من الحياة إلى فيسبوك.. رحلة "ماما لينة" مع التربية
كتبت-دعاء الفولي:
حين جاءت آسية إلى الدنيا تغيرت حياة لينة مُلحم. كانت الوالدة الأردنية تقرأ كثيرا عن التربية، غير أن الواقع حمل شيئا مختلفا؛ خليط من التجارب خاضته لينة خلال الفترة الماضية، لم تُرده أن يمر مرور الكرام؛ فأنشأت صفحة على موقع فيسبوك بعنوان "ماما لينة"، لتمد الآخرين بمعلومات عن التربية من خلال تجربتها الشخصية.
اهتمام لينة بقراءة كتب التربية بدأ مبكرا "يمكن من قبل حمل آسية، لكن عقب الحمل اكتشفت شغف شديد بكتب التربية وأساليبها"، خلال الحمل علمت الأم ذات السبعة وعشرين عاما أن عليها الاعتماد أكثر على نفسها "لأني مغتربة عايشة بألمانيا"، بدأت في البحث عن مصادر مختلفة أخرى "بين إنترنت ومحاضرات ودورات تدريبية عن قبل الولادة وأثناء الولادة وحتى بعد كيف بنتعامل مع الطفل" حسبما تقول لمصراوي.
كانت لينة تجمع أفكارها التي تستخلصها من القراءة لتكتبها على صفحتها الشخصية "كنت بلاقي ناس بيقولوا لي إعملي إشي بيجمع البوستات ويفيد الناس"، كانت تكتب بشكل غير منتظم، حتى غزلت في إحدى المرات موضوعا عن الحب بين الزوجين وكيف يؤثر على الطفل "اتفاجئت إنه اتنشر كتير جدا"، حينها قررت الأم بدء مشروع "ماما لينة".
عام ونصف هو عُمر آسية، اكتشفت خلالهم لينة أن ما تقرأه في الكتب يختلف عن الواقع؛ يتسم الأخير بالتخبط والتجارب غير المثالية، لكنها وضعت خطة مُحكمة لما تريد تقديمه عن التربية "قد يستغرق وقتها حوالي خمس سنوات".
في يوليو الماضي بدأت لينة مشروعها عبر فيسبوك، إحدى صديقاتها ساعدتها في تصميم شعار للصفحة، أخرى حدّثتها عن خبرتها في التسويق، بعد انطلاق "ماما لينة" أدركت الشابة الأردنية أن كثير من الناس يتعطشون للمعرفة عن التربية، إذ دائما ما تصلهم المعلومات بشكل جاف أو صعب "لهيك بحاول أبسط قدر المستطاع وبترك عنوان الكتاب لراغبي الاطلاع عليه".
لكن وصول لينة للمعلومات لم يكن سلسا، حيث اعتمدت بشكل أكبر على مراجع أجنبية، بعدما فوجئت أن الكتب العربية تُعاني من ضعف في المعلومات والمُحتوى، حتى المُترجمة منها لا تتمتع بلغة سهلة، كما اكتشفت أن المدونات العربية التي تتحدث عن التربية بمنظور شخصي شبه منعدمة، مقابل مئات منها في الغرب.
تفاصيل عدة ترويها لينة عبر صفحتها؛ تحكي عن شعورها بالمسئولية تجاه ابنتها منذ الشهور الأولى، تروي عما حدث معها في آخر دورة تربية حصلت عليها، تصف كيف كان يوم آسية في حديقة الحيوان وكيف حاولت الصغيرة مساعدة نفسها في ارتداء الحذاء، وتكتب خطابا على الصفحة لابنتها "بعلم إنه آسية عمرها أشهر ما راح تقرأه.. لكن بكتبه لحالي وبوجه نفسي".
لا تتوقف الأسئلة التي تأتي لصفحة الأم الأردنية عن كيفية حل بعض المشاكل "بس بحاول أكون صريحة، يعني إذا حدا بيبعتلي حاجة عن سن المراهقة بقوله أنا لسه ما صرت بهيك الخبرة"، فيما تبتهج لينة بردود الفعل التي تصفها بأنها "جيدة جدا جدا"، وأفضل ما فيها ليس مدح مُحتوى الصفحة بقدر طلب يتكرر من الأمهات، إذ يسألن إياها عن قائمة بالكتب التي تساعد في التربية.
تُعاني لينة مع التربية كأي أم، لا تستطيع حصر صعوباتها في نقطة واحدة "لكن من ضمن هيك الأشياء إني لازم عشان أعلم بنتي أكون قدوة حقيقية.. يعني ما بيصير أعلمها الصبر وأنا مش صبورة"، كما تُصبح مسئولية التربية أكبر في الغربة.
مازالت تجربة الأم في بدايتها، يكفيها شرف المحاولة "يعني نحنا بنضيع وقت كبير على السوشيال ميديا فخلينا نحاول نفيد الناس"، تسعى لينة خلال الفترة القادمة لإصدار فيلم قصير عن فوائد القراءة للأطفال، بمساعدة المُخرجة آلاء حمدان، فيما سيكون ذلك الفيلم هو الأول ضمن سلسلة مُصورة عن التربية.
فيديو قد يعجبك: