لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الدجاجة السوداء.. كيف عاش أهل نيبال وسط الحرب الأهلية؟

02:22 م الأحد 27 نوفمبر 2016

الدجاجة السوداء

كتبت-رنا الجميعي:

استطاع المخرج "مين باهدور بهام" أن يصنع عملًا سينمائيًا يُمكن أن يعبر بقوة عن بلده، نيبال، في فترة حرجة من تاريخها، حيث الحرب بين قوات الجيش والقوات الماوية، عام 2001، من خلال صداقة طفلين يعيشا بقرية فقيرة، يحاولان انقاذ الفرخة، التي تُمثل رأس مالهما في تحسين وضعهما التعليمي.

تُوّج الفيلم النيبالي بجائزة أحسن فيلم في أسبوع النقاد بمهرجان فينيسيا السينمائي، عام 2015، كما عُرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، ورُشح من قبل نيبال كممثل لها بفئة أفضل فيلم أجنبي بالأوسكار، عبر مشاهدة الفيلم تظهر الجمهورية الديمقراطية، والمنعزلة بين جبال الهيمالايا، في فترة وقف إطلاق النار بين طرفي الحرب، يعيش أهلها في فقر شديد، تتشكل أبعاده في بيت العُمدة الخشبي، والأكواخ الصغيرة التي يسكنها باقي أفراد القرية، والمهن التي يشتغلونها منها تربية الدجاج.

1

كانت الدجاجة "كاريشما"، وهو مسمى أعطاه لها باركاش على اسم الممثلة النيبالية المشهورة، هي مصدر رزق وفرحة وتسلية الطفل، بجانب رفقة كيران صديقه ابن العمدة، اعتمد باركاش على إطعامها حتى يبيع بيضها وفي المقابل يدفع فلوس تعليمه، لكن تصاريف القدر فرّقت بينه وبين فرخته، حيث باعها أبيه لأحد الفلاحين وانتفع بمالها، غير أن ذلك لم يُثني باركاش من محاولة استردادها مرة تلو الأخرى.

أبدع الفيلم في تصوير الفقر المدقع التي تعيشه القرية، من ملابس بسيطة يرتديها الفلاحون، والمدرسة التي يتعلم بها الصغار عبارة عن فصل واحد صغير، اعتمد التصوير على استخدام الكادرات الواسعة في التقاط المظاهر الطبيعية، حيث الأراضي الزراعية الواسعة، والنهر الذي يفرق بين أطراف البلد، وقد ركّز المصور "عزيز زامباكاياف" في تصوير بيت العمدة بالتقاطه من أسفل لأعلى، ليظهر المنزل الخشبي بشكل أكبر، وداخل كوخ البطل الصغير باركاش، كانت الإضاءة خافتة معتمدة على الشموع أثناء الليل، مما أعطى بعدًا جماليًا للكوخ المتداعي.

حاول المخرج باهدور التعبير عن فترة حرجة في تاريخ نيبال، من خلال القسوة التي يعيشها أهل القرية، في أحد المشاهد جاءت القوات الماوية مقتطعة زواج ابنة العمدة بأحد رجال القرية، واقتادوه عنوة دون معرفة سبب ذلك، إلا أن نراه في أحد المعارك الدموية مقتولًا، كما تهرب أخت باركاش لتلتحق بالقوات الماوية، وتصير مجندة لديهم.

تجلّت صداقة الطفلين التي تستعرض الفروقات المجتمعية بينهما، يرتدي باركاش ملابس بسيطة بيضاء أما رفيقه كيران فكان مظهره أفضل، الذي ارتدى جاكت غالي الثمن، حتى أنه عرض على صديقه أخذه كبديل عن الفرخة التي ضاعت من يد باركاش.

2

ظهر اسم المخرج باهدور على الساحة السينمائية مع فيلمه القصير الأول، الذي حمل اسم "نيبال"، واستطاع باهدور أن يضع اسم بلاده لأول مرة بمهرجان فينيسيا، ويعتبر "الدجاجة السوداء" الفيلم الروائي الأول الذي يُختار بالمهرجان السينمائي أيضًا.

استعرض الفيلم أيضًا الديانات المُختلفة لنيبال، وممثلي السلطة كقوات الماوية بزيهم الأخضر، من خلال أحد أحلام باركاش، حيث يظهر أمام الشاشة مع خلفية موسيقية لا تتأتى سوى بمشاهد أحلامه فقط، حيث يسير بين رجال يُمثل زيهم الديانة التي يتبعوها، كأحد رموز السلطة الموجودة بنيبال، ويبدو أن ظهور ذلك نتيجة دراسة المخرج باهدور للفلسفة البوذية، ومحاولته استعراض أطراف الصراع المختلفة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان