أحداث الدفاع الجوي.. مشاهد من محيط مشرحة زينهم

كتب ـ مصطفى الجريتلي:

هدوء يخيم على محيط المنطقة التي اتشحت بالسواد حدادا على من راحوا ضحايا اشتباكات الدفاع الجوي بين بعض من جمهور فريق الزمالك والأمن. تسير وبصرك يجول في الأنحاء فلا تجد إلا من يجلس يتابع الأحداث التي يدور بعض منها على بعد عدة أمتار منه حيث تتواجد مشرحة زينهم بحي السيدة زينب، فتجد صوت الإعلامي أحمد موسى يعلق على الأحداث خارجًا من أحد المقاهي التي اتخذها سكان المنطقة مسرحًا لمتابعة تطورات الأحداث..

أهالي يتجمعون حول شاب عشريني، "حسبي الله ونعم الوكيل.. إزاي ده حصل.. ليه كل ده.. ده بجد.." وصيحات تتعالى حيث يعرض عليهم فيديو قام بتصويره للأحداث من هناك خلال تواجده لمساندة فريقه في المباراة التي شهدت عودة جماهير الزمالك للمدرجات مرة أخرى.

يحل الصمت تتدافع الأرجل يرتفع صوت التلفاز بجوار المشرحة التي جلس عليها الصحفيون لعدم قدرة عدد كبير منهم على تصوير الأحداث وإذا تُذيع القناة أسماء القتلى في الأحداث وأعمارهم لتتعالى الحناجر بما كُتم بداخلها من أنين.

شاب يجلس وحيدًا بأخر شارع المشرحة يندب ويتمتم بكلام لا تدرك أذنك منه إلا بعض الكلمات التي تترحم على من قتل، تقترب منه لمحاولة تهدئته "مش حسيب حق محمد (أحد الضحايا) وربنا ماحسيبه أنا اللي قلتله تعالى نروح النهاردة"، يسرع زملائه في محاولة لاحتضانه وتهدئته.

"وسع طريق.. أرجع ورا.. بسرعة بسرعة.. " هكذا ينادي ذوو ضحايا الأحداث في وجه الشباب المتواجد بمحيط المشرحة حيث ينقلون جثث ذويهم عبر أكفان من المشرحة بوضعهم بسيارات خاصة.

"بلغوا الإخوان .. بلغوا السيسي .. بلغوا إي حد أبني مات.. مات مش هعرف أشوفه تاني"، تجري بين المتواجدين وتصيح بهم أبني مات أبني مات يحاول أهالي المنطقة تهدئتها، ومعهم زملاء أبنها ولكنها تأبي وتفضل الجلوس انتظارًا لجثة فلذة كبدها.

شاب يخرج أمام أحد السيارات الحاملة لأحد أكفان الضحايا ويده ملطخة بالدماء ويصرخ "عرفتوا ماتوا إزاي.. عرفتوا مين اللي قتلهم!".

الأحداث في سطور:
- الاشتباكات جرت أمام استاد الدفاع الجوي قبل واثناء مباراة الزمالك وانبي في الدوري العام بين مشجعين من رابطة وايت نايتس والأمن.

- المباراة تأخرت عن موعد بدئها نصف ساعة بسبب الاشتباكات وانتهت بالتعادل بهدف لكل فريق.

- قتل في الاشتباكات 20 شخصا وأصيب عشرات بحسب الاحصاءات الرسمية.

- وزارة الداخلية تقول إن "22 شرطيا أصيبوا، وتم ضبط 18 من مثيري الشغب".

- المتحدث باسم وزارة الصحة قال إن الجثث والإصابات خلت من أي أثار لطلقات خرطوش أو رصاص حي.

- الطب الشرعي يقول إن الوفيات جرت بسبب اختناقات.

- قرر مجلس الوزراء تأجيل الدوري العام لأجل غير مسمى عقب الأحداث.

- اتحاد كرة القدم قرر صرف 25 ألف جنيه لأسرة كل قتيل.

اقرأ أيضا

صباح ليلة "الدم".. رؤية الجثة ولا انتظارها

مشرحة زينهم.. حينما يكون ''الأبيض'' قميصا في الدنيا وكفنا للآخرة

أمام المشرحة.. أي رعب أكبر من هذا سوف يجيء؟

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا