كتاب جديد لـ"سلمى أنور" يحمل حكايات نساء الصعيد
كتبت – يسرا سلامة:
لأكثر من عام، تجولت سلمى أنور، الباحثة والكاتبة الصحفية، بين نساء الصعيد، لكي تسعى ابنة القاهرة للاستماع إلى حكاياتهن. كثير من البوح استمعت له سلمي، ليخرج في مجموعة قصص صحفية، قبل أن تتحول إلى كتاب "الصعيد في بوح نسائه"، توقعه أول السبت الماضي في مركز البلد الثقافي، وسط حضور عدد من المثقفين والكتاب.
"تحدي كبير عكفت عليه طوال عام".. هكذا وصفت سلمى تجربة كتاب "الصعيد في بوح نسائه"، وكذلك إقناعهن منذ البداية بالبوح بحرية عن تجاربهن، مضيفة "كنت بسوق عليهم وسايط للإقناع"، لتتمكن من الجلوس في حضرة قرابة الثلاثين سيدة، تختار منهن 25 قصة، تدور بين الثأر والربط والسحر وخلف الأولاد، وغيرها من المأثورات الصعيدية.
موافقة غير مكتوبة بين الكاتبة الشابة ونساء الصعيد، بأن تحكي السيدات لها، مقابل أيضا أن تحكي سلمى ذاتها عن تجربتها "أنا كمان كنت بنت قاهرية بالنسبة لهم مثيرة للفضول"، خلق هذا حالة من "الشغف المتبادل"، لترصد سلمى عدة قصص، كما تقول تفوق دراميتها ما نسمعه عن حكايات الصعيد.
كانت سلمى ترسم صورًا للمشكلات التي سوف تلقاها بسيدات الصعيد، العنف الأسري أو تعدد الزوجات، لتفاجأ بقصص عن عالم السحر والربط، وأخرى عن الخصوبة والخلفة في الصعيد، وقصص عن جرائم الشرف، لسيدة تركها زوجها لأنها أنجبت فتاة فحسب. وبين الألم والدهشة، كان قلم سلمى يروي حكايات الصعيد، تذكر "النساء كانوا أشبه بيأجوج ومأجوج.. سور كبير وراه حكايات تفوق الخيال".
وينقسم الكتاب الصادر عن دار "بتانة"، إلى جزئين، الأول: "حكايات النساء في مجالس النساء"، وفيه "حكايات نسائية خالصة لن يسمعها القارئ إلا داخل المجالس النسائية المغلقة جدًا"، والجزء الثاني "حكايات الصعيد التي لا يملكها أحد"، وهي حكايات مفتوحة ومتاحة ومن أكثر من مصدر عن العفاريت، والخرافات، وحكايات اللقايا، والمشايخ، والموت وطقوسه، والزواج وطقوسه، والأهازيج الشعبية المتواترة، والموروث عن لغة الطير والطب التقليدي.
تستعد الكاتبة لندوة في فبراير القادم بمعرض الكتاب عن تجربتها، بالإضافة إلى ديوان شعري قريب مع الهيئة العامة للكتاب، بعنوان "سأعيد طروادة إلى أهلها ثم أحبك"، وكان قد صدر لسلمى كتابين من قبل، هما كتاب "الله.. الوطن.. أما نشوف" 2009، ورواية "نابروجادا" 2015 عن دار دوّن.
فيديو قد يعجبك: