لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مواطن بالشرقية: بعد أن قررت التوبة.. المحافظ "هدم" مصدر رزقي الوحيد - صور

08:09 م الأحد 29 يناير 2017

الشرقية – فاطمة الديب

"سلمت نفسي للشرطة ومرضتش أهرب من السجن في جمعة الغضب، لكن في الآخر هدموا الكُشك اللي كان مصدر رزقي الوحيد.. كنت فاكر إن ربنا تاب عليا، بس يظهر إن توبتي مش عاجبه المسئولين".. بهذه الكلمات بدأ رضا عيد، 35 عامًا، من مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، قص شكواه لـ"مصراوي".

وأضاف رضا، أن الكُشك الخاص به مُرخصًا منذ عام 2007، قبل أن يوافق الدكتور رضا عبدالسلام، محافظ الشرقية السابق، على منحه أخرى جديدة عام 2015؛ "عرضت الرُخصة وقت الإزالة على ضابط الحملة، لكنه طلب من رئيس الوحدة يتأكد منها، بس الأخير قاله دي رُخصة بائع متجول، زي الباقيين، ورفض يشوفها من الأساس وهدموا الكشك".

وأوضح، أن المنطقة كان بها 4 أكشاك، ولم يكُن أيًا منهم مُرخصًا سوى الخاص به؛ "كان جنبي كُشك ناس من بلبيس، وعملوا توسعات، غير كُشكين ناس تانية بعد منه، وكلهم كانوا فاتحين من غير تراخيص، وواحد بس منهم اللي كان معاه رخص فاترينة بعجل متر في متر".

"أيام الشقاوة كانت دماغي مش تمام والشيطان غواني ومشيت في سكة المخدرات، لكن الحمد لله اتقبض عليا وخدت حكم بـ 3 سنوات سجن"؛ يسرد تفاصيل أيامًا مضت: "بعد ما قضيت 9 شهور في سجن أبو زعبل، قامت ثورة 25 يناير، ولقيت السجن اتفتح وقالوا لنا إهربوا، وأنا بصراحة رفضت الهرب وقتها، لكن في الآخر مشيت من السجن اللي بقى من غير حراسة وقت جمعة الغضب".

ويواصل: "أول ما رجعت البلد سألت على أقرب مكان ينفع أسلم نفسي فيه، وروحت وقتها للعقيد محمود جمال، رئيس فرع البحث الجنائي في بلبيس، وقالي مفيش أوامر عندنا ومفيش تسليم دلوقتي.. روح يا رضا وأول ما يبقى فيه تسليم هبعت لك، لكني بصراحة صعبت عليا نفسي ودمعت عيني لما افتكرت إني ممكن أرجع لسكة الغلط تاني، واتحايلت عليه لحد ما وافق وخلاني عنده في المكتب 4 أيام، وبعدها رحلوني لسجن الزقازيق العمومي وقضيت 9 شهور كمان، وخرجت بعفو حُسن سير وسلوك".

ويستطرد: "أول ما خرجت، رجعت أشوف اكل عيشي وأقف في الكُشك مكن إخواتي البنات اللي سدوا غيبتي في السجن، لكن لما روحت الوحدة أسأل على الرُخص بتاعتي اللي كنت سايبها علشان تتجدد، قالولي إن الوحدة اتحرقت باللي فيها.. لكن الحمد لله كان الكل عارف إن المكان بتاعي، سواء مأمور المركز، أو رئيس الوحدة المحلية، وفضلت على الحال دا لحد ما جه الدكتور رضا عبدالسلام، الله يبارك له، عملي رُخصة فاترينة الكُشك الجديدة".

"الكُشك كان مصدر رزقي أنا وأمي وإخواتي البنات، أمي ست كبيرة ومريضة، وإخواتي منهم واحدة أرملة و2 على وش جواز.. هجيب منين بس علشان نعيش.. لما الكشك راح كام واحد اتحايلوا عليا أرجع أمشي في أي مصلحة زي زمان، لكني مش عاوز أرجع للحرام"؛ يدمع رضا: "السكة الغلط مفيش أسهل منها، وكدا اتقفلت في وشي، وسني كبر ومبقاش ينفع لي البهدلة وأشتغل في العاشر.. نفسي يدوني مكان مترين في مترين وبلاه الترخيص اللي عليه مشاكل دا.. مستعد أعمل أي حاجة بس ما أترميش في الشارع".

وبوجه يملؤه الدموع، يختتم شكواه: "من غير الكُشك أنا مليش حياة.. لو الإزالة علشان حاجة مهمة الحكومة شايفاها معنديش مانع ومستعد لها فورًا، بس المكان كان خرابة وأنا نظفته والناس بقت تركب في آمان بعد ما كنوا بيخافوا يخرجوا بالليل.. الله يبارك لكم رجعوا لي مصدر أكل عيشي، أنا كمان مليش غير ربنا، وربنا لما تاب عليا من سكة المخدرات بقى الكُشك دا مصدر رزقنا الوحيد ومفيش غيره، شوفوا لي أي حاجة تعيشني بالحلال".

من جانبنا، حاولنا التواصل مع اللواء خالد سعيد، محافظ الشرقية، بحثًا عن الأسباب الحقيقية وملابسات تلك الواقعة، إلا أنه لا يجيب على المكالمات الهاتفية، ولا يمكن الذهاب إليه بدون ميعاد مُسبق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان