إعلان

صحفيون "بلا كارنيه".. حراس الكلمة يحفظون للصحافة هيبتها

01:35 م الجمعة 06 مايو 2016

نقابة الصحفيين

كتبت-رنا الجميعي:

تصوير: مصطفى الشيمي ونادر ونبيل وعلاء القصاص

حينما دعت نقابة الصحفيين أبناء المهنة إلى اليوم المشهود، احتجاجًا على اقتحام المبنى من قبل وزارة الداخلية، لبّى الصحفيون، وفي ذلك اليوم، أول من أمس الأربعاء، تجمّع الآلاف، تناثروا بين الأدوار الأولى للمبنى، على السُلّم الأمامي، وفي مقابل النقابة تفرّق الباقي، أما الحشد الأكبر فاحتوته القاعة الموجودة بالدور الأرضي، لحضور اجتماع النقابة بأعضائها، ممن يُعرفوا بالنقابيين، وآخرين تواجدوا خلال اليوم لم يأخذوا صكّ المهنة رسميًا، غير أنهم ظلوا على العهد حراس للكلمة، فكانت النقابة بيت يضم الجميع.

منذ أن وصل خبر اقتحام الداخلية لمبنى النقابة إلى "محمود الواقع"، صحفي بالمصري اليوم، سارع بالنزول إلى هناك، لم تعقه أي اعتبارات بباله، كونه صحفي لا يحمل "كارنيه" النقابة، رأى الواقع في الحادث أنه "صراع بقاء"، فالنقابة تعني بالنسبة له مهنة الصحافة كلها، وإذا ما تم التعدي عليها، فهو تعدي على سقف الحرية المخلخل بالأساس.

ينضم الواقع إلى زملائه، يوميًا، على سُلم النقابة، منذ الأزمة وحتى اجتماع الصحفيين، الأربعاء الماضي، فيما تعرّض ببداية الفعالية، إلى تعنت الأمن، فرفضوا دخوله لأنه ليس عضو، وأثناء المشادّة المستمرة بينهم والأمن، انسلت من بين الحواجز، رافضًا قرار عدم الدخول، لم يتوقع محمود ردود الفعل المبشرة حتى الآن، أعداد تتوافد على النقابة للمشاركة، بجانب صحف ومواقع توافق على القرارات المتخذة، بنشر صورة وزير الداخلية "نيجاتيف"، وعدم ذكر اسمه، قائلًا "كانت مفاجأة كبيرة".

1 (2)

واجه بعض الصحفيين مشكلات مباشرة مع النقابة، منهم من قام برفع قضية بسبب أزمة العضوية، من بين هؤلاء "محمد كساب"، صحفي بالمصري اليوم، منذ ثلاثة أعوام ويعمل الشاب بالمؤسسة، غير أن بنود لائحة النقابة طاردته لسوء حظه، فقام برفع قضية في فبراير الماضي، وبالتزامن مع القضية المستمرة شارك الصحفي في الاحتجاج ضد ما حدث.

"لازم نبقى ايد واحدة".. هذا ما فكّر فيه كساب حينما عرف بالأزمة الحالية، لم يضع اعتبارات أن له خصومة مباشرة مع النقابة، وضعها جانبًا وشارك بالاحتشاد جنبًا إلى جنب، ورغم أنه تعرّض لما واجه له الجميع أمام الحواجز، يحكي كساب أنه تعامل مع أفراد أمن بزيّ مدني عند المداخل، فيما صادف وجود زملاء رفضوا دخولهم، حينما وصلت إليه قرارات الاجتماع المنعقد "القرارات دي منحتني قوة إني أزعق، لأول مرة أحس إن لينا ضهر"، وزحزح كساب من يقف أمامه، ويكمل "القرارات عملت ارتباك للأمن".

2 (2)

يعتبر كساب أن الوضع الحالي للصحافة بائس، وسقف الحرية "واقع فوق دماغنا"، لذا كان لابد من المُشاركة، يؤمن الصحفي تمامًا أنه لا ذنب للقارئ في تلك الأزمات، ومن واجبه توفير خدمة جيدة، ولأنه المسئول عن موقع "شارك" التابع للمصري اليوم فعليه "طول الوقت لازم أحدث الموقع"، لذا لم يستطع سوى النزول يوم أمس الذي يصفه بـ"ذروة الحدث".

خبرة كساب بالعمل الصحفي، التي تمتد لستة أعوام، جعلته يرى أنه رغم المشكلات الموجودة، والأزمات بين الصحفيين وبعضهم، غير أنه حالما يوجد خطر يمس المهنة "كل الناس بتتجمع"، بين الحشود التي اجتمعت أمس، لاحظ الصحفي أجيال شابة بالمهنة لم يرهم من قبل، وهذا دليل على شبكة الصحافة التي تكبر مع الوقت، مدللًا أن هؤلاء الشباب في حالة كانوا مسجلين بالنقابة، لصار الوضع أفضل "مهما روحنا وجينا النقابة قايمة بينا".

3 (2)

رغم أن آيات سليمان، صحفية بموقع مصر العربية، خالجها إحساس قوي في بداية عملها، بالرغبة في عضوية النقابة، لكن ذلك الشعور تكسّر مع الوقت، مع عملها بعدد من المواقع والصحف، حتى وصلت للحظة ما في عمر الجريدة تؤجل فيها دخول صحفييها لدفعات أخرى، هُنا ضعفت تلك الرغبة عندها، حتى انتفت لديها، لكنه ظهر على السطح، أمس، تُقدم خطوة وتؤخر أخرى، حينما سألها فرد الأمن عن بطاقة النقابة "ومعرفتش أرد عليه"، هنا جال ببالها سؤال "ليه مبقاش معايا كارنيه".

قررت آيات المشاركة في اجتماع النقابة، فالقهر التي شعرت به مع معرفتها بخبر اقتحام النقابة، جعلها تنضم فورًا، كذلك فعلت هدير الحضري، صحفية بالشروق، ورغم ما تقابله من متاعب، غير أنها تقدس المهنة، "معرفش ازاي الموضوع وصل لاقتحام، النقابة مبنى له هيبته وحرمانيته".

"أكون أو لا أكون"

تمنّت هدير وجودها بالنقابة ما إن سمعت بالحادث، منعتها إجازتها التي تقضيها في سكنها بمدينة طنطا، قبل اجتماع الصحفيين بيومين حضرت هدير، وهي صحفية تغطي أخبار النقابة بالأساس، أعدّت الشابة عدتها للتغطية وسط عرقلة الأمن "طلبت من الجرنان يطلعلي كارنيه حديث بصورتي وتوقيع رئيس التحرير"، وهو ما وفّر لهدير الحماية المناسبة، ومع تعاملها المستمر في مواجهة الأمن تولد لديها خبرة معقولة، رغم كونها غير نقابية "بكره أفضل أحط إيدي وأتحجج بالظلم يوقفني"، فهناك سُبل لمحاولات تقوم بها، وفي يوم الاجتماع حضرت باكرًا قبل تعنتهم "من عشرة ونص كنت هناك"، فلم تتعرض لأية مشكلة.

4

ثلاث ساعات حاول خلالها "أحمد الشامي"، صحفي حر، الدخول عبر الحواجز الأمنية، غير أن تلك المحاولات باءت بالفشل، بين مدخلي شارع رمسيس وشارع عبد الخالق ثروت، لم يتمكن من موافقة الأمن لدخوله "رغم إني طلعت كارنيه لشغلي"، بين مؤسسات عمل معها بالخارج وأخرى محلية لم تقنع أفراد الأمن، أراد الشامي المشاركة في موقف "فوق كل الصراعات" كما يصفه، غير أن العراقيل الأمنية لم تُمكنه من ذلك.

لا تتعلق أزمة النقابة بمجموعة صحفية بعينها، كما يرى الشامي، فالمشكلة الأساسية بالنسبة له، هي "من غير صحافة محدش هيعرف يتكلم، ولا يوصل حاجة"، وجاءت قرارات الصحفيين قوية، لكن الأهم في رأي الشامي هو تنفيذها "القرارات دي لو راحت في الهوا مش هتعمل حاجة بعدها".

"طول عمرنا قبل ما نكون نقابيين إحنا صحفيين".. هكذا يرى "خالد البلشي"، عضو مجلس النقابة، في مشاركتهم أمس، وتغطيتهم للحدث، واعتبر أن نجاح اليوم ارتهن بوجود حضور طاغي من الجمعية العمومية، وتواجد الصحفيين بكافة أشكالهم عامة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان