"سيلفي" الاستفتاء.. زوجان يوثقان لحظة التصويت: المشاركة في حد ذاتها انبساط
كتبت-إشراق أحمد:
ما إن خرجت حنان جودة من اللجنة الانتخابية والتقت زوجها بالخارج، حتى رفع مدحت عبد الخالق هاتفه قائلا "يلا نتصور" مطالباً إياها بإظهار إصبعها المغموس في الحبر الفسفوري. سعادة بدت على وجه الزوجين وتركت حالة من التعجب على وجوه من حولهم، لاسيما أن جميع من يتوافدون يصوتون ويرحلون في صمت.
اعتاد الباحثان في المركز القومي للبحوث على توثيق الكثير من لحظات حياتهما، والمشاركة في الانتخابات جزء منها، يسعدان بخوضها "صاحب الصوت دايما بيبقى عنده أمل أنه يوصل رسالة حتى لو معارض بيتمنى يشوف مصر أحسن" يقول مدحت، فيما لا تغادره الابتسامة.
مارس مدحت حقه في الانتخاب لسنوات طويلة قبل أن يكون بالبطاقة الشخصية "من أول طلعت بطاقة انتخابية اللي كان لونها أحمر وأنا مبسيبش أي انتخابات"، يعتبر الزوجان الأمر حق "حتى لو رافض أنزل.. لأن اللي يرفض من البيت معملش حاجة. زيادة الاحتقان في المجتمع بالكلام بيجيب أثار سلبية".
ترافق حنان زوجها في جميع الأوقات بالداخل والخارج؛ أقاما في ألمانيا لثمانية سنوات ما بين عامي 1999 و2007، وقت حصول الزوجة على شهادة الدكتوراه، لم يغادرا فيها اللجان الانتخابية، وإن كانت الأجواء مختلفة "بتبقى أهدى عن هنا. هنا بتكون أجواء احتفالية خاصة بعد 2011" تقول الباحثة بينما يضيف زوجها "وإن كنا لازالنا بعيد عن أجواء الانتخاب اللي بيحصل في دول بره"، شاهد الزوجان حالة الانتخاب في ألمانيا وكذلك إيطاليا، لمسا وعي المشاكرين، والمشاركة بنسبة كبيرة بغض النظر عن النتيجة "الناس بيبقى رأيها واضح وقايلاه من وهي داخلة اللجنة. هنا الناس بتخبي شوية" حسب قول مدحت.
حرصا الزوجان على المشاركة؛ استأذن مدحت من العمل، واختتمت حنان محاضرتها في المركز عن "المرأة في العلوم" ثم ذهبا للاقتراع، أدلى الزوج بصوته وانتظر زوجته على باب لجنتها، وثقا اللحظة ونويا نشرها على فيسبوك "مجرد المشاركة ده في حد ذاته انبساط" تقول حنان. لا يعبأ الباحثان بمغالاة البعض من المؤيدين أو الرافضين للمشاركة، فقط يسوقهما إيمانهما بتراكمية الأفعال ودور الكلمة، يرى مدحت أن "السياسة ليست قضاء وقدر وليست ظاهرة هي ممارسة. والمشكلة أن بعض الناس عايزينها ديجيتال. لكن إزاي تفرض على الحاكم ضغط وأنت قاعد في بيتك".
فيديو قد يعجبك: