صبري سراج يكتب: أزمة الأهلي.. الرأس التي أفسدت كل شيء!
بقلم - صبري سراج:
يعيش جمهور الأهلي كابوسًا لم يسبق للجيل الحالي، وربما الأجيال السابقة، أن رأوه من قبل، ذاك أن النتائج المخيبة ليست هي مربط الفرس، فالأهلي طوال تاريخه عاش أزمات "فنية" كان دائمًا ما يخرج منها منتفضًا، منتصرًا، مسيطرًا على مقاليد حكم البطولات لسنوات، غير أن هذه المرة دخل الأهلي منعطفًا إداريًّا خطرًا، لم يكن أشد المتشائمين يومًا يتوقعه.
يقول عظيمة: "نحن نلعب كرة قدم حديثة"، الحقيقة أن ما يحدث في الأهلي منذ مارس 2014 كله "جديد في جديد"، النائب العام الأسبق يضرب رئيس النادي السابق "تحت الحزام" ليمهد الطريق لصديقه وقائمته للفوز بمقعد رئاسة أكثر من 60 مليون أهلاوي، يعلم الجميع أن رئاسة نادٍ جماهيري تشبه رئاسة دولة صغيرة، ما بالك برئاسة أكبر أندية أفريقيا والشرق الأوسط جماهيرية. هنا الكارثة وهنا يكمن الداء، الكرسي المطمع أصبح مستباحًا بقرار خطه وزيرٌ "أهلاوي" بدافعٍ شخصي.
طالما رأى أبو زيد نفسه يستحق أكثر، لم يأخذ حقه من الأهلي كما يخيّل إليه، وضع في رأسه أن يجلس على قمة إدارته يومًا ما، حتى بعد أن أصبح وزيرًا، استغل منصبه في تمهيد الطريق لنفسه.. فخسر كل شيء وخسر الأهلي كذلك. تداول السلطة أمر رائع، لكن هل كان أبو زيد باتخاذه قرار السنوات الثمانية في ذاك التوقيت يبتغي مصلحة ناديه، أم ينشد تحقيق حلم شخصي؟.
ربع ساعة كاملة أضعتها في التفكير: هل أكتب في عجالة عن كوارث محمود طاهر، أم تكون الكتابة مضيعة لوقت القارئ الكريم، انتصرت الفكرة الأولى على الثانية، وفي السطور التالية قطرٌ من غيث كوارث طاهر ومجلسه.
جاء طاهر إلى مقعد الرئيس برغبة أكيدة في تسديد فواتير الانتخابات أولاً.. بدأ الأمر بإقالة محمد يوسف لأن الأخير اختار الوقوف إلى جانب إبراهيم المعلم، ثم وفي عامين ونصف تقريبًا تعاقب على تدريب الفريق سبعة أجهزة فنية، في سابقة لم تحدث في تاريخ الأهلي... المهم أن مورينيو "أكد لي" وأننا "حصلنا على كل بطولات السباحة" ثم الأهم أننا تعاقدنا مع "بالون هولندي" عاطل عن العمل منذ ثلاث سنوات وأصبح لدينا مدرب عالمي. الحق أن التعاقد مع مارتن يول أشبه بتكريم لواء خرج إلى المعاش بإهدائه رئاسة دار أفراح، أو إدارة أمن "مول" تجاري شهير، والحق أيضًا أن يول يتعامل مع تدريب الأهلي بنفس الرؤية "مصر بلد رائع لكن هناك الكثير من الدول مثلها".
هل أكتب أيضًا عن مآسي الألعاب الأخرى؟ هل أكتب عن أسامة خليل؟ عن محمد عبد الوهاب؟ عن عماد وحيد؟ عن زيزو؟ عن "بيزنس" زيزو وعظيمة؟ عن التخلي عن ثلثي القوة الهجومية لفريق الكرة من أجل زيادة الميزانية التاريخية التي يتوقع طاهر أن تدعمه أمام الجمعية العمومية... هل يظن طاهر أنه مهما فعل سيفوز من جديد؟.
"البحث عن أسباب المشكلة يعطّل حلّها"
في يومٍ ما، لم تكن الأوضاع في الجزيرة كارثيّة إلى هذا الحد، غير أن أعضاء الأهلي رأوا أن النادي يحيد عن طريقه، عندها سحبت الجمعية العمومية الثقة من مجلس الأهلى برئاسة عبده صالح الوحش، بعد تدهور نتائج فريق الكرة، رغم أن الوحش كان له فضلٌ كبير فى إنشاء فرع النادي الأهلي بمدينة نصر وكذا صالة الأمير عبد الله الفيصل بمقر الجزيرة، وقتها كان الأمر أشبه بثورة لتصحيح المسار قادها صالح سليم، الكل الآن يدير ناظريه تجاه محمود الخطيب ينتظرون منه التحرك وتكرار مشهد بداية التسعينات؟ لكن هل تشبه شخصية الخطيب في هدوئها ثورة وصرامة صالح؟.. هل يترشح الخطيب أصلاً لرئاسة النادي أم تقف حالته الصحية مانعًا أمام رغبة غالبية الأهلاوية؟... لماذا لم يضع الأهلاوية بديلاً وجُمدت أنظار الجميع تجاه بيبو؟.
هناك من يقول إن مجلس طاهر "المعيّن" سيرحل بعد سبعة أشهر، حين يهل مارس من العام الجديد، لكن من يضمن إصدار قانون الرياضة قبل هذا الموعد؟.. وهل يُجدد الوزير لنفس المجلس عامًا آخر حال عدم إصدار القانون؟.. أتستطيع جماهير النادي الصبر حتى يرحل طاهر ومجلسه وحاشيته بعد 7 أشهر أو 19 شهرًا؟.
لن تحل مشكلة الأهلي إلا بجماهيره وأعضاء جمعيته العمومية ورموزه الحقيقيين، سحب الثقة من مجلس طاهر وتعيين مجلس مؤقت ترأسه شخصية تحظى باحترام وقبول أعضاء الجمعية العمومية (عدلي القيعي مثلاً) هو الحل الأوحد في نظري لإنهاء هذا الكابوس وإعادة الأهلي إلى مساره الصحيح.
الحديث عن جهاز فني جديد ولجنة كرة جديدة وفصل إدارة الكرة عن النادي، وحتى تعيين أسماء بعينها في مواقع مختلفة وتسريح لاعبين بعينهم، لإعادة المنظومة إلى الطريق السليم، كلها لن تنجح أو تفلح دون تغيير الرأس التي أفسدت كل شيء.
للتواصل مع الكاتب اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: