لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"نورا" حاولت الانتحار مرتين.. هل تفكر في "الثالثة"!

06:24 م الأحد 10 سبتمبر 2017

صورة تعبيرية

كتبت – نانيس البيلي

حاولت الانتحار مرتين وفشلت، ومع جهودها المستمرة للنجاة، إلا أن هاجس الإقدام على قتل نفسها لا يزال يطاردها، وهو ما تحاول جاهدة الانتصار عليه، هذه "نورا" الفتاة العشرينية التي روت تجربتها، والدوافع التي جعلتها تحاول الانتحار مرة بالقفز من أعلى العقار ومرة بتناول شريط من الحبوب.

بدأت الطالبة في إحدى كليات الطب، التفكير في الانتحار، حسبما تقول، في مرحلة المراهقة لأسباب بدت لها آنذاك كافية لإنهاء حياتها مثل فراق حبيب أو الشعور بالفشل أو أنها غير مرغوب فيها من المحيطين.

"وقتها كانت خناقات جامدة مع أهلي، وشك في أخلاقي كتير، وبيحجروا كل حاجة عليا" تروي الشابة العشرينية بداية دخولها في مرحلة اكتئاب دفعها إلى محاولتي الانتحار، وتضيف أن تعرضها لصدمة عاطفية وشعورها بخذلان أصدقائها ساعدا على سوء حالتها النفسية "حسيت إن مفيش حد ألجأ له خالص، حتى أصحابي وقتها كانوا منفضلني، وكنت مفركشة.. الدنيا اسودت في وشي".

"شريط برشام"

ودون ترتيب مسبق، أقدمت الشابة العشرينية على محاولة الانتحار "جه على تفكيري من كتر القرف وقتها إنى انتحر فضربت شريط برشام كامل" مستغلة فرصة تواجدها بمفردها في حجرتها وانشغال أفراد أسرتها عنها معظم الوقت "أنا على طول لوحدي في الأوضة، مبنتجمعش إلا على الأكل"، تصمت "نورا" قليلاً وتتذكر كيف نجت حيث لم تكن درست بعد الجرعات الكافية من الدواء ليموت الإنسان " كنت في السنة الأولى بالكلية ومكنتش خدت لسه مادة فارما، ولا عرفت إن لازم عشان تموت تاخد عدد معين كبير من الأدوية في وقت قصير زي أدوية القلب مثلا، نجوت".

لما بصيت من فوق العمارة مقدرتش أنط!

بعد نجاتها من محاولة الانتحار الأولى، أقدمت "نورا" عقب فترة قليلة، على إلقاء نفسها من أعلى العقار الذي تسكن فيه، غير أنها تراجعت في اللحظات الأخيرة "لما بصيت من فوق العمارة معرفتش أنط، مش خوف من أى حاجة، بس فعلاً حسيت بشعور مفاجئ للتمسك بالحياة"، تلتقط أنفاسها وتقول إنها أخذت وقتها تنظر بشكل مختلف للشخص الذي أنهى حياته بالانتحار "ساعتها حسيت إن المنتحر ده شخص قوي فعلاً، ضحى بحاجة غالية عليه وهي حياته عشان يخلص من مشاكله".

"أمى" حاولت الانتحار كثيرًا

بالصدفة اكتشفت "نورا" أن والدتها هي الأخرى حاولت الإقدام على الانتحار عدة مرات؛ ، بعدما سألتها بعد فشلها في محاولتي الانتحار حول إذا ما كانت فكرت في الانتحار قبل ذلك "قاللتلى أه كتير بس كان مين هيربيكو لو كنت سيبتكو"، وتضيف أن والدتها مرت بظروف صعبة خلال فترات متقاربة من حياتها ربما كانت من أسباب تفكيرها في التخلص من حياتها منها طلاقها ووفاة والدتها وفصلها من العمل.

بعدما اطلعت "نورا" على تجارب أمها، ورغم صدمتها في البداية غير أنها اطمئنت بعض الشيء "حسيت إني مش لوحدي اللي بمر بالحالة دي"، بينما أحزنها اتهام أصدقائها لها بالجنون بعدما أخبرتهم بمحاولتها إنهاء حياتها، وما زاد الأمر سوءً هو الهجوم الذي تعرضت له من الشخص الذي كانت ترتبط به وعدم تقديره لحالتها النفسية "فضل يقلي أنا عمري ما أفكر أنتحر، ده انتي معقدة.. ساعتها حسيت إن فيه حاجة غلط".

أنا عايشة ليه؟

فترة طويلة من التفكير العميق والتأمل عاشتها "نورا" عقب محاولتي الانتحار، ، كانت أشبه بالصراع مع النفس: "كذا مرة فكرت أنا عايشة ليه، زمان كنت شايفة الحب هو أحلى حاجة فى الحياة، دلوقتي عرفت إنه مش المراد، وإن مفيش حاجة حلوة بتكمل، ولو ركزت في شغلي برضو هوصل لحته نجاح وهزهق.. مبقتش عارفة أنا عاوزة إيه من الدنيا، وفي نفس الوقت مش قادرة أموت".

وللنجاة من هذه الهواجس المتتالية، اتخذت "نورا" قراراً بملء يومها بأنشطة مفيدة.

العمل التطوعى أنقذني من الاكتئاب.. ورفعت شعار "المرأة العاملة لا تحزن"

"المرأة العاملة لا تحزن" هذا الشعار رفعته "نورا" للنجاة من الاكتئاب والتفكير في الانتحار، فبدأت تشارك في أعمال تطوعية، وعملت كمتدربة في مجال تخصصها، كما وضعت هدفًا لنفسها وهو الانتهاء من كليتها، بجانب اللجوء لممارسة الرياضة وقراءة الكتب.

بعض التخوفات ما زالت تراود "نورا" من تفكيرها في الانتحار مرة آخرى، على الرغم من تحديدها هدف تسعى لتحقيقه وهو أن تنجح في السنة النهائية بكليتها وتصبح طبيبة كبيرة "بسأل نفسي لو اتخرجت ونجحت هل مش هلاقى دافع للحياة تاني، وهيأس واكتئب تاني، ولا ساعتها هدور على هدف جديد و اشغل نفسي علطول".

فيديو طالب الأسنان المنتحر "خلاني أضعف"

كثيرًا ما يكون للأخبار التي تنشر عن الانتحار، تأثير سلبي على طالبة الطب، فتشير إلى أنها تأثرت بمشاهدتها للفيديو الذي سجله "شريف قمر" الطالب بكلية طب الأسنان قبل انتحاره، وتحدث فيه عن معاناته النفسية ومروره بحالة اكتئاب "حسيت إن الفيديو صحى حاجات كتير جوايا وده خلاني أضعف، أنا شايفة إن نشر الحاجات دي مش حلو أبداً لأنه بيخليني أفكر تاني وثالت في الحزن والانتحار"، مؤكدة أن نشر الفيديوهات وأخبار الانتحار يضر بالفئة التي تعاني من اكتئاب.

لم تلجأ الشابة العشرينية إلى طبيب نفسي على الرغم من عدم تخلصها نهائيًا من فكرة الانتحار، وتبرر ذلك بسببين أولهما ارتفاع سعر كشف الأطباء النفسيين "مجربتش دكتور نفسي لأن أجرتهم غالية" تقول ضاحكة.

"خناقات الأهل وصدمة عاطفية وخذلان الأصدقاء دفع طالبة الطب للتخلص من الحياة

وتضيف أن السبب الآخر هو تجربة لأحد أقاربها بعد ذهابه للعلاج نفسيًا وسخرية عائلته منه إلى حد وصفهم له بـ"بتاع العباسية" عند اختلافه معهم في الرأي "كانوا بيقولوا عليه مجنون من وراه، ومتدقوش على كلامه".

"لو السرية متوفرة وعندي مقدرة مالية" تقول "نورا" عن شروط ذهابها لطبيب نفسي لمساعدتها في التخلص من فكرة الانتحار، وتضيف أنها في تلك الحالة ستفضل الاستعانة بطبيبة لتتحدث معها براحة أكثر، وتشير إلى أنها حاولت في إحدى المرات بالتحدث مع صديقتها التي تدرس بقسم علم النفس بكلية الآداب غير أن ذلك لم يجدي نفعًا "محستش بتغيير"، وأنها كذلك حاولت لفترة الاستماع إلى فيديوهات مدربيي التنمية البشرية عبر "يوتيوب" لكن تأثيرها كان محدوداً.

نصائح "نورا" لمواجهة شبح الانتحار

عدم ترك النفس لوجود أوقات فراغ ومليء اليوم بممارسة أنشطة وهوايات مفيدة، نصائح تقدمها "نورا" من تجربتها لأي شخص سواء فكر في الانتحار أو لم يفكر "حتي لو الحاجة مش على باله، يشغل وقته على الآخر"، وأن يوسع دائرة معارفه ويكون اجتماعيًا "ميقضيش اليوم في البيت، مبقولش يخرج، ممكن ممعهوش ماديات، بس يشغل نفسه".

وتضيف أن الاستغراق في العمل يعتبر سلاح فعال فهو ينقذ الإنسان من 3 مشكلات وهي الملل "الذي يدخل الفرد في دائرة الاكتئاب" والرذيلة والفقر "يشتغل إن شاء الله شغلانتين" لكي لا يجد وقتًا للتفكير في الحزن والتخلص من حياته، تضحك وتقول "عمرك سمعتي عن واحد انتحر في شغله".

• ملاحظة: اسم "نورا" مستعار حيث رفضت طالبة الطالبة ذكر اسمها الحقيقى وفضلت الاستعانة باسم مستعار.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان