إعلان

يوم من أيامها

سليمان جودة

يوم من أيامها

سليمان جودة
07:01 م الأحد 22 سبتمبر 2024

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

سوف يبقى الأربعاء ١٨ من هذا الشهر يوماً من أيام قضية فلسطين في منظمة الأمم المتحدة في مقرها في نيويورك.

ففي هذا اليوم، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار يدعو إسرائيل إلى إنهاء حالة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية خلال ١٢ شهراً.

وعندما يجري التصويت في المنظمة الدولية على مستوى الجمعية العامة، فهذا معناه أن القضية التي يتم التصويت عليها تظل معروضة على دول العالم بكامل هيئتها، أي على ١٩٣ دولة هي الدول التي تتمتع بالعضوية في المنظمة. أما لو جرى التصويت على مستوى مجلس الأمن، فإن القضية ذاتها تكون معروضة على ١٥ دولة، وهذا العدد مُوزع بين خمس دول ذات عضوية دائمة في المجلس، وعشر دول ذات عضوية تتغير كل عامين.

في الجمعية العامة صوتت ١٢٤ دولة بالموافقة على مشروع القرار، فكان ذلك انتصاراً للقضية لا تحصل عليه إلا في القليل النادر.. هو انتصار حقيقي وكبير حتى ولو كان انتصاراً سياسياً ينتظر أن تتم ترجمته على الأرض، وهو انتصار حقيقي وكبير لأن معناه أن ثلثي دول العالم توافق على أن تنتهي حالة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.

هو انتصار حقيقي وكبير للمرة الثالثة، لأن فرنسا كانت من بين هذه الدول الموافقة على سبيل المثال، وتكتسب فرنسا أهمية خاصة من حيث مكانتها في القارة الأوروبية، ومن حيث أنها إحدى الدول الخمس التي تتمتع بالعضوية الدائمة في المجلس.

وقد امتنعت ٤٣ دولة عن التصويت على مشروع القرار، وهي دول لم تذكر وسائل الإعلام أسماءها، ولكنها في الغالب أحست بالحرج السياسي لسبب أو لآخر.. وقد تمنيت لو أن الإعلام قد ذكر القوائم الثلاث كاملة: قائمة الدول التي صوتت بالموافقة، وقائمة الدول التي امتنعت عن التصويت، ثم قائمة الدول التي رفضت مشروع القرار، ولو حدث هذا فسوف نضمن أن توضع كل دولة أمام مسئوليتها الإنسانية، إذا فاتها أن توضع أمام مسؤوليتها السياسية.

فليس من الممكن أن يصل عدد ضحايا المقتلة الجماعية التي تمارسها اسرائيل في قطاع غزة منذ ما يقرب من السنة إلى ما يزيد على ٤١ ألفاً، ثم تأتي دول في العالم فتمتنع عن التصويت على مشروع قرار يرد بعضاً من حق هؤلاء الضحايا.

أما الدول التي رفضت مشروع القرار فهي ١٤ دولة، وأبرزها الولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل طبعاً، والأرجنتين.

والحقيقة أن رفض الولايات المتحدة وإسرائيل أمر وارد وطبيعي ومتوقع، أما أن تنضم إليهما الأرجنتين و١١ دولة أخرى، فلا تفسير لذلك إلا أن العالم لا يزال يضم حكومات ليست على قدر المسئولية الإنسانية في حدودها الدنيا.

إعلان

إعلان

إعلان