مع كل موجة ارتفاع أسعار.. رزق مجمعات استهلاكية على "الغلا"
كتبت- شروق غنيم:
داخل مجمع الفلكي الاستهلاكي لا يوجد رُكنًا للخضروات، إذ ينقسم إلى شقين للحوم وآخر لسلع غذائية أخرى، غير أنه "منين ما يحصل أزمة أسعار" يستقبل المكان صنوفًا مختلفة من الخضروات بأسعار مُخفضة، كما يقول هاني السباعي مدير المجمع لمصراوي.
وهذا ما حدث مع "الفلكي" قبل أسبوع، حينما طرأت أزمة ارتفاع أسعار الخضروات وطرحت وزارة التموين منتجات مخفضة في المجمعات الاستهلاكية. لكن يظل البيع خارج المكان، حيث تحضر سيارة مُحملة بالسلع في التاسعة من صباح كل يوم، وتغادر حين تنتهي الكمية التي بداخلها.
في الشارع المؤدي إلى المجمع الاستهلاكي، يترامى سوق شعبي، يعّج بالأقدام المترددة، تقف عند بائع تسأل على الأسعار ثم ما تلبث أن تذهب، وحين تُبصِر العربة وتعرف عن تخفيضها تتحمس للشراء "إحنا مش منافسين للسوق، لكن الناس بتلجأ لنا وقت الغلا عشان إحنا أرخص في السعر".
صباح اليوم كانت عربة مجمع الفلكي تمتلأ بقرابة 50 كيلو طماطم، 35 كيلو بطاطس وبصل، وتتراوح بين عشرة وخمس كيلو لليمون والفلفل، وتبلغ الأسعار بالنسبة لــ البطاطس 9 جنيهات وربع، الطماطم والجزر 8 جنيه، البصل 7 جنهيات ونصف، الفلفل 5 جنيهات، الباذنجان 4 جنيهات، الكوسة 7جنيهات ونصف، والليمون 6 جنيهات. يقول مدير مجمع الفلكي الاستهلاكي.
تأتي الأسعار في إطار مبادرة أطلقتها وزارة التموين على أن تشتري الأخيرة من المزارع مباشرة لتقليل حلقات تداول الخضار ما ينعكس على خفض أسعار السلع للمستهلك النهائي مع تشغيل عدد من مواقع منافذ مشروع جمعيتي في نشاط الخضار والفاكهة، بحسب بيان أطلقته أول أمس الثلاثاء.
وتشهد أسعار الخضروات موجة من الارتفاع منذ أكثر من شهر، وهو ما قاد التضخم الشهري خلال سبتمبر الماضي ليقفز إلى 2.6% مقارنة بشهر أغسطس الذي سجل 1.7%، وارتفعت أسعار الخضروات بنسبة 17.2% بسبب ارتفاع الطماطم بنسبة 35%، والبطاطس بنسبة 18%.
في مجمع القدس الاستهلاكي بمنقطة المهندسين كان الوضع مختلفًا بعض الشيء، إذ يبيع بشكل أساسي الخضروات، لكن عجلة الشراء تدور أكثر كلما وُجِدت أزمة ارتفاع أسعار السلع "طول ما الأسعار كويسة مبنشتغلش قوي، لكن الناس بتيجي أكتر لما الدنيا تغلى".
لمس فخري عبد العزيز ذلك خلال أربعين عامًا من عمله داخل المجمع، فيما تزايد ذلك حين اندلعت أزمة الأسعار التي طالت البطاطس في آخر اسبوعين. يقول الرجل الستيني إن الأسعار تكون مُخفضة بقدر جنيهان أو أقل، لكن ذلك أصبح مهمًا للمشترين "لو نص جنيه بيفرق معاه خصوصًا لو داخل يشتري كذا حاجة".
تأتي عربة محملة بما يطلبه فخري كل يوم إلى المجمع لكنها لا تحتوي كل أنواع الخضروات "اللي بيكون خلصان عندي بس هو اللي بطلبه يجيلي"، لذا لم يستقبل بطاطس هذا اليوم "عندي من إمبارح بس بيعت منها حبة حلوين، كان عندي حوالي 50 شبكة"، فيما أمسوا ثمانية فقط بحلول ظهر اليوم الخميس، وتضم الشبكة قرابة اثنين كيلو من البطاطس بسعر عشرين جنيهًا.
يوجد المجمع في مكان مميز يجعله "طول الوقت شغال وفي رِجل بتيجي" إذ لا يوجد أسواقًا قريبة منه "في بس السوبر ماركات الكبيرة ودي بتبيع الخضار بسعر عالي"، فيما يقدر الرجل الستيني حصول المكان كل يوم على حصيلة جيدة من الأموال بشكل نسبي "من 4 آلاف جنيه لفوق أو أقل، حسب عدد الزباين اللي بتيجي".
لكن حالة المجمع مختلفة كثيرًا عن الأسواق، يبدأ العمل بداخله في التاسعة صباحًا ويغلق أبوابه في التاسعة مساء، لا وجود لـ"الفِصال" أو التفاوض في الأسعار، ورقة مُثبتة على كل سلعة تُعلن عن سعرها "في زبون عارف ده وبيدخل يشتري على طول، لكن في واحد تاني ييجي يسأل وبعدين يلف على الخضرية اللي جمب المكان ياخد جولة على الأسعار عشان يشوف الأرخص، بس في الآخر بيرجع لي".
لم يعد عبد العزيز يشهد صفوفًا أمام المجمعات الاستهلاكية كما مضى "زمان كان الطوابير تبقى قدام المجمع هنا"، لكن ذلك تقلص بشكل كبير خلال الأربع سنوات الماضية كما يقول "واللي بيجي يشتري بياخد على القَد، زمان كان ممكن حد يدخل كذا شبكة ويشتري، دلوقتي الوضع مختلف".
فيديو قد يعجبك: