بالصور-"الرصيف فين؟".. نظّرة على الشارع المصري من كرسي مُتحرك

كتب- محمد مهدي:

منذ أشهر عديدة لفت انتباه السيدة الخمسينية "دينا ذوالفقار، طِفل في الحادية عشرة من عُمره، يتحرك بصعوبة في الشوارع بُكرسي مُتحرك، يذهب يوميًا إلى مدرسته وسط صعوبات لعدم تمكنه من المضي على الأرصفة لارتفاعها أحيانًا أو عدم جاهزيتها لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن "قولت إزاي واحد يعيش في المعاناة دي يوميًا، فكرت إني أعمل مبادرة الرصيف فين يمكن حد يتحرك" تقولها دينا بحماس.

لم تنتظر كثيرًا، طرأت على عقلها فكرة سرعان ما انجذبت إليها وقررت تنفيذها "قولت ليه السلبية والاستسلام، ما كُل مواطن يبدأ بنفسه، جبت كرسي متحرك ونزلت بيه الشارع عشان أصور الواقع المرير دا" بمساعدة زملائها انطلقت دينا في شوارع القاهرة بحثًا عن رصيف مجهز بصورته الطبيعية "كُل محل عامل رصيف على مزاجه، فيه رصيف عالي جدًا، واللي عامل أرضية رصيف بتزحلق" واجهت السيدة الخمسينية صعوبة في الانتقال بالكرسي المتحرك "الواحد حس بمهانة وإن الرصيف عائق حقيقي حتى لكبار السن".

لنحو ساعتين ظلت تتجول هنا وهناك "عشان على الأقل أصحاب المحلات لما يشوفونا ضميرهم يتحرك" كلما مرت من مكان اتجه إليها عدد من المواطنين لمساعدتها في الانتقال "شهامة المصريين شيء جميل بس دا مش حل، خاصة إن ذوي الاحتياجات الخاصة بيتأثروا نفسيًا بأي حاجة، فليه منوفرلهمش رصيف آمن وطبيعي" فضلًا عن تأييد عشرات من المارين لحديثها عن الأرصفة وضرورة التدخل لوضع حد لمن خربوه فيما تتابع دينا ما يدور في أروقة الحكومة ومجلس النواب من قوانين لحل المشكلة "بس دا بيأخد وقت وليه دايمًا نبص للدولة، ما المواطن يتحرك بنفسه عشان الأمور تمشي".

المشكلة ليست في ارتفاع الرصيف أو عدم جاهزيته فقط، لكن وجود إشغالات تمنع المواطنين من استخدام الأرصفة "كل دا بيسبب حوادث، وفيه ناس بتقع تتكسر" بعد نهاية جولتها نشرت دينا على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي صور مبادرتها تحت اسم "الرصيف فين" مطالبة من يتحمس للفكرة بسرعة تنفيذها في منطقته حتى تنتشر على أكبر نطاق وتساعد على حل المشكلة "قولت لو كل واحد نزل الشارع بتاعه وصور فيديو يمكن حاجة تتغير ويبقى عملنا اللي علينا" تتمنى أن يصل صوتها على يقين أن الإيجابية سوف تؤتي ثمارها في النهاية "حتى لو كام محل خدوا بالهم وغيروا الرصيف أو معاملتهم ليه".