إعلان

رحلة تعرية الديكتاتور.. كله بـ"الأدب"

01:26 م الأحد 15 مايو 2016

مدونة أدبية، تواجه البطش بالفن

كتب- شروق غُنيم ومحمد زكريا:
"مدونة أدبية، تواجه البطش بالفن، والقبح بالجمال، تضم قصصًا قصيرة وقصيرة جدًا، نصوصًا مفتوحة، حوارات مسرحية متخيلة، ترجمات عن نفس الفكرة، بهدف خلق فضاء بديل" هكذا عُرف مشروع كتابة "سرديات عن الديكتاتور" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، والذي أطلقه الروائي والمترجم أحمد عبد اللطيف، لتلقي نصوص على هيئة سرديات عن قصة "ديكتاتور"، بمشاركة عدد من الكتاب والمبدعين، باشتراط أن تكون الأعمال ذات جودة فنية عالية حتى لا يتحول الأمر لمنشور سياسي.

نبتت الفكرة في عقل "عبداللطيف" دون وجود اشتراط بينها وبين حدث بعينه لأنها "بنت الواقع" -حسب قوله-، ووفق الصفحة الخاصة بالمشروع، فإن "هذه المدونة من أجل الديكتاتور، تهدف لتصويره وتعريته وكشف ضعفه وتناقضاته ورؤيته الملتبسة. تهدف لكشف من يعيشون حوله ليصنعوا منه إلهًا أعظم. لكنها أيضًا مدونة عن خطاياه، عن ضحاياه، عن معارضيه"، رحلة تخوضها المُدونة "من الممكن تحويل التدوينات إلى كتاب مطبوع، إلا أن تظهر روايات هامة تناقش صورة الديكتاتور" يتمنى الروائي.

كانت دعوة الكاتب ألبارو موتيس لكُتّاب أمريكا اللاتينية بكتابة روايات عن الديكتاتورية، مُلهمة لـ"عبد اللطيف" لإحياء الفكرة، الذي يقول إن سلسلة الاعتقالات غير المفهومة، والحكم بالسجن على كتاب وإعلاميين مثل أحمد ناجي وإسلام البحيري، والتنازل عن جزيرتين دون الرجوع للشعب، والتعدي على نقابة الصحفيين، -وفق قوله لـ"مصراوي"، كانت مؤشرات مُقلقة دعت "عبد اللطيف" للبدء في تنفيذ الفكرة، فأقترح زميله الروائي أحمد الفخراني أن تكون البداية من خلال قصص قصيرة تٌنشر على مدونة وصفحة على "فيس بوك"، فكونّا هيئة تحرير لتلقي النصوص وقراءتها ونشرها.

يرى "عبد اللطيف" أن المشروع عملًا إبداعيًا هدفه خلق فضاء بديل، وهو ما كان عاملًا للجذب لمشاركة عدد من الكُتّاب والمثقفين، بل رحب بالفكرة من هم خارج هذه الدائرة الضيقة، يقول "عبد اللطيف". ويعتقد أن الأدب يستطيع أن يكون وثيقة يعتمدها التاريخ "الأدب مشغول بالإنسان وضعفه وانكساره وهزائمه، ومن خلال ذلك يقرأ الفترات التي يعيشها الكاتب. المؤلف لم يمت كما قال رولان بارت، لذلك فالأدب عظيم".

"هل تساءلت يومًا عن خلو الأدب العربي الحديث من شخصية الديكتاتور"، كانت رسالة الشاعر محمود درويش للشاعر سميح القاسم، وهي إحدى التدوينات التي شارك بها أحد أعضاء الصفحة، وهو ما أتفق عليه "عبد اللطيف" بقوله "نحن شعوب بائسة تخرج من ديكتاتور لتقع في آخر، ورغم ذلك لم يتناول الأدب الحديث الديكتاتور إلا في قليل من الأعمال، ربما لأننا اعتدناه فصار بالنسبة لنا هو الأمر الطبيعي والمألوف".

" لو قمت بأي دراسة عن حال حرية الصحافة والتعبير في مصر خلال 50 عامًا لن يفاجئك أن الفترة الحالية هي أسوأ فترات الحريات" يقول الروائي الشاب. وقت شارك مدون أخر في مشروع "سرديات عن الديكتاتور" بكلمات الصحفي والمفكر الإسباني "خوان جويتيسولو" عن أيام الجنرال العسكري "فرانسيكو فرانكو" الذي قام بانقلاب عسكري في عام 1936 ضد حكم الجبهة الشعبية التي كانت إسبانيا تحت حكمه: "كانت الصحافة الإسبانية والراديو أداتي دعاية بسيطة. جلسات رئيس الدولة وسفرياته لافتتاح أماكن ومراكز مدرسية كانت تحتل صفحات كاملة. لم تكن هناك أصوات ناقدة في الحقل السياسي ولا الاجتماعي ولا الثقافي. مجرد عروض لمباريات كرة قدم ومصارعة ثيران فحسب".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان