"ياسمين السمرة".. حكاية فتاة أهدى رحيلها معرضاً للأطفال

كتب- محمد زكريا:

داخل نادي الصيد، انهمك الصغار في الرسم على الورق، نشاط صيفي، يُشجعهم على إخراج ما في جعبتهم من طاقات، لينتهي الأمر بعشرة أطفال مُعلقة صورهم في معرض خيري: "ياسمين السمرة"، نُظم بقاعة الحكمة في ساقية الصاوي بحي الزمالك، 17 عملًا كان عدد ما شارك به الأطفال، ليقف كل طفل أمام لوحاته التي رسمها فخورًا.

من خلال برنامج اسمه "الطلائع الصيفي"، نظم نادي الصيد المصري، عدة ورش لأنشطة مختلفة، يُشارك فيها الأطفال من أعضاء النادي. من أنشطة الورش كان الرسم على اللوح، شارك فيه حوالي 300 طفل، فيما اختارت لجنة الطفولة بالنادي 17 لوحة مرسومة، والتي كانت لعشرة أطفال، رأت اللجنة أنها خير ما يُمثل "الصيد" في معرض "ياسمين السمرة" الثانوي، حسبما تقول عبير سليم عضو لجنة الطفولة في نادي الصيد.

يُقام المعرض منذ 5 سنوات، وتنظمه مؤسسة خيرية تحمل الاسم نفسه، تديرها هناء السادات، والتي أسستها تخليدًا لسيرة ابنتها "هناء السمرة"، التي أحبت الرسم ومارسته، قبل أن تموت جراء الإصابة بمرض جلدي نادر، لتوجه الوالدة كل مجهوداتها في المساهمة بعلاج كل من يعاني آثار ذلك المرض، وتنظم معرض ثانوي يُشجع الرسم والتبرع باللوحات، تضيف عبير سليم.

يوم الجمعة، الثالث من نوفمبر الماضي، اُفتتح المعرض، الذي يستمر بساقية الصاوي حتى العاشر من نوفمبر. أمام لوحتين، خطتهما فيروز حسام بألوانها، وقفت صاحبة السبع سنوات في سعادة، بعد أن استقبلت إشادة على عملها، فخرًا ملأ الطفلة جراء ما صنعت، ومنحته للتبرع، كان هذا أيضًا شعور التسعة الآخرين.

منذ نعومة أظافرها، شد الرسم اهتمام فيروز، مارسته في البيت، في المدرسة، حتى أن أستاذتها تُناديها بالفنانة، لذا عندما سنحت فرصة الرسم بالصيد، انضمت الطفلة إلى النشاط، لتٌشارك برسوماتها في التبرع وإسعاد الآخرين، تقول بلهجة طفولية إن الرسم وعمل الخير يُشعرها بالفرحة.