في مصر.. وتزيد الممنوعات
كتبت- رنا الجميعي:
ممنوع من السفر.. ممنوع من الغنا.. ممنوع من الكلام، قالها الشيخ إمام في عهد ماضِ، لم تكن مجرد كلمات أغنية يلهب بها إمام حماس السامعين، فالممنوعات موجودة في كل عصر وزمان، وتطرق الأسماع كلمة ''منع'' مؤخرًا، من منع البعض من السفر، شيوع الرأي الواحد، وتحييد الآراء المعارضة، وصولًا إلى منع مسلسل ''أهل اسكندرية''، الملصقات الدينية داخل المساجد، ومصادرة العدد الأخير من جريدة ''وصلة''.
المادة رقم 65 بالدستور الذي أقره عموم الشعب، قال كلمته،''حرية الفكر والرأى مكفولة. ولكل إنسان حق التعبيرعن رأيه بالقول، أو بالكتابة، أو بالتصوير، أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر''، في خلاف صريح بين ما تقوم به الدولة والدستور المنظم لها بالأساس.
منع مسلسل ''أهل اسكندرية''
على مدار 43 عامًا هو عمر التاريخ الفني ل''هشام سليم'' لم يحدث معه ما يتم الآن من منع للمسلسل الذي يشترك فيه، قائلًا ''أنا محافظ على سمعتي وبحترم الناس وفي يوم من الايام ألاقي نفسي ممنوع''، وفي رسالة أراد أن يبلغها للرئيس ''عبد الفتاح السيسي'' ''في عهدك المؤسسات صرفت ملايين على المسلسل ومين اللي يتحمل المبالغ دي، يا اما مكنش يتعمل المسلسل من الأول''.
وعن تصريح قناة الحياة بعرض المسلسل في رمضان قال ''احنا بنعرف نتكلم بس''.
وقالت الناقدة الفنية ''ماجدة خيرالله'' إنه إذا تم مرور منع بهدوء دون اعتراض، فسوف تكون مقدمة لسلسلة من المنع، ولكنها لا تظن أنه سيتم تخطي الأمر، وأضافت ''خيرالله'' أنه لم يتم المنع في عهد مبارك سابقًا.
حرية الصحافة
صودر العدد السابع عشر من جريدة ''وصلة'' الصادرة عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، يوم الرابع عشر من الشهر الحالي، يقول ''جمال عيد''، رئيس الشبكة، أن العدد مازال مصادر، وتم اعتقال عامل المطبعة ''الدمرادش'' على إثره، واتهمت الجريدة بقلب نظام الحكم وأنها مدعومة من جماعة الإخوان.
أعلنت الشبكة وقتها أنها تعلن مسئوليتها الكاملة عن ''وصلة''، وبعدها تم الإفراج عن العامل، أضاف ''عيد'' أن نيابة ''أوسيم'' غير مقتنعة بتحريات أمن الدولة ''كلها مقالات رأي، والرأي لا يعاقب''، وأكد رئيس الشبكة أن الدستور يمنع المصادرة واصفًا ماحدث ''اهدار للدستور''، وهي حلقة من سلسلة منع الصحفيين والتضييق عليهم، وأن ما حدث لا يرقى لأحكام الظالمة بشان حبس الصحفيين دون محاكمات، ويتم الإعداد بشكل طبيعي للعدد الجديد لوصلة وهي جريدة غير دورية''.
تعليقًا على التضييق على الصحافة تقول عبير السعدي، عضو نقابة الصحفيين، إن المهنة لا علاقة لها بالصراعات السياسية، وأن هناك حالة تراجع شديدة في الحريات، مضيفة أن ذلك الوضع لم يكن وليد اللحظة الحالية، وعلى مدار عام كامل ظلت ممارسات التضييق مستمرة، وأن المطالبة بالحريات هو بالأساس اهتمام الصحفيين الأول، ورغم الحرية المكفولة في الدستور للصحفيين، إلا أن الواقع يفرض العكس، وتتمنى ألا تكون تلك المضايقات تعبيرًا عن المرحلة الحالية، وأكدت ''السعدي'' أن الرئيس عليه أن يشير في خطاباته القادمة رسائل تطمينية للجماعة الصحفية.
أما بالنسبة لمنع الملصقات الدينية داخل المساجد، يقول الشيخ ''عبد الناصر بلميح''، المتحدث باسم نقابة الدعاة، أن منع الملصقات يحدث منذ 2007 بالمساجد، وقرار المنع ماهو إلا إعادة له ثانية، مشيرًا إلى أن المسجد ليس ''صالون حلاقة''، وكون الملصقات تشغل المصلي عن الصلاة.
عن سلسلة المنع المستمر يقول د.''أيمن الصياد''، الكاتب الصحفي، إننا تجاوزنا مرحلة المؤشرات، فهناك وقائع مثبتة في منع الحريات، والمشكلة لا تكمن في منع مقال أو عمل فني فحسب، ولكنها ثقافة ترسخ لتبرير ذلك، ولابد للانتباه إلى أنه لا توجد دولة قوية دون معارضة قوية، مضيفًا أن الدول التي شاعت فيها ثقافة المنع والحجر تتحطم في نهاية المطاف، بداية من الاتحاد السوفيتي وليس بنهاية نظام صدام الأسد.
يؤكد ''الصياد'' إلى أن وقائع المنع يحاط بها أقوال مختلطة، وهذا إن دل على شئ فيدل على سمة الدول الغائب عنها الشفافية، وهي شرط المجتمعات القوية.
يشكك ''الصياد'' فيما يحسبه البعض أفضل بسيادة الرأي الواحد، وهو خطر يعرض الدولة إلى الضعف، وأكد على أن حرية التعبير شرط للمراقبة، والمراقبة شرط لمنع الفساد، وهو شرط للاقتصاد القوي.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: