''كنترانس'' ...وردة حظ من شباب مصري إلى ''الصم والبكم''
كتبت- إشراق أحمد:
على رصيف مترو الأنفاق قبل تسعة أعوام وُلدت الفكرة؛ حركات بيد طفل صغير يحاول جاهدًا إخبار ضابط تواجد في المحطة بشي لكن دون جدوى، أسر ''محمد الوزير'' في نفسه ذلك المشهد، ود لو بإمكانه مساعدة الصغير، أتم ''الوزير'' دراسته للكمبيوتر، ليتخرج في كلية الهندسة جامعة عين شمس، مازالت ذكرى إشارات الطفل تطارده، حتى وجد الطريقة لحل مشكلة مَن على شاكلة ذلك الصبي، في ''جهاز بلاي ستيشن'' وقف أمامه مجموعة من الأطفال يلعبون، بينما يستجيب الجهاز للإشارة التي يقومون بها، توقدت الفكرة في عقل الشاب العشريني، فكانت ''كنترانس''( KinTrans).
ترجمة الإشارات معنى الاسم المختصر ل''''kinematics Translation، وهكذا استطاع ''الوزير'' بمعاونة زميلين آخرين ''أيمن طه''، ''إيمان حسن''، التأكيد على أن ''الأيدي يمكن أن تتحدث''، ليبدأ مشوار أول فريق مصري يقوم بعمل حل متكامل لتمكين فاقدي السمع والحديث من التواصل مع المجتمع من خلال نظام يستطيع أن يترجم لغة الإشارة إلى كلام مسموع باللغة العربية والإنجليزية حسبما قال ''الوزير''.
حصول الصم والبكم على الخدمات التي يريدونها في الأماكن العامة بالمواصلات والمطاعم والمستشفيات والمحال التجارية وغيرها بشكل طبيعي كأي شخص يحيا في مجتمع، هو هدف ''كنترانس'' الذي استطاع ''الوزير'' ورفاقه تحويلها إلى شركة لتنفيذ المشروع وتسويقه، متخذين من ''وردة الحظ'' شعار لهم وفقًا ''للوزير'' تعبيرًا عن ''الهدية اللي ما بينا وبين الصم وهى التواصل''.
أدرك الفريق المصري بعد مشاركتهم في مسابقة تابعة لوزارة الاتصالات باسم ''تمكين''، أنهم بحاجة إلى خبرة أكثر ومكان لاختبار المشروع، وكان هناك فاعلية لإحدى الشركات ''Turn8'' فتقدموا إليها، ليتم اختيارهم من بين 400 مشروع عالميًا للمشاركة، حيث وجد القائمون أن الفكرة فعالة ويمكن استكمالها، فقررت الشركة منحهم جزء من التمويل لمدة أربعة أشهر للعمل علي المشروع في دبي.
زاد أعضاء الفريق آخر يدعى ''ثانوس ميترلياس'' دكتور متخصص في ريادة الأعمال والعلوم لمدة تزيد عن 14 عامًا، فكل عضو بالفريق يتميز بشيء يضيف للمشروع، الذي تم اختياره بين أفضل 6 مشاريع لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة بمصر، وكذلك جائزة وزارة الاتصالات لعام 2012.
لم يكن الطريق، خالٍ من التحديات التي واجهت بداية عمل الفريق على المشروع، إذا قالت ''إيمان حسن'' معيدة الهندسة المتخصصة في مادة تحليل الصور إن ''اختيار العلامات التي يمكن أن نحدد بها الإشارات و نفرقها عن بعضها البعض لمرحله التصنيف والترجمة كانت من اصعب التحديات لاختلاف الإشارات كثيرًا'' فضلًا عن سرعة الترجمة للإشارات لأن هذا ما يميز النظام المبتكرين له.
وكذلك تحديات التجارة ودراسة الجدوى للمشروع المطلوب لتمويله ما يقرب من 500 ألف دولار حيث ''احتاج للكثير من الدراسات والقراءات لنصل لنموذج تجارى ناجح من الناحية المالية للشركة'' حسبما ذكر ''الوزير''.
ساعات التعب والعمل المتواصل لأيام طويلة، عقبات واجهت الشباب المصري من أجل الخروج بنظام مبتكر يخدم قطاع مهم من الناس بكل مكان، وفي ظل ظروف بلاد غير مستقرة، تمسك فريق ''كنترانس'' بالأمل، متغاضين عن كل ذلك، فقط يحركهم لمواصلة الطريق نظرات عدد من الصم والبكم عند استخدامهم للنظام كتجربة للمرة الأولى.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: