أمنيته في مقابلة النجم المصري محمد صلاح: "أتمنى آخذ صورة معه... هو حقيقي فخر العرب".
ويري عدد من مشجعي منتخب المغرب، أن بلادهم هي المرشح الأقوى لحصد لقب البطولة، وذلك لما يمتلكه من عناصر قوية، يأتي على رأسها المهاجم حكيم زياش، والذي ساهم في وصول فريقه أياكس امستردام الهولندي للدور النصف النهائي من دوري أبطال أوروبا، وأشرف حكيمي ظهير أيمن فريق بروسيا دورتموند وصيف بطل الدوري الألماني، والمعار من ريال مدريد الإسباني، فضلا عن امتلاكه لعدد كبير من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية.
ويسعي المنتخب المغربي الملقب بأسود الأطلس، لتحقيق اللقب الثاني لهم أفريقياً بعد نسخة عام 1976 بأثيوبيا.
واحتفلت جماهير المغرب بالفوز الأول لمنتخبها على منتخب ناميبيا، بهدف دون رد، والتي تستهل به مشوارها نحو لقب البطولة.
فيديو قد يعجبك: