مصطفى الماصوني.. "الأرض اتشقت وبلعته"؟!
كتب- محمد مهدي:
استيقظ من النوم مرهقا، في 26 يونيو الماضي، داخل منزل أحد الأصدقاء بشارع القصر العيني، مضت لحظات ليُدرك أنه يتضور جوعا، استئذن زملائه وغادر المكان للبحث عن محل للمأكولات للحصول على وجبة شهية، غير أنه لم يعد، تأخر "مصطفى الماصوني" لساعات، دب القلق في قلب رفاقه، حاولوا الإتصال به ليجدوه "غير متاح"، كرروا الأمر دون فائدة، انطلقوا إلى أغلب الأماكن التي من الممكن أن يتردد عليها والإجابة "مش موجود"، قبل أن يتواصلوا مع أسرته الصغيرة لتمرير الخَبر المُر "الماصوني اختفى".
لأيام ظلت أسرته تبحث عنه في كل مكان، يسألون الأقارب والأصدقاء، زملائه السابقين في كلية الهندسة، داخل عمله، أقسام الشرطة، عدد لا بأس به من المستشفيات، المشرحة، شارع القصر العيني موضع اختفائه، لا شيء يطفو على السطح متعلق بالشاب العشريني، قبل أن يظهر خيط تمسكت به أسرتها وأحبائه، حيث تلقى زملائه في العمل إتصالا هاتفيا من أشخاص قالوا إنهم ينتمون إلى قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية للاستفسار عن بعض الأسئلة متعلقة بـ "الماصوني".
لم تنتظر الأسرة كثيرا، تحركت في كل الطرق الموصلة إلى وزارة الداخلية للتعرف على مكان "الماصوني" وأسباب احتجازه، في البداية تلقوا تعليمات-بحسب قولهم- بعدم التحدث في وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي عن الأمر حتى لا يتسبب ذلك في الإضرار بالمهندس الشاب، الخوف عليه جعلهم يصمتون في انتظار عودة الابن المختفي، مرت الأيام بطيئة ثقيلة مقبضة، لكنهم التزموا الصبر، خاصة بعد تلقيهم وعد بالإفراج عنه في العيد لكن لم يحدث شيء.
بعد 3 أشهر من تغيبه، لم تطق الأسرة الصمت، قررت أن تمنح لنفسها الفرصة في الصراخ والبوح، عل أحدهم يهتم بقلب أب يحترق كل يوم، وأم ترغب في استعادة ابنها والاطمئنان عليه، أعلنوا في سبتمبر اختفاء "الماصوني" وتفاصيل احتجازه- وفق روايتهم- من قِبل وزارة الداخلية، وحرروا محضر بالواقعة في 1 أكتوبر بقسم القطامية، ثم انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تدوينات من أصدقائه عن الواقعة، قبل أن يُدشنوا هاشتاج "ماصوني_فين" على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما اختفت وزارة الداخلية من المشهد ولم تُصدر أي تعليق عن الحادث.
رغم غياب الحديث عن واقعة الاختفاء من قِبل عدد من وسائل الإعلام، إلا أن الإعلامي "خيري رمضان" خرج في برنامجه "ممكن" في 30 سبتمبر، متسائلا عن دور وزارة الداخلية في الواقعة، مستنكرا عدم التحرك من أجل الكشف عن مكان "الماصوني"، بعدها بأيام انضم الإعلامي "محمود سعد" إلى قائمة الأصوات المطالبة بسرعة تحرك الأمن قائلًا "على فكرة لو مش إنتوا اللي وخدينه فهو برده مسئوليتكم، ده شغلكم"، لم يرد أحد من الدولة لبضعة أيام قبل أن تنفي "الداخلية" أنها قامت بإلقاء القبض عليه أو احتجازه في إحدى المنشآت التابعة لها، مؤكدة أن جهود ستبذل للكشف عن ملابسات الواقعة.
رغم نفي الداخلية، إلا أن أسرته تمسكت بأنه مُحتجز من قِبل الأمن الوطني، وما يؤكد ذلك الاتصال الذي تلاقاه محل عمل "الماصوني"، نقطة لم يتركها الأمن حيث صرح اللواء أبوبكر عبدالكريم، مساعد وزير الداخلية لشؤون العلاقات العام والإعلام، إن التحريات أشارت إلى أن سيدة انتحلت صفة مستشارة بنيابة أمن الدولة العليا هي من قام بإجراء المكالمة وليس للأمر علاقة بالداخلية، وبين الشواهد التي وصلت إليها أسرة الشاب المختفي ونفي الداخلية، دائرة مفرغة، تزداد فيها المخاوف، وتلتف فيها السيناريوهات السيئة حول العقول، حتى يعود الغائب.
فيديو قد يعجبك: