لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

دراسة: الإنسان يستطيع ''شم الخطر''

01:12 م السبت 14 ديسمبر 2013

دراسة: الإنسان يستطيع ''شم الخطر''

كتب- محمد منصور:

''العين الثالثة''، هكذا يُطلق عليها الفلاسفة والصوفيين، يُعرفونها على أنها الجهاز المنسق بين الروح والجسد، تعمل بشكل عشوائي، فأحيانا، يشعر الإنسان باقتراب خطر من نوع ما بدون أسباب، فيتأهب ويستعد، ينتظر فيقع المكروه، يظن الغالبية العظمى من البشر، بما في ذلك العلماء، أن تلك الحاسة محض هراء، إلا أن دراسات جديدة قطعت خطوة في أتجاه من ظنه الباحثون في السابق مستحيلاً.

عندما نشم رائحة الغاز، يبدأ المخ في معالجة المعلومات الواردة إليه، يصنف الرائحة، يضعها في خانة الخطر، يُعطى أوامر للأطراف بالتحرك بعيداً عن مصدر الرائحة والخطر، ولفترات طويلة، ظن العلماء أن المسئول عن تصنيف تلك الروائح هو المخ فحسب، إلا أن دراسة جديدة أجرها علماء من جامعة ''روتجرز'' أثبتت أن للأنف ''نظام عصبي حسى خاص يُمكنه من تصنيف الروائح وإطلاق الإنذارات المبكرة''.

ما يثير الدهشة؛ أن الدراسة التى أشرف عليها ''جون ماكجان'' أستاذ علم الأعصاب بجامعة ''روتجرز'' الأمريكية، أن الأنف؛ وهو عضو حسى في الأساس، يمكنه تفسير ''الروائح الخطرة'' حتى قبل وصول الإشارات إلى الدماغ، وهو الأمر الذى يلقى بالضوء على تكوين الجهاز العصبي ووظائفه المجهولة حتى الآن.

لتسليط الضوء على تلك الظاهرة، قام العلماء بمراقبة نشاط أدمغة فئران معدلة وراثياً، ووجد الفريق البحثي أن فئران التجارب التي تتعرض لصدمات كهربائية بالتوازي مع روائح معينة تمكنت من الاستجابة لتلك الروائح قبل وصول الإشارات إلى المخ، وهو الأمر الذي يؤكد أن الخوف والتعلم ''يمكن أن يبدأ بإشارة حسية عصبية من الأنف وليس الدماغ''.

''الرائحة، كمنتج حسى، تسبب الخوف'' يقول الدكتور ''ماكجان''، فالجندي الذى يشم رائحة عادم الديزل على سبيل المثال قد يشعر بالخوف بسبب الرائحة المرتبطة بالحرب، وهو الأمر غير الطبيعي في أوقات السلم ''فلماذا يشعر الجندي بالخوف؟'' سؤال أجابت عنه الدراسة، على حد قول أستاذ الأعصاب والذى يؤكد أن ''الأنف لها ذاكرة من نوع ما غير مرتبطة بأدمغتنا''.

الأنف يمكنها التنبؤ بالمخاطر، حسب الدراسة، التي تؤكد أن المدخلات الحسية، والتى لا يصنفها العقل البشرى، يمكن للأنف معالجتها وتصنيفها كأخطار محتملة الأمر الذى يجعل البشر ''يشمون المخاطر''.

أهمية الاكتشاف تكمن في احتمالية معالجة المرضى النفسيين المصابين باضطرابات ما بعد الصدمات، ويقول الدكتور ''ماكجان'' إن الخطوة القادمة ستتركز حول محاولة ''محو ذاكرة الأنف'' لمعالجة الأمراض الناتجة عن تلك الحاسة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة… للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان