محلل سياسي: الدولة لن تحل الأحزاب الدينية خشية اتهامها بإقصاء الإسلاميين
القاهرة- (د ب أ):
استبعد المحلل المصري سمير غطاس رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية وعضو الهيئة الاستشارية لحملة "لا للأحزاب الدينية" أن تقدم الدولة على حل الأحزاب الدينية سواء قبل العملية الانتخابية التي ستنطلق في وقت لاحق من الشهر الجاري أو حتى بعدها.
وقال غطاس:"الدولة ، للأسف ، لن تحل الأحزاب الدينية رغم حظر الدستور لها .. فحزب النور مثلا حزب ديني سلفي كما يعلم الجميع .. ولكنه تحايل وضم أقباطا لصفوفه ودفعهم كمرشحين على قوائمه الانتخابية .. وهو ما أدى لوصول الدعاوى التي رفعها عدد من المحامين من قبل حملتنا ومن خارجها للمطالبة بحله ومنعه من خوض الانتخابات بوصفه حزبا دينيا لطريق مسدود".
وهاجم غطاس "عدم رغبة الدولة في حل الأحزاب الدينية وقبولها تحايلها المفضوح على النص الدستوري" ، مرجعا ذلك "لخشيتها من أن تتهم بإقصاء الإسلاميين من المشهد السياسي ، فضلا عن محاولتها إرضاء دولة إقليمية كبرى ترى في حزب النور امتدادا لمذاهبها الدينية والفكرية".
وتوقع غطاس ألا يحصل حزب النور على نسبة تتعدى 10% من مقاعد البرلمان.
وطالب بضرورة مساءلة حزب النور عن مصادر تمويله ، واتهمه بـ"شراء أصوات الناخبين بطرق غير مباشرة عبر توزيع دواء طبي باهظ الثمن ببعض المناطق ، فضلا عن تنظيم معارض سلعية بأسعار زهيدة ، إلى غير ذلك".
كما طالب بضرورة أن يكشف الحزب بدقة تفاصيل لقاءاته مع موظفين بالقسم السياسي بالسفارة الأمريكية بالقاهرة بداية حزيران/يونيو الماضي.
واعتبر وجود أقباط في الحزب "وجود شكلي أجبر الحزب على القبول به لاشتراط قانون الانتخابات وجود نسبة محددة من الأقباط بالقوائم الانتخابية" ، لافتا إلى أن "أغلب هؤلاء الأقباط هم من معارضي الكنيسة المصرية ، فضلا عن كونهم غير معروفين ولا يتمتعون بأي شعبية".
وتوقع غطاس أن يتسلل عناصر من جماعة "الإخوان المسلمين" التي تحظرها مصر للبرلمان تحت عباءة حزب النور ، وقال :"لا أملك معلومات مؤكدة ، ولكن بعض شباب جماعة الإخوان ممن أعلنوا انشقاقهم عنها بعد ثورة 30 حزيران/يونيو قالوا إنهم رصدوا وجود ما يقرب من 30 إخوانيا على قوائم النور".
ودافع غطاس عن قرار خوضه للمعركة الانتخابية بالرغم من تكرار وصفه للبرلمان القادم بـ"المهزلة" ، موضحا :"هناك الكثير من الظواهر السلبية بالعملية الانتخابية من استخدام قوي للمال السياسي وغياب البرامج السياسية فضلا عن اللجوء لشراء مرشحين لعدم امتلاك قواعد شعبية .. ولكني أرى تواجدي بالبرلمان رغم كل ذلك واجب وطني .. فأنا متخوف من أية محاولات خارجية لخلق صدام بين الرئيس والبرلمان يتم استغلاله".
وأشار إلى أنه حال فوزه سيشكل جبهة من البرلمانيين ممن يشاركونه نفس التخوف "ستكون مهمتها الحرص على عدم تدخل الدولة وقياداتها في عمل البرلمان تجنبا لهذا الصدام ، وكذلك مراقبة التمويل الخارجي للنواب وفضحه ونزع فتيل أي فتنة طائفية قد تحاول أطراف خارجية اللعب على أوتارها".
ووجه غطاس انتقادات قاسية لأغلب الأحزاب الليبرالية "لعدم مشاركتها في حملة /لا للأحزاب الدينية/ التي جمعت ما يقرب من مليون توقيع حتى الآن" ، واعتبر ذلك يأتي في إطار "حالة الانتهازية التي تسود تلك الأحزاب وتحسبها للاستعانة أو تنسيق المواقف مع حزب النور بالمستقبل".
وقال غطاس ، وهو قبطي ، :"مناهضتي للإخوان من قبل وللنور اليوم لا تنبع من اختلاف الديانة .. النور حزب يميز بين المصريين ، فهو يميز ضد المرأة ، ولا يقبل بنشر صور مرشحاته لاعتباره صورة المرأة عورة يجب سترها ، كما يميز ضد الأقباط وتكفي فتاوي نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي بعدم تهنئتهم بأعيادهم الدينية .. أي حزب أو قوى تميز هي قوى تكفيرية ، والتكفير يؤدي للإرهاب .. والدليل على ذلك أن كثيرا من قيادات جماعات السلفية الدعوية تحولوا مع الزمن إلى السلفية الجهادية".
ولا يتوقع المحلل السياسي أن يحرز الأقباط بشكل عام ، خاصة المرشحين على المقاعد الفردية ، نجاحا كبيرا ،لافتا إلى أن نظام القوائم يضمن وصول 24 منهم للبرلمان.
وفي المقابل يتوقع ويحذر من عودة قوية لأعضاء الحزب الوطني المنحل بحيث لن تقل نسبة تواجدهم عن 30 % بالبرلمان القادم ، مشددا على أن "مشروع هؤلاء الأساسي ، كما كان الحال بعهد الرئيس الأسبق حسني مبارك ، هو السيطرة على السلطة مجددا عبر تزاوجها برأس المال".
فيديو قد يعجبك: