إعلان

الطب البديل: هل ينجح في علاج فيرس ''سي''

12:29 م الخميس 05 سبتمبر 2013

كتب- محمد منصور:

القاتل الصامت، هكذا يُعرفونه، رويداً رويداً يتسلل عبر الدم حتى يصل إلى مبتغاه، لا أعراض تصاحبه، لا صداع ولا ميل للقيء ولا ألم، يتطور في صمت حتى يتمكن من كبدك. الرحمة الإلهية قد تكون هي الرادع، فحص دم بسيط يدل على وجوده، في معظم الأحيان بعد فوات الآوان، الالتهاب الكبدي الوبائي القاتل من النوع ''سي''، المرشح الأول لأن يكون وباء العالم القادم.

مدارس العلاج ''الأدوية والأعشاب والفصد''

تنقسم طرق العلاج الشائعة من الوباء الذي يسببه الفيروس القاتل إلى ثلاث طرق رئيسية، العلاج بالأدوية التي تحظى بموافقة منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأدوية والطعام الأمريكية، والعلاج بالأعشاب الطبيعية، والعلاج بالحجامة وفصد الدم، حسب الدكتور ناصر مندور أحد المعالجين بالأعشاب الطبيعية.

''الغرب يحاول إغراق الشرق بالأدوية المصنعة على الطريقة الغربية رغم أن الأساس في الثقافة العربية هو التداوي بالأعشاب''، حسب ناصر، الذي يؤكد أن الأساليب الكيميائية التي يُعالج بها المريض قد تتسبب في ''انتكاسة'' في معظم الأحيان وتجعل المرض ''أشد ضراوة''.

ويشير الطبيب الحاصل على بكالوريوس طب القصر العيني بتقدير امتياز، إلى أن أبحاثة في مجال الأدوية بالتعاون مع أخيه الصيدلي أفادت إلى أن ''دواء بلا أعراض جانبيه، لايسبب شفاء''، وهى قاعدة مشهورة في علم الصيدلة. ويرى الطبيب أن في حالة العلاج بالانترفيرون تكون الأعراض الجانبية ''خطيرة جداً وأشد من المرض ذاته'' فلا تتوقف تلك الأعراض، حسب ناصر، على الصداع والزكام والشعور بالإرهاق والوهن الشديد وعدم القدرة على العمل أثناء فترة العلاج التي قد تطول إلى سنوات وإنما تمتد إلى اضطرابات الغدة الدرقية وحدوث بعض الاضطرابات النفسية الحادة والاكتئاب، مما قد يؤدى في نهاية الأمر إلى انتحار المريض وذلك علاوة على ''ثمنه المرتفع الذى لا يستطيع أغلب المرضى تحمله''، عكس الأعشاب التي يصفها ناصر بـ''الأمنة تماماً''.

يؤكد الطبيب أن تركيبة الأعشاب التي حضرها معملياً تسهم في رفع اداء القدرات المناعية، مما يؤدى إلى محاربة الفيروس مناعياً ودون أية أعراض جانبية، بالإضافة إلى أن الأعشاب ترفع من كفاءة الكبد وتجعل أنزيمات الكبد في المستوى المطلوب وتنظف الكبد من السموم وتجدد النشاط الجسدي.

ويرى الطبيب أن ''العودة إلى الطبيعية والطب النبوي'' هو الطريق السليم لمعالجة كل الأمراض، ويتخذ ناصر الصين كمثال، فمعظم الطرق العلاجية في الدولة المحسوبة على العالم الأول تستخدم فيها الأعشاب بديلاً عن الأدوية الكيميائية.

''الطب البديل''

''الطب البديل'' هو الاسم الذى يروق لناصر اطلاقه على طريقته العلاجية والتي يقول إنها تسببت في شفاء عدد كبير من المرضى، وتشتمل ''الخلطة'' على العديد من النباتات الطبيعية وبعض البذور النادرة أضافة إلى ''حبة البركة والسيسان والهندباء''. الشرط في هذا النوع من العلاج هو الالتزام بـ''حمية غذائية من نوع خاص'' أضافة إلى ''الالتزام بمواعيد تعاطي الجرعات''، مدة العلاج تتراوح حسب شدة المرض ''فيه مريض ممكن يحتاج شهر واحد وفيه مريض ممكن يقعد 3 سنين يتعالج''.

''فصد الدم''، هي أحدى طرق العلاج التي يستخدمها ناصر، ويتم فيها سحب عدة سنتيمترات من دماء المريض بواسطة حقنة من نوع خاص من أماكن وعروق معينة في الجسم يحتفظ الطبيب بسريتها.

يؤكد ناصر ''أنها أحدى الوسائل المساعدة''؛ حيث أنها تعمل على تنشيط الدورة الدموية مما يساهم في رفع كفاءة المناعة عند المصاب مما يُزيد من مقاومة الجسم للمرض.

وحسب الطبيب الذى يبلغ من العمر 41 عاماً، فالفصد ليس علاجاً لكل الحالات ولكن يستخدم مع المرضى الذين يتم تشخيص أصابتهم بالمرض في المراحل الأولية، أما الحجامة، فبحسب ناصر، يتم استخدمها في حالة المرض المصاحب بأعراض الاستسقاء ودوالي المريء للمساهمة في تخفيف الألم الناتج عن الأعراض المصاحبة لمرض الالتهاب الكبدي الوبائي.

ستة أنماط جينية من الفيروس قد تبدى استجابات مختلفة للعلاج، لذا يلزم إجراء فحوصات تشخصية بالغة الدقة حتى يتم تحديد النهج الأنسب في الأسلوب العلاجي، وقد لا يحتاج المصاب إلى علاج في كل الأحوال.

ويمثل العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات والانترفيرون عن طريق الحقن مرة واحدة أسبوعيا لمدة تتراوح من 3 إلى 6 أشهر مع ''الريبافين'' الذى يؤخذ عن طريق الفم لمدة تزيد عن 6 أشهر أحد أهم طرق العلاج التي تأتي بنتيجة جيدة في 40% من الحالات المصابة بالفيروس القاتل، حسب الدكتور حسن شلبي، استشاري وأستاذ أمراض الكبد بكلية الطب جامعة مصر، الذى يؤكد أن الطريقة الوحيدة لعلاج مرض الالتهاب الكبدي الوبائي ''سي'' هو الانترفيرون مع الريبافين.

ويوضح شلبي أن الإنترفيرون يقوم بمنع تكاثر الفيروس بالخلية الكبدية ومحاصرته داخل الخلية وعدم السماح له بالخروج منها لإصابة خلية أخرى، لذلك فإن الاستمرار على العلاج بحقن الإنترفيرون لابد وأن يستمر لفترة كافية بعد نجاح العلاج حتى تنتهي آخر خلية كبدية مصابة بالفيروس مؤكداً أن الوسائل الأخرى ''غير مجربة علميا'' ولا تتبع الأساليب الصحيحة في العلاج مما قد يؤدى إلى تفاقم المرض ووفاة المريض في نهاية المطاف.

عادة، يتم تشخيص الالتهاب الكبدي الوبائي في مراحله المزمنة عندما يتسبب في مرض كبدي خطير، فالفيروس لا يعطي إشارات سهلة التمييز والمرضى يمكن أن يشعروا ويظهروا بشكل صحي كامل لكنهم في حقيقة الأمر مصابين وناقلين للعدوى.

وطبقاً لمنظمة الصحة العالمية، فأن 80 في المئة من المرضى المصابين يتطور الأمر بهم إلى التهاب كبدي مزمن ومنهم حوالي 20 في المئة يصابون بتليف كبدي ومن ثم 5 في المئة منهم يصابون بسرطان الكبد خلال العشر سنوات التالية، الأمر الذي لا يجدى معه أي أسلوب علاجي لاحقا، بحسب شلبي، الذى يؤكد أن ''المرض يمكن السيطرة عليه بشرط الانتظام في العلاج وسرعة التشخيص وعدم الاهمال من جانب المريض أو المعالج''.

''فيرازول'' أحد أنواع العقارات المكتشفة حديثاً والتي تكلف المريض أكثر من 40 ألف دولار أمريكي للعلاج عن طريقها، يراه استشاري أمراض الكبد ''غير فعال للمصريين''، فهو أحد ''مانعات الأنزيمات البروتينية'' التي تهاجم غشاء الفيروسات وتتسبب في إيقاف نشاطها، وهو الأمر الذى لا يتفق مع النوع الفيروسي المنتشر في مصر ''اللي عندنا نوع جيني بنسميه النوع الرابع، وده مينفعش معاه العلاج إلا بالأنترفيرون مع الريبافين''.

150 مليون شخصا في العالم مُصاب بالعدوى يموت منهم أكثر من 350 ألف شخص سنوياً، حسب إحصائية منظمة الصحة العالمية للعام 2012، والتي تقبع مصر فيها على قمة البلدان التي ترتفع فيها معدل الإصابة بنسبة 15 في المئة مما يعني 1 من كل 7 أشخاص، الأمر الذي دفع العديد من أطباء أمراض الكبد أن يبحثوا عن العلاج.

''بول الإبل''

العلاج بـ''سم النحل'' و ''بول الإبل'' و ''الطحالب'' هو أحد أنواع العلاجات المتوفرة في السوق، والتي يردد البعض أنها من ''وصايا النبي صلى الله عليه وسلم'' يرى استشاري الكبد أنها ''هُراء و الرسول منها براء''، فقد يساهم ''بول الأبل'' في حالات ''المبطون'' التي تحدث عنها الحديث الشريف والتي كان يُقصد بها ''الاستسقاء وهو احتجاز المياة في البطن''، حسب شلبي، وبسبب طبيعة ''بول الأبل'' الذى يحتوى على نسبة يوريا عالية تقوم بامتصاص الماء المتجمع في منطقة البطن ''أعتقد الناس أنه الحل البديل للانتيرفيرون''.

''العلاج بالأعشاب قد يسبب سرطان الكبد''، يؤكد الدكتور حسن شلبي على ذلك الأمر، المنطق العلمي في صناعة الأدوية يجبر الشركات الدوائية على استخدام الطريقة العلمية في صناعة الدواء ومنها دراسة المرض من كافة جوانبه وأجراء تجارب على الحيوانات لمعرفة رد فعلهم تجاه الدواء ثم الحصول على موافقة منظمة الصحة العالمية ثم إجراء التجارب على المتطوعين ويأتي في النهاية طرح المنتج في السوق ''وأكيد العطارين مش بيعملوا ده كله''.

ويشير شلبي إلى أن تخزين الأعشاب قد ينتج عنه ''التعفن'' مما يسبب إطلاق مواد ضارة تعرف باسم ''ألفا توكسن'' وهي أحد الأسباب الرئيسية في إصابة مرضى التليف الكبدي بسرطان الكبد، ويؤكد الرجل الذى حصل على الدكتوراة في أمراض الكبد منذ أكثر من 24 عاماً أن خبرته تؤكد له أن ''كل اللى بيتعالج بالأعشاب الله يرحمه''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان