بالصور: مشروع "المدمرون".. فنان كُردي يضع الرؤساء "أمام جرائمهم"

كتبت- دعاء الفولي:

في ظل الأحداث التي يذهب ضحيتها مدنيون، هناك من استخدموا أعمالهم الفنية للتعبير عن غضبهم، فالرؤساء والقادة على اختلاف جنسياتهم مُدانون، حتى أولئك الذين يتحدثون باسم الدين؛ هذا ما قرر أحمد نبز، الشاب الكُردي، أن يقوله بمشروع يضم مجموعة صور أسماها "المدمرون"، تضع القادة بجانب ما اقترفوه من تنكيل بأبناء شعبهم أو الشعوب الأخرى.

بصورة يجلس كلا من أوباما، الرئيس الأمريكي، وفلاديمير بوتين، رئيس روسيا، على مقعدين متجاورين، يبدو الأسى على وجهيهما، خلفيهما صورة لمباني قطاع غزة المدمرة عقب حرب 2014، وأخرى لتنظيم "داعش" بينما يرفع أعضاؤه السلاح على مجموعة من الرهائن، وصور لرؤساء على نفس الشاكلة؛ الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، يبدو مبتسما، وخلفه في الصورة أب يحتضن رضيع مقتول، والقذافي بملابسه المميزة، ملامحه شامخة فيما يعطي ظهره للانفجار الذي أغرق ليبيا.

"هذا المشروع عن أكثر الرجال عنفا في العالم"، قال "نبز"، الذي حاول أن يركز على المتورطين في قتل أكبر عدد من المدنيين في العهود السابقة والحالية "أردت أن أوضح للناس حقيقة تلك الشخصيات"، على حد تعبيره.

ما إن جاءت الفكرة لـ"نبز" ذو التاسعة والعشرين عاما، حتى بدأ بصور للرئيسين الأمريكي والروسي "هاتان الدولتان خلف كل الدمار في العالم من وجهة نظري"، كان المشروع في البداية يحوي بضعة صور، وأضاف له الشاب الكردي أخرى، حتى وصل عددها 25 صورة، ومع نشره على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انهالت المطالب على "نبز" لإضافة شخصيات مختلفة "البعض طلب مني إضافة صور السيسي وملك السعودية".

لم تغفل صور "نبز" بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وكذلك بشار الأسد. على الجانب الثاني من رؤساء الدول، هناك الحاكمين للجماعات الإسلامية، المتطرفة، كأسامة بن لادن الذي صاحبته صورة تفجير برجي التجارة بالولايات المتحدة، وكذلك أبو بكر البغدادي، قائد تنظيم "داعش" وروح الله الخميني قائد الثورة الإسلامية بإيران، إذ ظهرت خلفه صورة للمُعلقين على المشانق "هؤلاء ليسوا خارج دائرة القتل وإن اختلفت مناصبهم".

رغم أن معظم ردود الأفعال التي استقبلها "نبز" كانت تحتفي بالفكرة، غير أن البعض غضبوا "هناك من رفعوا عليّ دعوة قضائية بسبب صورة لكمال أتاتورك لدرجة أن إدارة الفيسبوك مسحتها فيما بعد كما مسحت صورة صنعتها لهتلر وأبو بكر البغدادي"، لم يستهلك الشاب الكُردي وقتا طويلا لإنجاز الصور؛ إذ احتاجت الواحدة أقل من الساعة للانتهاء منها.

يعيش "نبز" بمدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان بالعراق، حاصل على بكالريوس في الفنون "اعتمدت على البرامج العادية لتركيب الصور، ما أخذ مني جُهدا كان محتوى الصور التي تدين الرؤساء"، إذ تحتم عليه البحث عن صور تخدم عمله الفني، وأن تُعبر عن جرائم الطغاة التي يقوم عليها مشروعه.