- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
في الخامس والعشرين من يونيو الماضي، خرج المتحدث باسم الرئاسة التركية -بجرأة واضحة-، قائلاً، إنه لا يمكن تنفيذ خططٍ في المنطقة بدون تركيا، وحدد مناطق: "سوريا وشرق المتوسط وشمال أفريقيا"، التي ذكر، إنها تشكل الجناح الجنوبي للناتو، وكذلك مناطق شمال المتوسط.
لم أندهش كثيرًا من هذه اللهجة التي تقارب نظرة محتلٍ، وليس دولة طبيعية تجاور العرب، فهي ترجمة لتاريخٍ طويلٍ من النظرة للمنطقة العربية، كتبت عنه الأسبوع الماضي، وأستكمل اليوم القراءة في تفاصيله، في حلقة نبحر فيها عن: "كيف أدارت علاقاتها مع المنطقة العربية بعد إعلان الجمهورية عام 1923 حتى نهاية الحرب الباردة".
بداية لم تنشئ تركيا علاقة مستمرة مستقرة مع أي دولة عربية، كانت نظرتها -دائمًا- تجربيبة مؤقتة مرتابة -دائمًا-، لم يفارقها الشعور الإمبراطوري، وكان انعزالها حتى أواخر الأربعينيات اضطراريًا، بعد زوال الدولة العثمانية.
لا نريد قومية عبدالناصر
في الخمسينيات تحركت تركيا؛ لتشكيل حلف بغداد، لشعورها بالخطر من مصر "عبدالناصر"، وأنظمة عربية تقدمية رأتها معادية، فضلاً عن صفقة الأسلحة التشيكوسلوفاكية لمصر، وقوة العلاقات السوفيتية المصرية، وكان من ثمارها بناء السد العالي، بجانب -بالطبع- تطورات مسار التعاون الروسي السوري ومتانة العلاقات التي ربطت بين دمشق وموسكو.
كان حلف بغداد رغبة في تأسيس إطار أمني، يضم بعض الدول العربية بعد فشل منظمة الشرق الأوسط الدفاعية ومشروعات قيادة الشرق الأوسط، كان موجهًا ضد المد القومي العربي، وما اعتبرته أنقرة "مدًا شيوعيًا".
وتلقف رئيس الوزراء التركي "عدنان مندريس" -آنذاك-، الرغبة الأمريكية في إنشاء حائط صد ضد الشيوعية، وإنشاء حزام أمني شمالي في المنطقة؛ إرضاء لواشنطن، وكان ترجمة للاتجاه الذي كان يقف وراءه وزير الخارجية الأمريكي "جون فوستر دالاس"، ومن هنا نشأ الحلف الذي انضمت إليه العراق -أيضًا-.
كان نهج تركيا هو إظهار نفسها بوصفها تطوق الخطر المحدق بالناتو، وحامية جبهته الشرقية تجاه الروس.
قاوم "عبدالناصر" الحلف ودعا الدول العربية لعدم الانضمام إليه، بسبب مخاطره على الأمن القومي العربي، كان يراه ركيزة للاستعمار في المنطقة، ومنطلقًا للعدوان على الأمة العربية، وحريتها واستقلالها، وبالفعل انسحب العراق من الحلف، بعد ثورة البعث وإعلان الجمهورية، وأسقط حلف بغداد.
"تركيا الخمسينيات" كانت تمثل خروجًا منفلتًا عن انعزالية أرادها "أتاتورك" في البداية واستمرت أكثر من عقدين بسبب إرث زوال الإمبراطورية، وكان "مندريس" بطل هذا التحول تجاه المنطقة، والاشتباك المباشر مع قضاياها بدءًا من حلف بغداد حتى الاقتراب من إسرائيل.
في صيف عام 1951 وقفت تركيا ضد مصر ملتحقة بالغرب، محتجة على قرار مصر بمنع مرور السفن الإسرائيلية عبر قناة السويس، كان ضربة للعلاقات مع مصر، واستمرت المرارة حتى بعد قيام ثورة يوليو مع نظام الرئيس عبدالناصر .
في عام 1954 استمرت توجهات "مندريس" ضد العرب، ووجه لومًا لهم على اعتراضهم على ما أسماه "حق إسرائيل في الحياة" خلال زيارة للولايات المتحدة، ورد عليه الرئيس "عبدالناصر" -في خطاب بعد شهرين- قائلاً: "إن تركيا بسبب سياستها الإسرائيلية، ممقوتة في العالم العربي".
ثم اتخذت في عام 1956 موقفًا مغايرًا فوقفت ضد العدوان الثلاثي على مصر، وشجبته وسحبت سفيرها من تل أبيب، وكان ذلك في سياق تأييدها للموقف الأمريكي الذي رفض العدوان، واعتبرت هذه الخطوة بمثابة إيماءة للعرب، ووقتها أخطأ الشارع العربي في تقديرها، فلم تكن رجوعًا عن اعترافها عام 1949 بإسرائيل بل كانت تأييدًا للموقف الأمريكي، وتوالت بعدها مواقف تخالف التوجهات العربية
نحن مع الغرب وضد استقلالكم
وقفت تركيا في صف الغرب في شأن قضايا المنطقة بصرف النظر عن القضية المطروحة، كان واضحًا الهوى الغربي خلال العقود السبعة التي تلت إعلان الجمهورية، رآها العرب في الخمسينيات، عميلة للغرب والناتو.
عندما ذهب وطنيون قوميون تونسيون إلى الأمم المتحدة بالرغبة في استقلال بلدهم عن فرنسا، وقفت في صف الرفض للمطلب الوطني التونسي وشاركت في إجهاض المسعى، في حين أن حكام تونس اليوم يعتبرونها داعمهم و"مرشدهم" الرئيسي.
مصالحها كانت الحاكم في موقفها من صراعات المنطقة، فلم تشجب بعنف الغزو العراقي للكويت، ولم ترد -أيضًا- التدخل، ثم قررت عبر قرار مفاجئ من رئيسها "تورجوت أوزال" وقف خطي النفط مع العراق، وحصلت على مكافأتها بمنافع اقتصادية من أمريكا وشحنات سلاح، "1000 دبابة، و700 ناقلة مصفحة".
التحول من السياسة التقليدية تجاه المنطقة كان مدفوعًا بالاستفادة من التغيرات التي تحدث في الشرق الأوسط، كانت مثل الذي لا يشارك لكنه ينتظر القسمة.
إسرائيل تشبهنا كثيرًا
قال دبلوماسي تركي سابق "زكى كونيرالب" عام 1988 إن الدولة الوحيدة التي تشبهنا في المنطقة هي إسرائيل، يتمثل الدبلوماسي في هذا الرأي الاختلاف مع العرب، وفى نفس الوقت أنهما -في اعتقادهما- غربيتان وغريبتان وسط محيط شرق أوسطي.
كانت تركيا بوجهين -دائمًا- في قضية الصراع العربي الإسرائيلي، فكانت أول دولة تعترف بإسرائيل بعد شهرين من الولايات المتحدة عام 1949، وتحركت من منطلق أن العرب يحددون بوصلتهم تجاهها بحسب علاقاتها مع إسرائيل.
جاءت مواقفها -دائمًا- بالنظر إلى علاقتها بالولايات المتحدة أولاً، ثم الغرب، وهو ما تمثل في الاحتجاج ضد قرار مصر بمنع مرور السفن الإسرائيلية عام 1951، وبعدها تأييد الموقف الأمريكي الرافض للعدوان الثلاثي على مصر.
في عام 1958 وفي ظل سيادة القومية العربية وتداعي حلف بغداد، هرولت تجاه إسرائيل لإنشاء علاقة استراتيجية معها، وهو ما ترجمه الميثاق الإطاري الذي كان فكرة من رئيس وزراء إسرائيل "ديفيد بن جوريون".
هذا الاتفاق الإطاري سعى فيه "بن جوريون" إلى إنشاء تحالفٍ وراء السياج العربي، "تركيا وإيران في الشمال وإثيوبيا في الجنوب"، تحالف غير عربي في الشرق الأوسط، وجسَّد الاتفاق الريبة العميقة بين العرب والأتراك.
في الستينيات اتخذت سياسة أكثر توازنًا تجاه إسرائيل والعرب، وتبادل الكسب على الجانبين.
بعد أزمة قبرص عام 1964 شعرت بعزلتها في التطور العالمي، بسبب الموالاة الدائمة للغرب، وانتهت إلى أن الولاء الصارم للغرب لا يضمن تحقيق مصالحها الوطنية، ومن ثم تغيرت توجهاتها بعدها.
في عام 1967 أبدت تفهمها للوضع المصري والعربي، وهذه كانت فترة "الحياد المجدي" ووصف أحد الكتاب -آنذاك- الأمر: "إنها الدبلوماسية في أفضل حالاتها، وتمكنت من الإعراب عن مشاعرها الودية تجاه الدول العربية المعنية بحرب 67 من غير أن تسخط إسرائيل عليها".
استمرت سياسة "الحياد المجدي" في السبعينيات، وأيدت القرارات العربية في الأمم المتحدة معتبرة أن الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية، وفي عام 1975 اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية. وكان دافعها الرئيسي -وقتها-، الخوف والقلق من الاستخدام السياسي الفعال للنفط، وضمان تدفقه لأراضيها والفرص الاقتصادية التي انفتحت في بلدان النفط العربي، وهو ما جعلها -لاحقًا- تنضم لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
ثم سمحت عام 1979 لمنظمة التحرير بفتح مكتب لها في العاصمة، وبعد 9 أشهر احتجت على ضم إسرائيل للقدس المحتلة، وسحبت القائم بالأعمال في تل أبيب.
وكان هذا التوجه ضد إسرائيل قصير المدي، لم يدم طويلاً، فلم تلبث أن عادت العلاقات مع إسرائيل إلى الازدهار مرة أخرى في منتصف الثمانينيات، واتسع مجال حركتها بين العرب وإسرائيل بزيارة عرفات للقاهرة 1983، وتدهور أسواق الشرق الأوسط ثم الحرب العراقية الإيرانية.
ضدكم غالبًا
اتخذت بعد الانتفاضة الفلسطينية، مواقف مؤيدة للعرب لكنها حافظت على علاقاتها القوية بإسرائيل، ورغم الاهتمام وقتها بالفلسطينيين، كانت ترى مصلحتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل، سواء في التعاون الاستخباراتي مع تل أبيب في شأن نشاط حزب العمال الكردي، أو صورتها في المرآة الأمريكية.
تمثلت تركيا في مصر نموذجًا في العلاقات مع إسرائيل، وكلما طالتها الانتقادات لعلاقاتها الودية مع إسرائيل، احتجت بالنموذج المصري الذي يحظى بسلام مع إسرائيل ويحافظ في الوقت نفسه على علاقة مع منظمة التحرير، وعاد -أيضًا- إلى الجامعة العربية.
في ظل أجواء الصلح في أواخر عام 1988 وربيع عام 1989، اعترفت تركيا بدولة فلسطين بعد الاعتراف الضمني بإسرائيل من منظمة التحرير، وكانت الدولة الحادية عشرة التي تعترف بالدولة الفلسطينية، ولكي تتقى استياء إسرائيل أيدت مشروع شامير للسلام الذي كان بمثابة تهرب من عملية السلام، ثم رحبت بمبادرة مبارك في خريف 1989.
في بداية التسعينيات أعادت علاقاتها الكاملة مع إسرائيل بعد هرولة دول البلقان وشرق أوروبا تجاه إسرائيل، تحسست -تحديدًا- من بلغاريا واليونان بسبب التاريخ والعداء بجانب خوفها من دول البلقان كمجموعة إقليمية.
حاولت تركيا في التسعينيات استخدام الإطار الدولي المتغير؛ لتعزيز علاقاتها مع إسرائيل في ميادين أخرى، "مخطط بيع مياه الشرب للدولة اليهودية"، ووقتها وقفت ليبيا والعراق في وجهها.
هددتها ليبيا بأنها لن تدفع ديون المقاولين الأتراك لديها، وأوقفت المدفوعات للعمال الأتراك، -وبصورة غير رسمية- أعلنت إذاعة طرابلس أنها ترد على سياسة تركية مؤيدة لإسرائيل ببيع المياه التركية للكيان الصهيوني.
أما العراق فلجأ إلى وقف الشاحنات التركية على حدوده الشمالية، فتراجعت أنقرة عن المشروع وصدر بيان رئاسي تركي بأنها لن تصدر المياه لإسرائيل.
وإلى حلقة جديدة من المسألة التركية الأسبوع المقبل.
اقرأ أيضاً:
إعلان