"هنعمل إيه في الإجازة؟".. أم تعد "قائمة فسح" للعائلات
كتبت- إشراق أحمد:
أسبوع وتبدأ رسميًا إجازة نصف العام الدراسي الأول. لا تنشغل إيمان أباظة فقط بمتابعة طفليها لامتحاناتهما المستمرة حتى 24 يناير الجاري؛ فهناك مهمة أخرى اعتادت السيدة الثلاثينية على إتمامها هذه الفترة "أعمل خطة بالأماكن والأنشطة اللي هنعملها في الإجازة".
منذ التحق طفليها بالمدرسة قبل نحو 10 أعوام، لا تنتظر إيمان بدء الإجازة، قبلها بفترة كافية تحضر قائمة بما ستقوم به مع صغارها خلال فترة العطلة سواء الأسبوعين في نصف العام أو الممتدة لأكثر من شهر في نهايته. تخشى الأم ألا تستغل هذه الأيام فيما يمتع ويفيد، لهذا يكون لها حسابات خاصة عما تفعل خلال أوقات الدراسة والإجازات القصيرة.
تبدأ إيمان بالبحث عن أماكن جديدة لم يزوروها بعد، وأخرى تناسب شغف لاحظته عليهما "الأطفال كل وقت بيبقى عندهم فترة حساسة تجاه شيء وده بيبقى وقت مناسب لاستقبال المعلومة لازم نوجههم فيه للحاجات اللي حابين يعرفوها"، فيما لا يغيب عنها متابعة ما يحدث حولهم، تضرب المثال بحرائق أستراليا باعتبارها فرصة مناسبة للذهاب إلى أماكن بها العديد من الحيوانات أو تمنح الاهتمام بالبيئة.
هناك بعد آخر ترعاه الأم الثلاثينية في قائمتها مع أولادها "الجو.. يعني الإجازة دي فرصة كويسة للأماكن المفتوحة زي الأهرامات والقلعة اللي بنتجنبها في آخر السنة عشان الشمس والحر"، ولا يغيب عنها أن تجمع القائمة بين الترفيه والثقافة.
تستغرق إيمان نحو أسبوعين لوضع الخطة لعطلة نصف العام "الأيام دي قبل الإجازة الأماكن بتعلن عن أنشطتها واللي كتير منها بيكون مجاني أو بسعر رمزي". تدون الأم كافة المعلومات المتاحة من عناوين الأماكن وإن كان يتطلب الذهاب الحجز مسبقًا، ولا تنُهي القائمة إلا بمشاركة "توتة وباسل" أولادها؛ يصنعون معًا ورقة أو لوحة عليها "أجندة الأجازة"، فأحيانًا هناك أماكن يرغبون في زيارتها مرة ثانية في العطلة.
لسنوات لم تبرح الأم "قايمة الفسح"، لكن هذه المرة قررت مشاركتها، كما تفعل منذ أنشأت لجولاتها مع أبنائها صفحة باسم"Emy’s guide" على فيسبوك في يونيو المنصرف "لما نروح مكان وننبسط فيه ببقى نفسي كل الأطفال تعرفه وتتبسط مع أسرها لأنها ممكن تفرق معاهم في حياتهم وطريقة تعليمهم"، لهذا نشرت تفاصيل عدة أماكن يمكن الذهاب إليها في هذه الإجازة.
ما بين مكتبات ومتاحف وأماكن علمية وترفيهية شاركت إيمان 9 آلاف متابع لصفحتها تفاصيل لـ"خروجات"، ضمنت إليها عرض لما يمكن أن يُرى فيها وألحقتها بصور لها وأطفالها، فقد سبق أن زارتها هي وأولادها لكنها فضلت مشاركتها مجمعة "عشان الأجازة وقتها قصير فحبيت الأهالي تعرف أن في حاجات ممكن تعملها مع أولادها".
يوم الخميس الماضي نشرت إيمان القائمة، وتلقت في المقابل تعليقات اعتدتها سواء المرحب أو المنتقد "في بناس تقول الخروج بالولاد صعب أو أنتوا فاضين بقى وأغنيا وعندكم وقت وفلوس". تحاول الأم جاهدة بإعلامهم أن الأمر ليس يسيرًا عليها، لكن هناك أماكن لا تتطلب أموال كثيرة للاستمتاع، وأخرى باهظة لكنها تستحق، ولها في هذا مبرر "الخروجات دلوقت بقى أغلبها للمطاعم والأهل تسيب الأولاد تلعب. طيب ما يروحوا مكان يدفعوا نفس الفلوس لكن يكون مفيد"، ترى الأم في سعادة أبنائها خيار مرضي لها.
بادرت إيمان بمشاركة الأماكن للمتواجدين في القاهرة، رغم أن خطتها لهذه الإجازة مختلفة؛ قررت الأم وأبناؤها السفر خارج مصر "كنا عايزين نروح الأقصر وأسوان لكن لقينا التكلفة توازي السفر لدبي فقلنا نروح بلد تانية كتجربة مختلفة"، فجاء الترتيب لاكتشاف البلد الخليجي، خاصة وأن تلك الفترة تتزامن مع الإعداد لحدث تكنولوجي مهم "أكسبو 2020" الذي تستضيفه دبي.
التخطيط لقضاء الإجازة ليس أمرًا غريبًا على إيمان، سبق أن فعلت والدتها ذلك معها وهي صغيرة، لذا كلما حلت العطلة تذكرت طفولتها "بفتكر اللي عملته والدتي ووالدي معايا وده بيشجعني ويفكرني أن ولادي إن شاء الله مش هينسوا اللي بعمله معاهم".
فيديو قد يعجبك: