بالصور- 53 لاعبًا في سماء بحيرة قارون.. حكاية بطولة "الباراموتور" في مصر
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
كتبت-دعاء الفولي وشروق غنيم:
تصوير- محمود بكار:
على مدار سبعة أيام، أخذ 53 رياضيًا في الطيران فوق ضفاف بحيرة قارون بمحافظة الفيوم، يخوضون عشرة مسارات مختلفة، فيما تقبع جلسة التحكيم الأجنبية أمامهم تُقيّم أداء كل لاعب والمدة التي استغرقها، ضمن فعاليات بطولة العالم الثالثة لرياضة "الباراموتور"، والتي تنظمها شركة "سكاي سبورتس" المعنية بتنظيم أحداث رياضية متعلقة بالرياضات الجوية.
في فندق "بيوم" المُطل على البحيرة حيث يُنظم الحدث، انتظر لاعبو 19 دولة مشاركة بحماس الانطلاقة الثانية للمسابقة في مصر، في التاسع والعشرين من أكتوبر بدأ التنافس واستمر حتى الرابع من نوفمبر الماضي، بينما حضر اللواء عصام سعد إبراهيم محافظ الفيوم يوم افتتاح الفعالية.
العام الماضي نظمت "سكاي سبورتس" المسابقة نفسها، لكنها كانت مفتوحة لأي لاعب للمشاركة، فيما باتت محدودة هذا العام "المرة دي بطولة مستوى أول تابعة للاتحادات الدولية ولها شروط ومعايير كإنها كأس عالم". بينما يجب أن يوافق اتحاد كل لاعب على مشاركته، فيما يصبح الأول مسئولًا عن مصاريف السفر للاعب الخاص به كما يحكي تامر نسيم، نائب رئيس مجلس إدارة شركة سكاي سبورتس، وعضو لجنة تنظيم "الباراموتور".
يُعّد الباراموتور أصغر أنواع الطيران وأسهلها، كما يقول نسيم، ويتكوّن من مُحرك ومظلة، بينما اختاروا هذا العام الفيوم لإقامة البطولة "لانها المرة دي من نوع (السلالوم) وهي الحواجز، فلازم تتلعب فوق مسطح مائي، قولنا بحيرة قارون مناسبة،كمان الرياح هنا مناسبة للطيران"، فيما يفكر الفريق في إقامتها في السنوات المقبلة بالأقصر، مرسى علم أو طابا.
تجمّع أكثر من تسعين شخصًا مهتمًا بـ"الباراموتور"، ما بين مشاركين ومساعدين ومدربين وحُكام. يفخر نسيم بما استطاعوا إنجازه خلال هذه المسابقة "الرياضة دي قديمة، لكن في مصر لسة ملهاش صدى كبير، موجودة في الجيش بس وإحنا أول ناس نخليها مدنية"، لكنه يأمل أن تزداد انتشارًا خلال الفترة المُقبلة.
ارتكزت حواجز البطولة في بحيرة قارون "في بوابة طولها حوالي 170 سم لازم يعّدي من عليها اللاعب في الأول" وحين يمر يشرع الحكام في حساب الوقت الذي يستغرقه كل لاعب من أجل إنهاء المسار وتخطي الحواجز "اللي بيعمل ده في وقت أقصر بياخد سكور عالي، وبيفضل كدة لحد آخر يوم في المسابقة".
في سماء الفيوم كانت تُحلّق يارا شلبي، الفتاة الوحيدة المنضمة في المنتخب المصري المشارك بالمسابقة. قبل ستة أشهر مّسها الشغف إزاء لعبة "الباراموتور"، أعادت لها حلمها القديم "كان نفسي زمان أبقى مهندسة طيران، بس مجموعي في إعدادي مأهلنيش لده، فبعوض ده بأي لعبة فيها طيران".
تدّربت شلبي على أيادي مدربين شركة "سكاي سبورتنس"، بذلت كل ما بوسعها حتى تستطيع اللحاق بالمسابقة "يمكن أنا مش أسرع أداء، بس حسيت المشاركة هتفيدني أكتر من إني أتفرج". اعتادت الفتاة على الرياضة منذ صغرها "مفيش لعبة مجربتهاش"، لكن أسرتها رياضتي سباقات الرالي "لإني بحب الصحرا والسرعة" والباراموتور "فمركزة في الاتنين دول بشكل احترافي".
لا تخشى شلبي التحديات، تعرف أن في كل رياضة مكامن خطر "كل واحد عارف مستوى معين هو قادر عليه، لما بيقرر يتخطاه هنا بتبقى المجازفة، وده كان سبب الحوادث اللي حصلتلي، اتقلبت بالعربية أكتر من مرة لأني زودت عن المستوى بتاعي" دفعت ثمن ذلك بأن ظلت قعيدة لمدة تسعة أشهر "عملت كذا عملية وبعدين رجعت كويسة للعبة اللي بحبها".
كذلك تملّكت اللعبة من نفس الأسباني فيكتور رودريجيز، أمضى قرابة نصف عمره في تلك الرياضة وما إن يسمع عن بطولة حتى يجد نفسه مشاركًا. يحكي الشاب الثلاثيني أن ما يأسره في "الباراموتور" هو الشعور بالحرية، ينتشي سعادًة إذ يشعر كلمّا حلّق أنه كالطيور التي وشمها على يديه "بالإضافة إلى أن الأمر آمن، أنسى الخوف في السماء أثناء الطيران".
بين المشاركين كان محمد ياسين العراقي الوحيد المتواجد في البطولة، صدفة بحتة جمعته مع فريق سكاي سبورتس في مصر قبل سنوات، حين علقت أدوات الباراموتور الخاصة به في مطار القاهرة "تواصلت معهم عشان يساعدوني لكنهم كانو مشغولين، إجيت لمصر أصّفي الأمور بنفسي، قابلتهم ولقيتهم شباب طيب وبدأ التعاون بينا".
افتتح ياسين في العراق عام 2009 شركة تحمل أيضًا اسم "سكاي سبورتس" فيما بات لها فرعًا في البرازيل حيث يقيم حاليًا. أمسى التعاون بينه والفريق المصري أكبر "بقى عندهم فرع في بلدي وأنا كذلك، وإذا إجى لأي واحد فينا دعوة لمسابقة بيرسل للآخر، اشتغلنا على حب الله مثل ما بنقول في العراق".
بدأت حكاية ياسين مع الطيران منذ كان في العاشرة من عمره، تابع بحماس الصغار شقيقه الأكبر الذي كان يعمل طيارًا مدنيًا "كنت أجيب غلاف شرايط الكاسيت القديم وأعمله متل جناحات الطيارة"، وأينما ذهب شقيقه كان يرافقه "العراق وقت صدام كانت الطيارات عندنا زي الدخان، يصير بطولات داخل العراق أخويا ياخدني معه"، ظل ياسين مولعًا بالطيران، يتمنى أن يختبره، حتى حّل عام 2004 حيث بدأ الطيران حتى أمسى الآن مُدربًا.
اختبر صاحب الواحد والأربعين عامًا أنواعًا مختلفة من الطيران حتى أسره "البارموتور"، أدخل اللعبة إلى بلدته عام 2009 "وتطورت في شمال العراق عشان فيها جبال"، لا ينسى ياسين حين يدرب المبتدئين فينصحهم بتوخي الحذر "دايما احكي معهم إنه ما ينفع تتعامل مع المظلة بقساوة، لو مشيت بالعلم هتعدي بدون حوادث". يذكر حين تهاون أحد العراقيين خلال ممارسته للرياضة ووقع من فوق الجبل فأصيب بشلل نصفي "ساعدته بعدها يطير فوق العراق رغم إصابته وده لفت نظر معاون وزير الصحة وقرر معالجته على حسابه".
انتهت البطولة أمس، فيما اعتلى الفرنسي إلكسندار ماتيز المركز الأول، وحّل بعده الفرنسي نيكولاس أوبير في المركز الثاني، ونال البولندي باراتوز نويكي المركز الثالث.
يأمل نسيم أحد المنظمين للبطولة بأن تنال هذا النوع من المسابقات دعمًا من الجهات الحكومية أو حتى الخاصة "لأنها مكلفة جدًا في تجهيزاتها"، فيما يتطلع العام المقبل لمشاركة المصريين في البطولات الدولية "بنحاول نكثف التدريبات للي موجودين معانا في الشركة، اللعبة مش صعبة محتاجة بس اللاعب يتدرب على الطيران مدة طويلة وبعدها نقدر نفوز بمراكز إن شاء الله".
فيديو قد يعجبك: