لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"لأجيال تحفظ العهد".. "أنوري" يوثق حياة أهل النوبة في صور

07:19 م السبت 12 أكتوبر 2019

كتب- محمد مهدي:

تصوير- جلال المسري:

في أنحاء جزيرة هيسا النوبية، يتحرك الشاب الثلاثيني "أنوري رمضان" حاملًا كاميرته، يتجول بالقرب من بيته وأحيانًا في جهات مختلفة، كلما استوقفه بيت مميز أو أحد الطيور أو نبات لا يوجد مثيل له سوى في النوبة، يلتقط سريعًا عدة صور من أجل توثيق الحياة على الجزيرة البديعة "حلمي إني أوثق حكايات الجزيرة وتفاصيل الحياة فيها من خلال الصور والفيديوهات اللي بصورها" يقولها أنوري بحماس.

1

يعشق أنوري الجزيرة، حينما يعثر على صورة قديمة يشعر كأنه عاد في لحظات إلى "هيسا" قديمًا "عشان كدا فكرت أصور الجزيرة دلوقتي عشان الأجيال الجاية" يحب الشاب الثلاثيني التصوير، تعلم مبادئها من خلال الإنترنت "وكنت بصور في الأول بالموبايل بتاعي" ظهر اهتمامه في البداية بالطبيعة "أصور الحياة البرية عندنا، الحيوانات والطيور والنباتات خاصة إن الجزيرة محمية طبيعية" قبل أن يُدشن صفحة على موقع التواصل الاجتماعي لنشر أعماله عن الجزيرة بصورة مستمرة.

2

لاقت صوره عن الجزيرة استحسان وتشجيع من قِبل أصدقائه ومتابعيه على "فيسبوك" حتى أن اثنين منهما تحمسا لمساعدته في تحقيق شغفه بمنحه كاميرتين لالتقاط مزيدا من الصور بجودة عالية، وهو ما دفعه للسفر إلى القاهرة والالتحاق بورشة خاصة بتعلم التصوير "عشان الموضوع يكون احترافي أكتر" في الوقت نفسه تحولت رغبته من توثيق الطبيعة فقط إلى تصوير أهالي الجزيرة "وكل شخص بصوره أكتب نبذة عنه، وأوقات كتير بسجل فيديو وهما بيحكوا عن النوبة زمان وشكل المعيشة على الجزيرة" فعل ذلك متأثرًا بالمصور الأمريكي ستيف ماكوري "عجبني تصويره للناس في حياتهم الطبيعية".

3

لم يتقبل أهالي جزيرة هيسا مسألة التصوير في البداية "كانوا بيقلقوا، لكن الموضوع مع الوقت بقى أسهل خاصة إني واحد من أهل الجزيرة، فلما بصور بيكونوا واثقين فيا" كما أنه لا يقتحم خصوصية أحد، ولا يقوم بالتصوير دائمًا "بقعد معاهم أكتر وبكلمهم إيه سبب التصوير وإنها توثيق للعادات والتقاليد في بلدنا" لا يجبرهم على الوقوف أمام كاميرته بل يفعل ذلك بعد موافقتهم "أغلب الناس دلوقتي بقوا مرحبين، واللي بيرفض بحترم رغبته" صار الآن يملك آلاف من الصور عن جزيرته الحبيبة "وقريب هأعمل كتاب عن الجزيرة، والصور تبقى متاحة للأهالي في معرض يتعمل في هيسا".

حلم "أنوري" بتوثيق الحياة على الجزيرة ليس الوحيد، لديه آمل بوجود مركز ثقافي أو مدرسة لتعليم الأهالي من السيدات والشباب والأطفال فنون مختلفة وحرف يدوية في محاولة لتنمية المنطقة "الأطفال يتعلموا الفنون المختلفة سواء الرسم أو التصوير أو التمثيل، ويكون ليهم مكتبة فيها كتب متنوعة" أما عن السيدات يتم تعليمهم حرف عديدة وتسويق منتجاتهم حتى تصبح مصدر دخل لهن "أو أي حد محتاج شغل يلاقي فرص من خلال المكان اللي بنعمله".

4

الفكرة ذاتها راودت "هنا العيش" التي شاركت في تشييد المكان "بنينا الجزء الكبير، ناقصله حاجات بسيطة وتشطيبات عشان نقدر بعدها نستقبل الناس" هو عبارة عن بيت على الطراز النوبي من 6 غرف، في كل جزء منه سيقام ورش وتدريبات من قِبل خبراء وأساتذة قبل أن يتم توفير الماكينات الخاصة والأدوات المستخدمة في عمل المنتجات على أيدي أهالي الجزيرة "وبنرحب بأي دعم من المؤسسات عشان نستكمل المشروع".
5

*صور الجاليري جزء من المشروع المصور لـ "أنوري رمضان" في توثيق حياة جزيرة هيسا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان