إعلان

تاريخ نادي الزمالك في ''نفق''.. ''سنظل أوفياء'' -صور

01:37 م الخميس 25 سبتمبر 2014

كتبت-دعاء الفولي وإشراق أحمد:

هنا جزء حافل من القلعة البيضاء؛ تفاصيل مصورة بالأبيض والأسود والقليل منها ملون؛ كابتن لطيف يداعب برأسه الكرة، فاروق ملك البلاد يسلم الكأس لقائد الفريق، فوز ساحق بستة أهداف مقابل لا شيء يحققه الفريق الأبيض على غريمه الأحمر، وجوه عاصرت الإنجازات تطل من الكادرات الزجاجية، تاريخ فريق كرة القدم لنادي الزمالك يمر عليه العابرون داخل نفق ميت عقبة الواصل بين وزارة الشباب والرياضة ونادي الزمالك.

منذ ما يقرب من عشر أيام تم وضع الصور داخل 16 لوحة زجاجية تصطف على الجانبين، يختلف تفاعل المترددين عليها، بين متفرج ومهتم، وعابر سبيل وحارسين نُقلا من مقر عملهما في النادي إلى بوابات النفق لتأمينه ''عشان الكشافات والصور متتسرقش.. ده تاريخ'' قالها وائل محمد حارس مدخل النفق جهة الوزارة.

يمارس ''محمد'' عمله في الوردية النهارية، لا تتعدى مهمته عن الجلوس بمكانه والرد على السائلين عن البراويز الخشبية الحاملة للصور، بابتسامة وصدر رحب يجيب الحارس الذي رغم عمله بنادي الزمالك إلا أنه مشجعًا لفريق النادي الأهلي ومع ذلك لا يجد غضاضة في الأمر ''دة أكل عيشي.. والصور خلت شكل النفق حلو''.

الثاني من يناير 1942؛ وقف فريق ''نادي فاروق'' _الزمالك_ في صورة تذكارية مسجلاً تحقيق فوزه بست أهداف نظيفة على نظيره الأهلي، لتحمل تفاصيل الصورة الموجودة بالنفق بعد 72 عام أسماء المحرزين؛ ''عبد الرحمن فوزي، عمر شندي، عبد الكريم صقر، وحسن حلمي''، فيما وقف الفريق منتشيًا في صورة أخرى عقب الحصول على أول بطولة لكأس مصر موسم ''21/1922''، وفي لوحة زجاجية أخرى كان الفريق الحامل لاسم المختلط وقتها على موعد مع نصر جديد، ففي عام 1928 هزم المنتخب البريطاني بـ14 هدف مقابل لا شيء.

لم تقتصر الصور على وجوه نجوم ورؤساء النادي قديمًا حال مؤسسه مسيو جورج مرزباخ الذي تولى في الفترة من 1911/1914، ونجم الكرة علي كاف، بل ضمت حضور رئيس النادي الحالي مرتضى منصور، ولاعبون أثروا الحياة الكروية أمثال حمادة إمام، وفاروق جعفر وإبراهيم يوسف وغيرهم داخل المستطيل الأخضر وبين مدرجات المشجعين.

أعلى النفق كان صوت ازدحام السيارات يزداد، بمجرد هبوط السلالم يتحول المشهد إلى هدوء يقطعه أحيانا حديث المارة، بينما يبدو النفق أشبه بمعرض تحت الأرض، به أشخاص يشاهد كل منهم صورة تحمل بطولة للنادي؛ فيبتسم ثغره رغما عنه، صابر قابيل الحارس الثاني للمكان ألف اندهاش المواطنين، ''أهلاوي صميم''، هكذا يطلق على نفسه، لكنه يحضر مباريات الزمالك ''أصل أنا بشجع اللعبة الحلوة''.

يسير بتؤدة، تتسمر عيناه على إحدى الصور، يُكمل باسم حسني تفاصيل صغيرة لما لديه من معلومات عن ناديه الذي يمتلك عضويته منذ صغره؛ فتنشط ذاكرته ''عبد اللطيف أبو رجيلة ده كانوا بيسموه ملك الأوتوبيس وكان رئيس الزمالك في الخمسينات.. ومحمد لطيف لحقت أشوفه قبل ما يموت''، لا تُبهر الصور مشجع وعضو نادي الزمالك كغيره من المارة، بل حالة استغلال النفق في حد ذاته ''قبل عشرين سنة كان نفق العباسية فيه أعمال فنية''، متمنيا تعميم الحالة على بقية الأنفاق لرفع مستوى ذوق المواطن.

''الزمالك ده كان زمان'' بنبرة ساخرة لا تخلُ من التلهف لعودة زمن الانتصارات قال أحد العابرين، بعد أن مرقت عيناه على صفي الصور، متوجها بحديثه للحارس قبل أن يتركه مغادرًا النفق، فمثل تلك التعليقات يتلقاها ''وائل'' بين الحين والآخر.

يتراوح رد فعل المارة بين المزاح، الصمت والثناء على التجديدات الطارئة بالنفق، فمن ظلام معتم إلى مكان مضاء ''انا كنت بخاف أمشي فيه لاحسن أتثبت''، قال محمود الجندي الموظف بوزارة الشباب والرياضة، بينما تتفحص عيناه المعروضات، لا يهتم بكرة القدم، لكن صورة الملك فاروق لفتت انتباهه، ليقرر أن يدقق بالكلمات المكتوبة على الصور في المرة القادمة التي يعبر بها النفق.

الدخول والخروج من النفق رحلة تبدأ بوائل وتنتهي عند صابر ''احنا مبنقولش إننا أهلاويين''، ضاحكا قالها الأول، رغم عدم تفويته لمباريات الأهلي، خاصة مباراة السوبر الأخيرة، أما ''صابر'' فلا يمانع أن يفوز الزمالك ببطولات قادمة على منافسه الدائم ''الزمالك بيكسب كل الفرق وبييجي عند الأهلي يخسر.. وبعدين الأهلي كسب قبل كدة كتير''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان