لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من كفر الشيخ لمعرض "تراثنا".. عبد القادر في انتظار زبائن "الكليم"

05:16 م الأربعاء 19 سبتمبر 2018

معرض تراثنار للحرف اليدوية

كتبت-دعاء الفولي:

مازالت يد عبد القادر عبد الستار قادرة على صناعة الفن، 47 عاما قضاها العامل بمجال النسيج، يغزل فيها الكليم اليدوي، يبيع السجاجيد بمركز فوّة بمحافظة كفر الشيخ، ورغم العَجزَ الذي أصاب المهنة، لكنها بابه الأوحد للرزق، جرّب غيرها فلم تروِ روحه، فعاد إليها متحمّلا مصاعبها الكثيرة.

داخل معرض تراثنا للحرف اليدوية، الذي تم افتتاحه منذ أيام، وقف عبدالستار يعرض بضاعته، خلفه عُلقت لوحات فنيّة على السجاجيد، أسعارها متفاوتة، تحمل حكايات العُمال الذين استمسكوا بالمهنة مثله، بينما تركها آخرون لأسباب كثيرة.

"الخامات غليت علينا.. بقى الواحد يفكر ألف مرة قبل ما يكمل". يعتمد الكليم بشكل أساسي على الصوف والقطن، ارتفعت أسعار الأول مؤخرا "كان الكيلو بستة جنيه دلوقتي عدى الـ8 جنيه، والقطن بقى نادر أصلا"، ينزعج البائع الخمسيني من "فصال" الزبائن "الناس مش مستوعبة إن الحاجة بتغلى علينا"، فيما لا تتوقف الأزمة عند الخامات فقط.

صووو 1

التسويق أيضا مشكلة تواجه عبدالستار وزملائه من أرباب تلك المهنة، لذا يعتبر المعارض الشبيهة بـ"تراثنا" غنيمة لبيع القطع المتناثرة، فيما لا ينسى البائع أن المهنة لا تضمن لصاحبها معاش أو دخل ثابت "ولا حتى شهادة صحية".

عام 1992 اُنشئت جمعية "فوّة" لعمال الكليم "لأن المركز مشهور بالصناعة دي"، عايش البائع الخمسيني أوقات ازدهار المهنة "كان عددنا زمان 15 ألف عامل دلوقتي بقينا 1500 بس"، رويدا تسرّبت الأيدي الماهرة خارج "الكار"، بعضهم اتجه للعمل على "توكتوك"، آخرون اتجهول لبيع الملابس، حتى عبد الستار حاول عدة مرات ترك الصناعة، تارك بالعمل في مقهى، وأخرى بافتتاح محل "بس حسيت إن التوب ده مش بتاعي، رجعت ورضيت بالقليل".

بابتسامة تملأ الوجه، يخبر عبدالستار الزبائن بالأسعار "عندي حاجات من 50 جنيه لحد 500 جنيه وحاجات من 750 لحد 2000 جنيه"، عادة ما يكتفي المارّة بالسؤال فقط، تبدو خيبة الأمل على ملامح الأب لثلاثة أبناء "البيع في المعرض مش أد كدة، بس ربنا يبعت رزق عشان العمال اللي تعبوا في الشغل ميضطروش هما كمان يسيبوا المهنة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان