من داخل عزل "كورونا".. كيف تابع "زملكاوي" مباراة نصف النهائي؟

كتب- محمد زكريا:

منذ حوالي أسبوع، يرقد أيهم علي بجسد منهك ونفس مثقلة إثر الإصابة بـ"كورونا"، لكن بالأمس كان الرجل على موعد مع متابعة مباراة هامة، الزمالك يلاقي الرجاء في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا 2020، وهو الذي لا يُضيع مباراة يكون الأبيض طرفًا فيها، حتى في أحلك الظروف، ولو كانت إصابة بفيروس يقتل الملايين حول العالم.. تغلب صاحب الـ41 عامًا على مخاوفه قبل ساعات من المباراة، غالب الكحة وضيق التنفس وضربات قلبه المتسارعة وهو مشدوه إلى التلفاز، والتي هدأ من روعها فوز الزمالك بالمباراة.

منذ كان طفلًا يعشق أيهم الزمالك: "أنا مولود في الكويت، ومعظم الخلايجة بيحبوا الزمالك"، بدأت رحلته مع تشجيع الأبيض في الثمانينات: "حبيت أشرف قاسم وعفت نصار"، وعندما شاب أيهم اختار للعب مركز المساك، فيما ابتعد عن الملاعب مع مرور السنوات، لكن لم يغب ليوم عن تشجيع الزمالك: "مكنتش بفوت أي فرصة أروح فيها الاستاد.. حتى ماتش السوبر الأخير في أبوظبي حضرته، كان عندي مؤتمر هناك في الإمارات، فسافرت يومين بدري مخصوص عشان الماتش"، حتى أن الرجل الذي يدير شركة دواء ألمانية في مصر يسعى لحضور أي فاعلية تستضيف لاعبيه: "مرة كان عندنا إيفنت كبير في الشركة، تعمدت اختار الأوتيل اللي كان مقيم فيه فريق الزمالك.. قابلت فيريرا وجروس واتعشت معاهم كمان".

ذاك العشق تشربه أولاده منه: "عندي ولدين وبنتين زملكاوية.. مقولكش بقى.. مجانين.. أنا اللي ساعات بهديهم".

قبل حوالي 10 أيام، داهمت أعراض فيروس كورونا المستجد أيهم، أجرى التحليل الكاشف لكورونا، وظهرت النتيجة إيجابية، ليُقيم يوم كامل داخل مستشفى خاص، قبل أن يُقر له العزل في المنزل، واستكمال العلاج داخل غرفته.

كانت مباراة الرجاء، الأولى للزمالك، بعد إصابة أيهم: "كنت مرعوب اتفرج، أصحابي دكاترة اتصلوا بيا وقالولي بلاش انفعال، بلاش تنشنة، بلاش تتفرج عشان قلبك، في البداية قولت مش هشغل التلفزيون من بدري عشان التوتر، وساعة الماتش أقرر هتفرج ولا لا حسب حالتي الصحية، لكن لقتني بشغل التلفزيون من بدري وبتابع تحليل المباراة.. لما عرفت أن محمود علاء مش هيلعب اتوترت جدًا"، ليخف من توتره بنشر منشور على صفحة بفيسبوك تحمل اسم: "زملكاوية 100 100"، وكان مضمونه: "يارب.. معزول بسبب الكورونا.. ضيق تنفس وضربات قلب.. يارب النصر للزمالك عشان الليلة تعدي على خير"، ليتلقى آلاف التعليقات الداعمة له قبل لاعبي الزمالك، والاتصالات والرسائل المتمنية لشفائه: "الناس بقيت تقولي متقلقش هنكسب، وحتى لو مكسبناش هنعوض في العودة.. الناس سابت الماتش وبقيت خايفة عليا أنا".

مع دقائق المباراة الأولى، كان التوتر والخوف لاعبان أساسيان في فريق أيتم، إلى أن أحرز الزمالك الهدف الأول في المباراة: "لقيتي بقول بعلو صوتي جول.. حسيت كأن جون بن شرقي نضف صدري"، لكن الهدف الوحيد في المباراة لم يضمن لصاحب الـ41 عامًا قلبًا مطمئنًا طوال دقائقها: "ضربات قلبي مكنتش عايزة تهدأ.. فضلت واقف لنهاية الماتش.. في لقطة، حطيت فيها أيدي على وشي، ومشيلتهاش إلا بعد ربع ساعة، عشان أهدي ضربات قلبي"، إلا أن أعلنت صافرة حكم المباراة فوز الزمالك.

مقتبل الأسبوع القادم، يكون أيهم على موعد مع تحليل جديد لـ"كورونا"، للتأكد من شفاء رئته من الفيروس المستجد، بالتزامن مع انطلاق مباراة العودة بين الزمالك والرجاء، يأمل الرجل أن يُشفى من الوباء تمامًا، فيما يتمنى صعود الزمالك إلى النهائي الأفريقي، الرجل يريد للفرحة أن تكون أثنين.