"الصحة العالمية": العالم على أبواب عودة الأمراض القاتلة
جنيف - أ ش أ
قالت مارجريت شان، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن العالم أوشك على عصر ما بعد المضادات الحيوية، والأمراض المعدية الشائعة ستعود لتقتل مرة أخرى، لافتة إلى التحديات التي تواجه الصحة العامة في مختلف مناطق العالم بسبب طبيعة تنقل الناس والبضائع؛ مما يجعل المخاطر غير مقتصرة على الوجود المحلي.
وأضافت في كلمتها، اليوم الاثنين، خلال اليوم الأول لأعمال جمعية الصحة العالمية، في دورتها الـ 69 السنوية في جنيف، أن تلوث الهواء أصبح خطرًا عابرًا للحدود، ويؤثر على الغلاف الجوي، ويُسهم في تغير المناخ، والجراثيم المقاومة للأدوية، وجراثيم أخرى أصبحت تتنقل من خلال سفر البشر والحيوانات والمواد الغذائية على مستوى دولي، فيما أصبحت ظاهرة تسويق الأطعمة غير الصحية والمشروبات وخصوصًا للأطفال ظاهرة عالمية.
وأوضحت شان، أن اندلاع مرض "الإيبولا" في ثلاث دول صغيرة أصاب العالم بالشلل، ووضع قيود السفر، وأن اندلاع فيروس "زيكا" بسرعة بمثابة تحذير أن المرض القديم الذي سكن لعقود قارتي إفريقيا وآسيا، يمكن أن يستيقظ فجأة.
وتطرقت شان، في كلمتها، إلى صعوبة الحفاظ على جودة المنتجات الصيدلانية، بسبب إجراءات التصنيع المعقدة وسلاسل التوريد التي تمتد عبر عدة شركات وعدة بلدان، كما الحال مع ضمان جودة الإمدادات الغذائية، محذرة من الظهور الجديد للحمى الصفراء، في إفريقيا هذا العام، وبالمناطق الحضرية بعواصم (أنجولا، والكونغو الديمقراطية)، واحتمالات الانتشار الدولي، مخاطبة مسؤولي الصحة -المشاركين في الاجتماع- بأن التعامل مع الأمراض المعدية، لا يجب أن يثق في الماضي عند التخطيط للمستقبل، لأنه سيكون دائمًا هناك مفاجآت من الميكروبات، بسبب التغييرات في حياة البشر على الكوكب.
وقالت شان، إن فيروس "زيكا"، فاجئ العالم على حين غرة مع عدم وجود لقاحات، وأن كل ما يمكن تقديمه هو نصيحة بتجنب لدغات البعوض وتأخير الحمل، وعدم السفر إلى المناطق التي يستمر فيها انتشار الفيروس.
وقالت شان، فيما وصفته بتحذير شديد اللهجة، من عودة تهديد الأمراض المستجدة، والأمراض المعدية التي تعود للظهور في وقت العالم فيه ليس مستعدًا لمواجهة الموقف، لافتة إلى أن منظمة الصحة العالمية هي المنظمة الشرعية العالمية لتنفيذ اللوائح الصحية الدولية، مطالبة بإجراء إصلاحات في عمل المنظمة في مجال إدارة الطوارئ لسد الثغرات، وبما يعزز وظائفها التقنية والمعيارية التقليدية والتشغيلية للاستجابة لتفشي الأمراض، وحالات الطوارئ الإنسانية.
ولفتت شان، إلى أن لجنة الرقابة والاستشارة المستقلة -التي أنشأتها في مارس- ضمت 8 أعضاء تراقب تطور وأداء البرنامج المعد لهذا الغرض، وستقوم اللجنة بتقديم استنتاجاتها من خلال المجلس التنفيذي لجمعية الصحة.
وعن الإنجازات الصحية، قالت شان، إنه في ظل التحديات التي تواجه العالم، هناك إنجازات على أعلى مستوى خلال السنوات الأخيرة، منها خفض عدد الأطفال الذين يموتون يوميًا بحوالي 19 ألف طفل، وانخفاض معدل وفيات الأمهات بنسبة تصل إلى 44 %، كما أن حوالى 85 % من حالات السل الآن يتم علاجها بنجاح، مشيرة إلى أن إفريقيا على وجه الخصوص عليها أن تحتفل بتراجع الوفيات الناجمة عن الملاريا، بما تصل نسبه إلى 60 %.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: