على الإنترنت.. كيف تابع عشاق السينما في مصر حفل "الأوسكار"؟
كتب- محمد مهدي:
على مدار ساعات الليل، انشغل عدد من عشاق السينما بمصر بكيفية متابعة حفل توزيع جوائز الأوسكار عن طريق الإنترنت، كونه يُذاع بصورة حصرية على إحدى القنوات المُشفرة، وهو ما تسبب في خوض بعضهم مغامرات صغيرة من أجل مشاهدة الحدث السينمائي الهام في أفضل صورة.
مستشفى
داخل مستشفى كبير بشارع فيصل، بعد منتصف الليل، كان "أحمد عيد" المسؤول عن طاقم التمريض، قد شعر بهدوء في المكان الذي لا تتوقف حركته، يمر على الحالات ليطمئن أن الجميع بخير، فيما ينظر إلى ساعته للتأكد أن الوقت مايزال متاحًا لتحضير الأجواء المصاحبة لمشاهدة حفل الأوسكار "مقدرش أفوتها الصراحة حتى لو في مستشفى".
حرص عيد على وجود رصيد كافي لباقة الإنترنت "عشان أقدر أشوف الحفلة أونلاين"، استئذن أحد الأطباء في الحصول على حاسوبه الآلي، طلب من أحد الممرضين استدعائه في حالة حدوث طواريء "ودخلت مخزن الرعاية، هديت الإضاءة، وجنبي طبق مكرونة"، وضع السماعات على أذنيه وانغمس في مشاهدة الحفل عن طريق الإنترنت.
عند بدأ توزيع الجوائز، شعر عيد بضجة في المكان، ترك المخزن متجهًا إلى الخارج، وجد أحد الممرضين يُخبره بوصول حالات صحية طارئة "قفلت على طول، أديت اللاب للدكتور، وسبت اللي في إيدي وروحت للمرضى"، استغرق إسعافهم ورعايتهم ساعات الليل كاملة، يُشرف المسؤول عن طاقم التمريض عليهم في كل لحظة، فيما يلقي نظرة من آن لآخر على مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة الفائزين بالأوسكار.
شِلة الأوسكار
قبل أيام من حفل الأوسكار في كل عام، تتلقى "نهال مختار" عدد من الرسائل من عشاق السينما، لا يمكنهم تفويت المناسبة السينمائية الكبيرة "بنكلم بعض من السنة للسنة بس" يتأكدون من موعد الحفل، وكيفية التحايل على وسائل التشفير من أجل إمكانية متابعته مباشرة من خلال الإنترنت.
"بنتفق كمجموعة من 7 أو 8 أشخاص، إن أي شخص يجيله لينك للحفلة يبعته للتاني" قبل ساعات من الحفل اجتمعوا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" كلا في منزله، لكن يجمعهم "الشات"، وعند بدء توافد النجوم تبادلوا مواقع الإنترنت الناقلة للحدث "وفضل الموضوع تمام لحد ما بدأ حفل توزيع الجوايز كل اللينكات قفلت".
ارتباك مر عليهم للحظات، قبل أن يكملوا البحث عن مواقع أخرى تبث حفل توزيع الجوائز "وطبعًا عنينا على الفيسبوك ومواقع الأخبار عشان نعرف مين بيكسب"، شعرت مختار باليأس لكن أحدهم أرسل "اللينك" المنشود "بس قابلتنا مشكلة بنت لازينة، كان فيه إعلان مغطي الشاشة"، ليضطروا بالاستعانة لخبرات آخريين سبقوا وأن تعرضوا للأزمة نفسها حتى تمكنوا من حلها.
تلك المغامرة الصغيرة تعشقها مختار، حين يخفق قلبها وأصدقائها مع كل لحظة انتصار في الوصول إلى مبتغاهم، أو شعور مؤقت بالإخفاق حينما يكون "النت مهنج ولا الموقع يقفل وهو شغال"، أو قلق على عدم تمكنهم من متابعة كل لحظة في الحفل الكبير "ودي متعة في حد ذاتها الصراحة"، قبل أن ينهمكوا جميعًا في مشاهدة ممتعة للأوسكار "حتى لو الجوايز معجبتناش".
سينما ياسو
في غرفتها، جلست "ياسمين سعد" أمام مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن استعدت لحفل الأوسكار بعدد كبير من ساعات النوم "عشان أبقى مصحصحة وقت الجوايز"، في السنوات الماضية كانت الشابة العشرينية تهتم بمشاهدة الأوسكار لاهتمامها بالسينما العالمية ونجوم هوليود "لكن المرادي عشان حبيت أنقل أخبار الحفلة من خلال صفحتي على فيسبوك".
لدى ياسمين، صفحة متخصصة في الفن، دشنتها منذ عدة أشهر تحت اسم "سينما ياسو"، حرصت على تمرير أكبر قدر من المعلومات عن الأوسكار خلال الليلة الفائتة، واستعدت قدر إمكانها "جمعت صور ومعلومات عن الأفلام والفنانين المرشحين للجوايز"، بينما تنقل عبر الإنترنت وصول النجوم وتُعلق على فساتين النجمات.
لم تكتفِ سعد بنقل أحداث الحفل فقط "كنت بنزل صور وحكايات عن ذكريات الأوسكار"، وعند بدأ الإعلان عن الفائزين تتسارع وتيرة العمل في غرفتها "أول ما يقولوا الأسماء بنزل الحاجة على طول عشان الناس اللي مش عارفة تشوف الحفلة تعرف الأخبار بسرعة"، كما تحرص على وصف ما يجري خلال تلك اللحظات المدهشة.
يتابع صفحة ياسمين المتخصصة في الفن نحو 4 آلاف شخص، نظرًا لاعتمادها على ما تقدمه للجمهور دون إعلانات مدفوعة، لكن بالأمس شعرت بالسعادة لمتابعة عدد كبير الصفحة "و17 واحد زادوا في الصفحة، دا رقم ممكن يبقى قليل بس بيكفيني إنهم اتبسطوا وعرفوا أخبار الأوسكار عندي".
فيديو قد يعجبك: