لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سيدات مظاهرة النقابة: "الخوف انهاردة ملوش مكان"

07:29 م الجمعة 15 أبريل 2016

جانب من مظاهرات جمعة الأرض

كتبت - رنا الجميعي وعلياء رفعت ودعاء الفولي:

تصوير - نادر نبيل وكريم أحمد:

هتافات عدة تخترق صمت المتفرجين "ارحل"، "عواد باع أرضه يا ولاد".. أصوات انطلقت تعبر عن غضب المتظاهرين المجتمعين بمحيط نقابة الصحفيين.

بين دبيب غضبهم، تواجدت السيدات، بعضهن تتعكز على ابنتها، أخرى تستند لسيارة بعدما اهلكها مشوار البحث عن التظاهرة، أخرى اكتفت بالتصوير لكن نبضات قلبها تتسارع لفرط سعادتها؛ ليسوا شابات، لكنهن أبين ألا يشاركن بالحدث، حتى وإن قيل لهن أن الخروج للتعبير عن الرأي ينطوي على مخاطرة.

"هو فيه أغلى من الأرض".. تتحدث السيدة منى عن سبب اشتراكها في المظاهرة الحاشدة بالنقابة، "تابعت اللي حصل على قناة مكملين وقررت انزل" في رأيها أن التنازل عن الجزيرتين هي (القشة اللي قسمت ظهر البعير).

undefined

بالكاد كانت نجوى تتكئ على قدميها حين خرجت من محيط متظاهري النقابة، بمجرد معرفتها أن التجمع سيكون لجوارها ذهبت بمفردها، لم تضع للخوف حسبان "مش نازلة عشان الجزيرتين بس انما عشان كل الظلم اللي في البلد"، لم يصاحبها أحد من أبنائها "مش محتاجة حد عشان اعبر عن رأيي".

لم تكن تلك هى المرة الأولى للسيدة الستينية بالميدان " شاركت بالثورة والأحداث اللي بعدها"، وجودها وسط متظاهرين اغلبهم شباب جعلها تشعر بالفخر "اتجمعنا تاني على حاجة واحدة "، تعتزم نجوى النزول إذا ما تكرر اليوم "اظن دي مجرد بداية.. بس الناس مش هتسكت بعد كدة".

undefinedبحمرة وجه شديدة تحدثت السيدة سهير غاضبة عما وقع على الشعب المصري "الشعب دا استحمل غلاء وذل واقتصاد بايظ"، لكنه لم يتحمل القضية الأخيرة "إلا الأرض". لا تعلم ما ستُخبئه بقية الأيام من تبعات ذلك الغضب، فما حدث في ثورة يناير لم يكن أحد يتوقعه، وكذلك اليوم "الفعالية دي مش هتعدي على خير".

undefined

سيدة قليلة الحجم، بيضاء البشرة، تستند على ذراع ابنتها، لم تكن تلك المرة الاولى للسيدة "نورا زهران" للمشاركة في فعاليات سياسية، قادمة اليوم للدفاع عن الأرض "أنا جيت من مسيرة مصطفى محمود على هنا". المسيرة الأولى التي تم فضها كانت نورا جزء منها، وانضمت لتظاهرة النقابة، فيما هتفت بحرقة كبيرة "بالطول بالعرض احنا أصحاب الأرض".

undefined

وسط الجموع كانت إحداهما تسبق الأخرى بخطواتٍ معدودة وهى باسمة الوجه، تتوقف، تلتقط أنفاسها، ثم تنظر إلى الوراء للتأكد من سلامة شقيقتها التي شقت الصفوف لتصل إليها.

"مكناش عارفين أماكن المظاهرات، فقررنا ننزل وسط البلد نشوف الدنيا فيها ايه" قالتها ايمان -الشقيقة الكبرى- شارحة كيف قادتهم أقدامهم نحو نقابة الصحفيين ليشاركوا بالمظاهرات ويهتفوا كما فعلوا منذ سنواتٍ مضت وقت الثورة، ثائرين على ما يرونه جريمة فساد مكتملة الأركان.

الطريق من التجمع حيث منزل ايمان وحتى التحرير كان هادئًا كأى يوم عادى، وهو ما أصاب الشقيقتين بالإحباط، إلا انهم فور وصولهم عند النقابة، انخرطوا وسط الجموع هناك ليهتفوا معهم بفرحة مازالت تطل من عين حنان "الواحد حس إن أيام الثورة رجعت تاني، اتهزيت من جوا وانا بهتف وسط الشباب (ارحل)"

ورغم أن أعمار الشقيقتين قد تجاوزتا الخمسين عامًا إلا أن ذلك لم يثبط من عزيمتهما للتنديد بما يرونه تفريط في الأرض، "اللي يفرط في الأرض، يفرط في أي حاجة" كان ذلك هو المُبرر الذي دفع حنان للترتيب مع شقيقتها للنزول، بل وعقد العَزم على تكرار الأمر إذا ما استمرت الجموع في الاحتشاد وهو ما يأملانه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان