بعد 72 عامًا.. جامعة الدول العربية "منزوعة" التأثير (تقرير)
كتبت- شروق غنيم:
في الـ22 من مارس لعام 1945، أُنشأت جامعة الدول العربية، للّم شمل العرب وكي يكون قِبلتهم للزود عن مصالحهم، من سبع دول مُنضمة حينها، إلى 22 دولة عربية تحتضنهم الجامعة حاليًا. آمال كثيرة عُلّقت على دور ذاك الكيان، عززتها قرارات وُصِفت بـ"التاريخية" إلى أن بات تأثيرها ضعيفًا.
يُرجع السفير أمين شلبي، مدير المجلس المصري للشئون الخارجية، تدهور دور الجامعة إلى عدم وحدة مواقف الدول العربية نفسها تجاه قضايا العالم العربي، وهو عكس ما أُسست من أجله المنظمة في منتصف الأربعينيات، إذ هدفت حينها أن تكون مظلة للعمل العربي المُشترك.
وفي ميثاق جامعة الدول العربية حين إنشائها، نصّ على أن "يهدف إلى ما فيه خير البلاد العربية قاطبة، وصلاح أحوالها، وتأمين مستقبلها، وتحقيق أمانيها وآمالها"، وفي الثاني من إبريل عام 1946؛ قرر مجلس الجامعة إنشاء صندوق لمساعدة المبعدين والمصابين من العرب في خارج بلادهم بسبب ظروف الحرب، ورصد المجلس حينها للصندوق "مبلغًا لا يقل عن عشرين ألف جنيه"، على أن يترك للدول العربية أن تتبرع للصندوق بالمبالغ "التي ترى أن تجود بها لهذا العمل الإنساني".
ويقول شلبي، في تصريحات لمصرواي، إنه منذ 6 سنوات، شهد العالم العربي أزمات لم يمر بها من قبل، ووصلت إلى تفكك في البناء السياسي والاقتصادي لحوالي 3 دول عربية، ورغم ذلك لم يكن للدور العربي أي وجود، فيما يُقرر مصير تلك الدول القوى الأجنبية.
توالت مواقف الجامعة لمؤازرة الدول العربية في المِحن التي مرت بها حينها، وفي عام 1956؛ خرجت جامعة الدول العربية بقرار قيل عنه حينها في مقطع فيديو نشرته مكتبة الإسكندرية: "تجلت وحدة الأمة العربية في أروع مظاهرها، والتقت كلمة حكوماتها وشعوبها"، كان ذلك القرار هو تأييد مصر في موقفها من تأميم شركة قناة السويس.
يصف الكاتب الكبير جميل مطر، في مقالة بعنوان "جامعة دول عربية.. لمـــــن؟"، نُشر العام الماضي بجريدة الشروق، حال جامعة الدول العربية في الوقت الحالي، مُعددًا أسباب ما وصفه بأن "النظام الإقليمي العربي قد سقط"، ومنها "اختار مثلا تسلط حكام وأنظمة حكم بعينها على شعوبها لفترات تطول أو تقصر".
ويضيف شلبي، أن الجامعة كمنظمة لا نستطيع إلقاء اللوم عليها، إذ أن أي منظمة مرآة لواقع الدول الأعضاء، وكيفية التنسيق فيما بينهم، لكن يعتبر السفير أن في الوقت الحالي لا يوجد أي تعاون بين الدول العربية بل يسودهم خلافات.
مع كل حدث طارئ كانت تمر به دولة عربية، تعقد الجامعة قمة، كان من بينها التي عُقِدت بالخرطوم عام 1967، والتي عُرِفت باسم "قمة اللاءات الثلاث"، إذ تبنّت حينها شعار "لا صلح ولا مفاوضات ولا اعتراف بإسرائيل"، حينها اعتبرت تلك القمة أنها الأقوى في تاريخ جامعة الدول العربية.
ويشير شلبي إلى أن القضية الفلسطينية من ضمن القضايا التي تهم العالم العربي، إلا أنها لم يُحرز بها تقدمًا، وأضيف إليها حاليًا الأزمة السورية، والليبية، فيما يأمل بأن تشهد القمة العربية المرتقب عقدها الفترة المقبلة، أمل في رأب صدع تلك الخلافات وأن تُحيي الأمل بعالم عربي متماسك.
"ساد اجتماعاتهم شعور مشترك بعبء المسؤولية التاريخية التي تواجهها الشعوب العربية في هذه المرحلة الحاسمة والدقيقة من مراحل نضالنا"، يقول البيان الختامي لقمة الخرطوم ، قبل أن يُعلنوا أن "إزالة آثار العدوان من الأراضي العربية هي مسؤولية جميع الدول العربية وتحتم تعبئة الطاقات العربية، مع إيمانهم بأن هذه الطاقات كفيلة بإزالة آثار العدوان وبأن النكسة التي تعرضت لها الشعوب العربية يجب أن تكون حافزًا قويًا لوحدة الصف دعمًا للعمل العربي المشترك".
فيديو قد يعجبك: