أقباط في رمضان.. تعليق زينة وتوزيع تمر وفطار مشترك
كتب- محمد زكريا:
يستعد المسلمون كل عام لاستقبال شهر رمضان، كما أن الشهر له طقوس اعتادها المسلمون منذ زمن بعيد، غير أن هناك أقباط يشكلون جزءًا من المجتمع المصري، يتعايشون مع طقوسه، ويتفاعلون مع حوادثه، كما يصطدمون بظواهره، هنا يحاول "مصراوي" التنقل بين عدد من الأقباط في محاولة للتعرف على "رمضانهم".
مواقف عدة تعلقت بذهن المحامي بولا عزيز يسترجعها مع حلول شهر رمضان كل عام. فقبل 10 سنوات جمعه أحدهم بأبيه "كنت نازل على السلم وماسك خيارة، والدي قابلني في وشي وقالي يا فاطر رمضان"، قبل أن يطلب منه التهامها بالكامل قبل خروجه للشارع.
وقبل سنوات عندما أصابه العطش الشديد في نهار أحد أيامه "لقيت مقلة لب، ففتحت إزازة حاجة ساقعة، وأديت صاحب المحل ضهري، وأنا بدفع كنت مهتم اوريلوا الصليب عشان ميضايقش". كما يتذكر موقف أخر جمعه بأصدقائه الأقباط وقت كان طالب بكلية الحقوق "أصحابي جابوا أكل ولبان وقلولي خد، فرفضت، سألوني انت صايم؟، قولتلهم أه، أتكهربوا، فقولتلهم أنا مش متعود أكل حاجة في رمضان برة البيت".
ووقت كان يملك بولا استوديو للتصوير جمعه أخر بصديق مسلم يملك "سوبر ماركت"، "كان الشغل في رمضان مريح فوقفت مكانه وقت الفطار عشان يطلع يفطر ويظبط حاله".
لا يفضل "بولا" تناول الطعام بشكل منفرد، الأمر لم يختلف كثيرا خلال شهر رمضان، "من يومين صديقي المحامي قالي أنا هطلب فطار عشان أفطر، لو عايز تأكل أنت أتفضل، قولتله لا أنا هفطر معاك وهنأكل سوا"، نفس الأمر تكرر في رمضان قبل عام أثناء أدائه الخدمة العسكرية، "كنت بأكل وبسحر معاهم في الجيش"، فيما كان يغضبه بشده أن يفوته الطعام في توقيتات الصيام، "ساعات كنت بتخانق معاهم عشان بيفطروا وأنا واقف خدمة بس كنت بعذرهم"، كما لم يفوت الشاب فرصة مشاركة زملائه المسلمين الاحتفال بأجواء الصيام داخل الوحدة العسكرية، "كنت بقطع البلح، وبعلق معاهم الزينة، ونشيل سجاد الجامع، محبة لأصدقائي".
كذلك شاركت مادونا عوض قبل أيام في إعداد مائدة رمضانية لإفطار الصائمين أشرفت عليها كنيسة قصر الدوبارة بالقاهرة، غير أنها تتذكر أنها لم تكن المرة الأولى، "زمان وأنا في ثانوي كان المستر بيعمل مائدة إطعام في رمضان فكنت بشارك في إعدادها"، فيما كانت أطرف المواقف التي واجهتها المعلمة بإحدى مدارس القطاع الخاص في خامس أيام الشهر هذا العام، "كنت مروحة في ميكروباص، ففي واحد رمى عليا تمر، فأنا اديتوا للي جنبي وقولتله أنا مش صايمة أنا مسيحية، فسواق الميكروباص رد عليا وقالي تلاقي إلي بيوزع أصلا مسيحي".
يغيب الصيام عن نفس "مادونا" لكن لا تغيب أجوائه الرمضانية، "أنا بستنى رمضان جدا زي كل الناس وبحبه"، كما أنها تشارك أصدقائها المسلمين الإفطار فى أحد أيامه، "أنا وأصحابي المسلمين بنقعد مع بعض ونفطر مع بعض ونبقى مبسوطين"، وكذلك لا يتخلف أفراد عائلتها عن ممارسة الطقوس الرمضانية، "أحنا ساكنين في شارع كبير بنشاركه في تعليق الزينة، وقرايبنا بيوزعوا تمر في الشارع"، ولكنها ترى أن أجواء شهر رمضان تختلف عن باقي شهور السنة، "المعاملة ما بين الناس بتختلف جدا، بيبقى في محبة وصدق ما بين الناس أكثر، وأنا بحب ده"، كما يظل الياميش و"فانوس رمضان" أكثر ما يتعلق في ذهن الفتاة بشهر رمضان، "وأنا صغيرة كنت بجيب فانوس، لكن دلوقتى كبرت مبقتش أجيب".
نفس الأجواء عايشها أمجد أشرف قبل عامين أثناء أدائه الخدمة العسكرية، "كنت بجيب التعيين مع أصدقائي ونجهز العصائر والتمر ونفطر مع بعض وكانت أحلى أيام"، راحة نفسية تتملك "أمجد" مع حلول الشهر كل عام، "بحب جو رمضان و ساعة الفطار و ساعة السحور"، لكنه لا يزال يشتاق الأجواء الرمضانية التي عايشها وقت كان طفل، "ده كان أيام المدرسة"، فيما ينفي كون الدين حاجزا بينه وأصدقائه "محدش بيعرف إني مسيحي اصلا"، ويتذكر ضاحكا موقف تعرض له قبل أيام "كنت بتكلم أنا وصاحبي محمد عن البنات وبنضحك، فقولتله بس ياعم كفاية أحنا في رمضان اللهم إني صايم".
فيديو قد يعجبك: