إعلان

بالفيديو.. 9 خطوات في طريق صناعة "فيلم جامد"

10:08 م الثلاثاء 07 مارس 2017

محمود مهدي

كتبت– يسرا سلامة:

"لو بتشتغل اللي بتحبه يبقى أنت ما بتشتغلش ولا يوم، أنا لو ارتحت هخش سينما وأراجع أفلام" يقول "محمود مهدي" الناقد السينمائي المؤسس لمشروع "فيلم جامد"، التجربة الناشئة في نقد الأفلام من خلال الفيديو عبر الانترنت، بعد أن ترك ابن الثامنة والثلاثين مهنته في 2016 ويعمل بشكل جزئي ويتفرغ للمشروع، ومنه يصبح أول ناقد سينمائي عربي منضم للنقاد الإلكترونيين rotten tomatoes ، "مصراوي" أجرى حوار مع مهدي للتعرف على خطوات المشروع من البداية إلى استكمال الحلم، الذي بدأ ولا يزال من منزله.

1.البداية.. شغف السينما يبدأ بـ2 جنيه

البداية في صيف المراهقة لمهدي، تحديدا من نادي الفيديو، شاهد آل باتشينو، بروس ويلز، روبرت دينيرو وغيرهم، النادي يستأجر الشريط الواحد بجنيهين، الشريط يتداول بين رفقاءه، ومعه تنشأ المناقشات "أدركنا إن لينا رأي في السينما والأفلام"، وقتها لمع الشغف ليس بالمشاهدة فحسب، لكن للكتابة والنقد والتحليل، في محاولات للنشر الصحفي لم تنجح، ليؤسس خريج الحاسبات والمعلومات موقع إلكتروني باسم "فيلم جامد"، يتطور ليصبح مشروع لقناة عبر اليوتيوب، في مراجعات لا تتعدى العشر دقائق للفيلم الواحد، من السينما المصرية والأمريكية.

2."ده إنترنت يا بيه"

دق مهدي أبواب عدد من المواقع الإلكترونية والصحف لنشر مقالاته، لكن الإجابة تأتي أن المواقع تمتلك صحفيا أو ناقدا واحدا للكتابة عن الأفلام، يستفز ذلك مهدي "طب ليه واحد بس يكتب؟ طب أكتب عن الأفلام اللي الناقد بتاعك مش بيشوفها، ده إنترنت يا بيه، هتكلفك حبر زيادة مثلا لما تنشر مقالات ببلاش؟!"، قرر الشاب أن "يعبي الشريط بصوته" ويطلق موقعه، مستندا على دراسته وخبرة عمله في عالم الديجيتال، لكن مشاهدات المقالات لم تحقق أرقاما جيدة "المقال اللي بيجيب 200 قراءة يبقى كسر الدنيا"، ففكر في وسيط مختلف يناسب ما يقدمه من رؤية حول الأفلام.

3.أطرح نفسك للناس

الانتقال للفيديو لم يكن سلسلا في البداية، "صورت تقريبا 60 مراجعة لأفلام ما اتعرضتش"، تغلب مهدي بالتدريب على رهبة الكاميرا "فيه شجاعة خاصة للي بيطرح نفسه للناس، ممكن يتريق عليك أصحابك أو حد يسيئ ليك"، بدأت الرهبة تقل بأول فيديو ينشره "تهبيط الهبوط بالهبوط"، في أكتوبر 2013 عن الأفلام الهابطة بمراجعة لفيلم القشاش، صدى الحلقة جاء مرضيا، ليبحث مهدي عن مراجعات فيديوهات "شفت جيريمي جانز وكريس ستاكمن وعرفت إن مفيش حاجة اسمها مراجعة فيلم من غير سكريبت، لازم الأفكار تبقى واضحة ومكتوبة حتى لو مش هنلتزم بيها كلها"، لتبدأ سلسلة تطورات "فيلم جامد" لم تتوقف حتى الآن، ويقدم أول ريفيو لفيلم أجنبي عن فيلم جودزيللا.

4.خصص نفسك

"من شوية خبرة عرفت إن أسوأ حاجة إنك تشتغل من غير توثيق لنفسك وده بيعملك أزمة هوية".. يقول مهدي إنه لم يتخصص في مراجعة الأفلام بشكل عام، بل في الأفلام المصرية والأمريكية فقط، هذا التخصص منحه جمهور محدد، ما جعل "فيلم جامد" تبدو دعاية للأفلام في السوق "بعلن بشكل واضح إن القناة ليها هدف تجاري في المقام الأول، لإني بحب انتقد الأفلام الموجودة في السوق، وبستمتع بالسينما كفرجة". تلك الفلسفة جعلته لا يتوجه لأفلام ليست في دور العرض مثل الأوروبية "مش بتحقق نسبة مشاهدة.. أنا الآن في مرحلة انتشار وليس تأثير"، كما إنها دفعته لرفض المشاهدة عبر الإنترنت "الاستثناء الوحيد لسكان المحافظات، ومش بشجع على القرصنة".

5.وان مان كرو

من الخمسة أيام في الفيلم الواحد إلى الست ساعات فقط للمراجعة، هو الوقت الذي أحرزه التطوير في "فيلم جامد"، ومن اختيار الفيلم وحتى مرحلة متابعة التعليقات والردود عليها، يقيم مهدي على المشروع بالكامل وحده، استعان بالفعل بآخرين من أجل سرعة الإنتاج "ما سرعش وعليه بقيت أعمل كل حاجة لوحدي"، من ماله الخاص وقبل الدعم من شركة نيوسينشري للانتاج الفني، وجد أن العمل منفردا أفضل "الداعمون للمشروعات الناشئة في الخارج عارفين إن المبدعين الحقيقين بيشتغلوا لوحدهم لإن نسب الفشل أقل ولإنك مش هتبذل مجهود عشان تنسق مع نفسك"، تطور الأربع سنوات يلخصه مهدي "أنا مش أفضل مصور أو ناقد أو مونتاج، لكن أفضل مصور وناقد ومونتاج لفيلم جامد؛ لإن ده مشروعي وأنا جواه".

6.المنافسة

يوما بعدد يوم يزداد عدد المتابعين لـ"فيلم جامد"، لكن تجارب مماثلة تظهر في سوق الإنترنت مثل فينييت ومحمود إسماعيل وغيرهم، يرى إن المنافسة جيدة لإنها تحقق جاذبية الجمهور لهذا النمط من المراجعات، يضرب المثل "إحنا مش عمرو أديب ووائل الإبراشي بنعرض في نفس الوقت، ممكن المتابع للسينما يشوفنا كلنا"، يقطع "المشكلة إن فيه ناس بتشوف مواهب الإنترنت بيتخانقوا على أول عقد تلفزيوني، لكن ده مش حقيقي"، يفسر "التلفزيون مش هدف لإنه جمهور مختلف تماما، وياما ناس كانوا متدفين تحت الانترنت واتحرقوا لما نزلوا التلفزيون".

7.سوق متخصص

تفتح المنافسة سوقا أخرى عبر الإنترنت، يرى إنها طازجة لكنها تحتاج لتغير الثقافات لدى الشركات الداعمة، ورغم أن "فيلم جامد" لاقت دعما من شركة "جراد" لدعم المشروعات الناشئة عقب الإطلاق بستة أشهر، ثم التعاقد نيوسينشري، إلا أن الدعم "مكنش عوائد لكن مساهمة بتغطي تقريبا 10% من نفقاتي"، يفسر أن السوق المتخصص لا يتفهمه كثيرا من المعلنين، يضرب المثل "لو أنا محتاج أخاطب جمهور الكورة هروح يالا كورة ولا مصراوي؟ "فيلم جامد" معندوش قاعدة جماهيرية عملاقة لكن عنده "قاعدة سينمائية متماسكة".

8.الاستمرار والتعلم

قبل أن يترك مهدي وظيفته المماثلة لمدير عام شركة، واجه الكثير؛ ليس مخاطرة البداية فحسب، لكن "الاتهامات المهول بالهيافة" حسب ما يقول، السينما في نظره صناعة وسوق ومنتج وليس ترفيه فقط، يقول إن النجاح في الاستمرار بشكل كبير، وفي التطور الذي يتخذه ليس من تعليقات لجمهوره فحسب، ولكن من فنانيين تواصلوا معه، المخرج محمد دياب، أحمد الفيشاوي، عمرو يوسف، نبيل الحلفاوي، وحتى إطراء من الممثل الأمريكي "بيدرو بسكال" عبر تويتر، التعليقات منهم امتزجت بالنصائح الإخراجية، اشتبك الناقد مع تغطيات لمهرجاني في دبي وبرلين امتزجت بصعوبة عدم وجود مؤسسة كونه ليس صحفي ولكن يوتيوبر، لكن عقب وصوله للمهرجانين استطاع توسيع مداركه "المهرجانات بترجعنا للقواعد، وبنشوف الأفلام المنتجة بميزانيات قليلة".

 9.الحلم

مرة واحدة فقط يعطيها مهدي للفيلم قبل مراجعته، يعتبر ذلك جزءا من "المعيار العادل" بين الأفلام "لو شفت فيلم مرة تانية ممكن انحاز ليه"، يخاطب سوقه حتى في أوقات هدوء الصناعة "في رمضان يقدم مراجعات لمسلسلات رمضانية"، يختارها من خلال استطلاع للرأي عبر فيسبوك، يعتبر أن دخوله السينما ككاتب مشروع "مش على الخريطة الآن" لكنه وارد، يحلم بأن تترسخ التجربة أكثر من ذلك، وأن تستوعب المساحة الرقمية ككل التجارب المشابهة، وأن تكون هواية لأكبر عدد من الناس "لو في إيدي أساعد أي حد لإطلاق قناته الخاصة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان