لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو: دماء على الهواء.. إعلاميون مصريون تخلوا عن "الآدمية"

12:40 م الأربعاء 18 مايو 2016

أحمد آدم وتوفيق عكاشة وريهام سعيد ويوسف الحسيني وم

كتب- يسرا سلامة ومحمد زكريا:

على مدار خمس سنوات، شهدت سوريا حروب عدة، مدن بالكامل دمرت وقتل الآلاف، هو ما جعل النزوح بعيدا عن الأرض الخيار الوحيد لمواجهة الموت، غير أن للسياسة حساباتها، والإعلام هو أحد أدواتها، هو ما برهنت عليه أبواق إعلامية لم يمنعها معاناة السوريين من قتل ونزوح من الانتصار للسياسة على حساب الإنسانية، حركتهم الأهواء فقرروا الوقوف دفاعا عن طرف مقابل أخر، فيما يستمر عداد الموتى دون توقف، يظل الإعلام فى غياهب السياسة، ويبقى الشعب السورى المتضرر الوحيد.

في خضم الأزمة التي تشهدها مدينة حلب إثر ضربة في نهاية أبريل الماضي، قدم الممثل أحمد ادم فى برنامجه "بنى أدم شو" فقرة تحت عنوان "شغل مخك"، تتهم بشكل علنى "فبركة" الهجوم على حلب، واتجاه بعض الحلبيين للمكياج الأبيض والبودرة للحصول على مظهر للتعاطف، وأكد الممثل -ما ارتأه واضحا- أن قوات بشار الأسد لم تهاجم المدينة، وإن الفيديوهات مختلقة.

ما بدا في بضع دقائق على شاشة قناة الحياة في الرابع من مايو الماضي، كان مثارا للانتقاد من عدد من نشطاء مصريين وسوريين، ينتقدون ما صمتت عنه إدارة القناة عدة أيام قبل صدور بيان يوضح أن الحلقة لم تهدف الإساءة من السوريين، غير أن الضغط عبر مواقع التواصل الإجتماعي لم يدفع "آدم" نفسه بالتراجع الكامل عن موقفه، لكنه أكد إنه لا يزال يرى إن هناك فيديوهات مفبركة، فيما ظهر التراجع في هجوم على قناة الجزيرة وقنوات إخوانية، قائلا "اللي بيضرب هو المعارضة السورية وبيلزقوها في الجيش السوري، أنا بقول إنها متفبركة، فيه تدليس متعمد في الموضوع".

ما قدمه آدم دفع ناشط مصري لم يذكر اسمه، توجيه رسالة بالفيديو إلى المواطنيين السوريين، قائلا "إحنا أسفين.. أحمد آدم لا يمثلنا.. اللي بيحصل في سوريا قلوبنا كلها معاه"، بجانب مطالبات بمقاطعة القناة التي سمحت بخروج آدم – في الحلقة وحلقة التأكيد على موقفه.

ومن أبناء المهنة، وجه الإعلامي محمد الدسوقي رشدي عبر برنامج قصر الكلام النقد لأحمد آدم، قائلا "إن هناك فرق بين الخطأ والذبح للكرامة والإنسانية الذي يحدث مع سبق الإصرار والترصد"، مضيفا أنه لا أزمة في الاختلاف من موقف سوريا، لكن الانتصار للفكرة السياسية على حساب الدم والتشكيك في مأساة أهالي حلب لا يجوز، قائلا "جالك قلب إزاي تعمل كدة؟".

"أحمد آدم" ليس وحيدا، فالاجتراء على حرمة الدم، وتصنيف الازمة السورية بحسب الهوى السياسي كان سلوكا لعدد من الإعلامين المصريين، منهم من تراجع واعتذر عقب ضغوط، ومنهم من تمادى في موقفه، فيما يستمر عداد الموتى في سوريا دون توقف.

يوسف الحسيني.. "اعمل دكر في بلدك"

"لو أنت شايف أنك ممكن ترجع مرسي أو تنصروا الإخوان.. أمال خدت ديلك في سنانك وهربت من سوريا ليه؟، لو أنت دكر أرجع بلدك وحل مشكلتك هناك".. كلمات تفوه بها الإعلامي يوسف الحسيني تجاه اللاجئيين السوريين في مصر في 10 يوليو 2013، إبان حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، منتقدا اللاجئيين السوريين في مصر، "خطاب الكراهية" الذي قدمه يوسف الحسيني بحسب منتقدين له جعله يقدم الاعتذار في الحلقة التالية.

اعتذار الإعلامي بقناة أون تي في كان مصحوبا بتأكيده إنه لا يلتفت للانتقادات، وإنه ذكر في انتقاده بعض السوريين اللذين يقفون بجانب مؤيدين الإخوان المسلمين وحكم مرسي، وإنه لم يعمم الحكم على كل السوريين.

محمد الغيطي.. "لاجئات النكاح"

"نكاح المجاهدة فى رابعة العدوية"، كانت التهمة التى ألصقت باللاجئات السوريات بمصر، فى العام 2013، فى حلقة من برنامج صح النوم على قناة التحرير لمقدمه محمد الغيطى، بقوله "السوريات بيعرضوا نفسهم على الرجال المعتصمين الى تبع الاخوان ومن ولاهم، يجوزوهم ببلاش كده من اجل جهاد المناكحة ويبقى المهر تمرة ربع جنيه اى حاجة".

وقدمت قناة التحرير اعتذارا عن كلام "الغيطى" بعد أن تعرضت لانتقادات واسعة. فيما أرجع مقدم البرنامج ما تعرض له من هجوم إبان تصريحاته، عبر مكالمة هاتفية مع الإعلامى جابر القرموطى على قناة أون تى فى، إلى تشويه متعمد لشخصه وبرنامجه من "ميليشيات الإخوان" وفق قوله.

توفيق عكاشة.. "هندمر بيوتكم"

وفى منتصف يوليو من العام 2013، عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى، وجه الإعلامى توفيق عكاشة رسالة تهديد إلى اللاجئيين السوريين الموجودين فى مصر، بالملاحقة والقتل وحرق منازلهم، إذا لم يتوقفوا عن دعمهم لجماعة الإخوان المسلمين، على حد زعمه. مؤكدا إنتهائه من عملية حصر أماكن جميع اللاجئين السوريين في مصر، قائلا "رسالة تحذير في 28 ساعة إلى السوريين، كل العناويين الشعب المصري جبها، إذا قعدتوا مع الإخوان الشعب هيدمر بيوتكم".

أحمد موسى.. "متآمرين"

ورغم ما تشهده الأراضى السورية من حروب، على مدار خمس سنوات، عانى خلالها الشعب السورى خطر النزوح بحثا عن ملاذ امن، إلا أن ذلك لم يمنع الإعلامى أحمد موسى مقدم برنامج "على مسؤليتى"، أثناء زيارته إلى ألمانيا بصحبة الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى مايو عام 2015، من إلصاق تهم التأمر على مصر بالسوريين، بقوله "الإخوان اعتمدوا على الأتراك المقيمين هنا فى ألمانيا بالإضافة إلى شراء بعض الأشخاص من السوريين والعراقيين مقابل 100 يورو فى اليوم الواحد للتظاهر ضد الرئيس".

نماذج إيجابية

لم يخلُ الإعلام المصري من نماذج إيجابية تهدف إلى إبراز الوضع المأسوي السوري، مثل الإعلامي يسري فودة الذي قدم اعتذار باسم كل مصري تجاه الانتهاكات الإعلامية للاجئين السوريين، قائلا في حلقة بنوفمبر 2013، "طيب الله أوقاتكم حتى يتبين لنا كم هو من السهل أن يفقد الإنسان إنسانيته باسم السياسة، الولائات، الدين، المصلحة.. طيب الله أوقاتكم حتى يتبين لنا أخى المصرى وأختى المصرية صديقنا من العدو حتى فى لحظة معقدة كهذه.. هذه قبلة على جبين كل سوري وعلى جبين كل سورية لا ذنب لها ولا ذنب له واعتذار من القلب باسم كل مصري إنسان". 

وقبل أيام، خلال إحدى حلقات برنامج "مفيش مشكلة خالص" ، قدم الممثل محمد صبحي كلمة شكر لكل شاب سوري يعمل على أرض مصر، قائلا "الشاب السورى بيشتغل أى حاجة وعلم الشباب المصري قيمة العمل".

عثمان: أين دور غرفة صناعة الإعلام؟

ومن الجانب الإعلامي، ترى أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة سهير عثمان أن معالجة وسائل الإعلام المصرية لقضايا السوريين هى انعكاس لوجهة نظر النظام المصرى فى مساندة بشار الأسد، غير أن تلك المعالجة بعضها يكون حيادى تجنبا للتعرض للانتقادات وبعضها مسف ومقزز كما فى حالة الممثل أحمد أدم، إلا أن جميعها يفتقد للمعالجة الإيجابية.

وتعتقد "عثمان" أن المعالجة الإعلامية لقضايا السوريين تحمل تناقض كبير، ويكون لها أثر شديد السلب، خاصة أن مصر تحتضن بعض السوريين، ولا يمكن اعتبارهم لاجئيين بل مقيميين لهم وظائفهم وأعمالهم، وبالتالى التجاوز فى حقهم قد يؤدى إلى تجاوز غير مقبول كرد فعل. فيما ترى أن الاعتذار عن تلك التجاوزات لا يخفف من أثارها السلبية، بقولها "الكلام والبذائة بتطلع مرة واحدة وبتعبر عن الى جواك تعتذر يبقى انت بتجمل الصورة لكن الصورة بقيت بايظة".

وتعتقد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن المعالجات التليفزيونية تخلو من أى نماذج إيجابية، لكنها ترى أن "السوشيال ميديا" أكثر الوسائل الإعلامية تفاعلا.

وتفترض "عثمان" وجود "كود أخلاقي" ملزم للقنوات التلفزيونية، غير إنها تستشهد بواقعة إيقاف الإعلامى خيرى رمضان لمدة أسبوعين فى واقعة استضافة المدون تيمور السبكى، إشارة لدور غرفة صناعة الإعلام فى تصحيح التجاوزات، بقولها "غرفة صناعة الإعلام لو شايفة ان احمد أدم تجاوز يبقى المفروض إنها تحسبه وفقا للمعايير والقوانين".

مدير الطوارئ السورى فى مصر: تأثير الكذبة أكبر من نفيها

يرى مدير فريق الطوارئ السوري في مصر ياسر الحلاق إن تأثير تلك الفيديوهات التي تنتقد أبناء سوريا جاء بنتائج سلبية في فترات سابقة، حيث وصل في فترة عقب فض رابعة إلى نزوح قرابة 750 ألف سوري، ليصل عدد السوريين بمصر لربع مليون من أصل مليون لاجئ، مضيفا أن الموجة من الانتقادت للاجئين السوريين جعل من مصر "مكان ثاني للنزوح بعد سوريا".

ورغم حلقة قدمتها الإعلامية ريهام سعيد كانت في أحد مخيمات بيروت، قدمت فيها مساعدات للاجئين سوريين، إلا أن الحلاق يراها مثالا فجا كان يظهر الشعب السوري على إنه مجموعة من الفقراء والمحتاجين، بجانب حديث الإعلامية خلال توزيع الاحتياجات عن أن الشعب السوري "مشرد ومحتاج نتاج موقفه من الثورة".

واستقبل مدير فرقة الطوارئ عبر الصفحة الرسمية للفريق على فيسبوك كثير من ردود الأفعال التي تنتقد حلقة أحمد آدم، قائلا إن الحلقة أثرت سلبا على عدد محدود، وإن كثير من الشعب المصري يعلم جيدا حقيقة الشعب السوري، وحتى إن اختلفت مواقفه السياسية، فعدد قليل جدا يصدق هؤلاء الإعلاميين، وإن عدد من الإعلاميين لديه "هدف سياسي" وراء انتقاده الأزمة السورية، وليس التعامل بمحض مهنية وإنسانية.

ومن تلك الرسائل التي وصلت للصفحة رسالة شيخ سوري، تم تسجيل فيديو في مكان لأنقاض أحد المواقع في حلب، يوجه رسالة عاطفية إلى الشعب المصري، مستنجدا بتسميتهم "جنود سيناء"، قائلا إن الشعب السوري وقف بجانب مصر في كثير من المواقف مثل حرب أكتوبر 1973، ورغم هذا لا تحتاج سوريا الدعم من مصر لكن وقف السفهاء ممن يشكوكون في الجرح السوري.

وأكد ياسر في حديثه لـ"مصراوي" إنه على الرغم من اعتذار بعض القنوات فإن "تأثير الكذبة أكبر بكثير من تأثير نفي الكذبة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان